الدسوقى رشدى يكتب من "طهران": عاشوراء فى شوارع إيران.. مواكب جنائزية.. وأجواء ثورية.. واشتياق للروائح المصرية
الخميس، 14 نوفمبر 2013 02:38 م
الدسوقى رشدى مع آية الله تسخيرى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
-آية الله تسخيرى فى حوار مع "اليوم السابع":
-المؤامرة على مصر وإيران كبيرة والحرب على التقريب بين المذاهب أصبحت من الداخل على يد التكفيريين
-كل الاحتفالات الدموية والمتطرفة بذكرى استشهاد سيدنا الحسين مرفوضة ومحرمة فى إيران بفتوى الإمام الخومينى ولدينا قوانين تمنع ذلك
-لدينا فتاوى تحرم سب الصحابة وإيران لها 10 محطات تلفزيونية رسمية لم يذكر فيها صحابى واحد بسوء على مدار 30 عاما ولكننا لا نرى كل صحابى عادل أو معصوم
-إضافة شهادة "أن علىّ ولى الله" فى الأذان مستحبة وليست واجبة ولا يستحق الشيعة التكفير بسببها، وأنا وبعض مراجع الشيعة لا نردد هذا المقطع حتى إمام مسجد السيدة المعصومة لا يفعل
كل شىء هنا فى طهران ينبض بالثأر؟.. وكل شىء فى القاهرة عن هنا ينبض بالمغالاة والتحريف، مدفوعا بيد خفية لتعميق الخلاف السياسى والمذهبى أكثر وأكثر..كل شىء هنا ينبض بالثأر.. ثأر من؟، ومن من؟، لا أعرف وليس مهما أن تعرف، ولا أعتقد أن أحدا هنا فى طهران يعرف.. المهم أن تضع نفسك دوما فى وضع الاستعداد للحظة الثأر القادمة..تثأر لسيدنا الحسين رضى الله عنه من قتلته ربما، ولكن أين قتلة سيد الشهداء؟ من هم وأين يسكنون؟.
هنا فى إيران يقولون نحن نستدعى الماضى بأحزانه ودمائه من أجل المستقبل، نحن نبكى الحسين وأهله وأصحابه من أجل الفكرة.. فكرة الدفاع عن الحق حتى آخر قطرة دم ممكنة !
إذن.. هل يمكن أن نقول أنهم هنا فى إيران يقصدون الثأر لسيدنا الحسين رضوان الله عليه ممن يشبهون قتلته فى العصر الحديث؟ !
الكيان الصهيونى الذى يرى كل مسئول إيرانى وكل مرجعية شيعية قابلتها فى طهران أن زواله واجب وحتمى لأنه اغتصب حق الفلسطينيين فى أرضهم، وربما من أمريكا التى يراها أهل طهران رأس مؤامرة اغتصاب الحلم الإسلامى بخصوص وحدة الأم، وربما ثأرا مبكرا واستباقيا من كل فكرة تظن أنها قد تنال من الثورة الإسلامية.
كما قلت لك كل شىء هنا ينبض بالثأر فى كل متر مربع صورة لشهيد، وعلى كل حجر فى كل مسجد أو ميدان مهم اسم لشهيد وحفر لصورته، ولكل شارع اسم شهيد، قائمة طويلة من الشهداء تطاردك بوجوهها أو بأسمائها أو بقصصها فى كل مكان.. شهيد كربلائى، وآخر من عصر الرسول عليه الصلاة والسلام، وأخر من شهداء الثورة الإسلامية ورابع وخامس وسادس من شهداء الحرب مع العراق التى يسمونها هنا "حربا مع صدام" وحتى شهداء التدريبات العسكرية أو المراسلون الإعلاميون الذين سقطوا أثناء تغطية حرب حزب الله مع إسرائيل قبل سنوات من الآن.
كل إيرانى مطالب بأن يثأر لهؤلاء، هكذا يشعر أو مفروض عليه أن يشعر بسبب الأجواء التى تطارده من كل فج إيرانى قريب أو بعيد، وفى زمن اللاحرب ولا الدم الذى تعيشه طهران كان طبيعى أن تتحول كل هذه الطاقة الثأرية للمواطن الإيرانى الذى لا يقل متوسط ساعات عمله فى اليوم عن 10 ساعات كاملة إلى نواحى بنائية واقتصادية يمكنك أن تلحظها فى شوارع طهران والبنية التحتية للدولة التى نجحت أن تضع نفسها فى المرتبة الـ17 بين الدول المنتجة وطبقا للترتيب الذى وضعه البنك الدولى وفقا للناتج المحلى الإجمالى.
لن أذهب معك إلى مقارنة الواقع المصرى مع الواقع الإيرانى من النواحى الاقتصادية والبنية التحتية والنظام والمرور والنظافة وثقافة الالتزام بالقانون لأن المقارنة لن تكون فى صالح حالتك النفسية بكل تأكيد، ولن يفلح الحديث الخاص حول تقييد الحريات فى إيران بأن يمثل نوعا من المواساة النفسية لك وللمصريين بشكل عام، لأن مواطن الشارع العادى على استعداد بأن يضحى بالحريات الكارتونية والأحزاب الورقية فى مصر وبساعات الجلوس أمام الفيس بوك وتويتر مقابل أن يحصل على كل المزايا الحياتية والحضارية والاقتصادية التى يفوز بها الإيرانيون.
دعك إذن من حديث المقارنات وحالة الترحم والتباكى التى يمارسها كل مصرى على حاله وحال البلد كلما سافر إلى الخارج وتعالى أصف لك المشهد الجنائزى الذى تغرق فيها إيران منذ بداية شهر محرم استعداد لإحياء ذكرى استشهاد سيدنا الحسين رضى الله عنه يوم عاشوراء.
من بداية شهر يستقبلك كل شارع إيرانى وكل منزل وكل مؤسسة حكومية وكل حائط بالكثير من اللافتات والرايات السوداء التى تحمل عبارات تذكيرية بالمعركة الكربلائية وبطولات سيدنا الحسين ومأساة أل البيت رضوان الله عليهم، طقس عام من الحزن وحالة جنائزية تشتد وتتصاعد مع اقتراب يوم عاشوراء، الحسينيات تظهر خيامها ولافتاتها على جوانب الشوارع وتتحرك مواكبها ليلا بمشاركة النساء والرجال وصحبة طبول تدق بإيقاع منتظم على نغمات أناشيد وأدعية فى رثاء سيدنا الحسين، وتفتح الحسينيات أبوابها لتلقى التعازى، حتى موعد الاحتفال الكبير فى التاسع والعاشر من محرم.
فى إحدى الحسينيات كانت لنا ساعة يمكنها أن تلخص لك طبيعية الأمور.. دخلت إلى الحسينية بصحبة قارئ مصرى للقرآن الكريم، ومنشد ومبتهل وعرفنا عن أنفسنا، وطلت الضحكة على الوجوه الحاضرة حينما ذكرنا أننا قادمون من مصر وطلبوا بعض من الابتهالات والمديح فى آل البيت، وتبارى المبتهل المصرى مع منشد إيرانى فى إلقاء ما تيسر لكلاهما من أبيات وأدعية فى مديح سيدنا الحسين والرسول عليه الصلاة والسلام، وحينما ساد الصمت أجواء الجمع الذى لا يجيد طرفاه لغة مشتركة، قال أحد الحضور "علينا بالقرآن.. فهذا هو ما سنفهمه جميعا".
من حسينية إلى أخرى ومن مسجد إلى آخر تسود نفس الأجواء، اشتياق إلى الروح والابتهالات والقراءة المصرية للقرآن الكريم التى يتضح عشق الإيرانيون لها من انتشار سى ديهات وأصوات الشيوخ عبد الباسط والمنشاوى فى المحلات وفى الأصوات الصادرة من المساجد قبل كل صلاة.
أية الله محمد على تسخيرى المرجع الشيعى والعالم الكبير وإمام المجلس العالمى للتقريب بين المذاهب، قالها بصوت هادئ وحزين يعبر عن صدق حقيقى فى حب مصر، قال: كنا ومازلنا نحب أن نسمع مصر أصوات مختلفة وعذبة لقراءة القرآن الكريم، وأصوات لمفكرون عدول وأهل وسط وأفكار إسلامية مستنيرة، ولكننا نشعر بالأذى والألم لما نسمع من أخبار عن أحداث اقتتال وفتنة فى مصر، ندعو الله أن يستقر الحال بمصر لأن لها مكانة كبرى فى قلب العالم الإسلامى، ونعلم أن المؤامرات عليها يخطط لها من كل حدب وصوب.
وقال تسخيرى فى حديث شخصى جمعنا قبل يوم عاشوراء ردا على سؤال حول تعطل حركة التقريب بين المذاهب التى بدأها الأزهر فى الثلاثينات من القرن الماضى: (عليك وعلى كل المصريون أن تعلموا بأن المؤامرة على التقريب بين السنة والشيعة شرسة وكبرى، وللأسف فى هذا الزمن لم نعد نحارب الأعداء الخارجيين الذين يخططون لتلك المؤامرة بل أصبحنا تحت ضغط وجود أعداء من داخل الأمة الإسلامية ذاتها تسعى لتعميق هذا الانقسام)، وأضاف فضيلته: للأسف لقد ابتلانا الله فى هذه السنوات بعلماء تكفيريون، يكفرون الشيعة وينسبون لنا أشياء لا نفعلها ويسعون لإنكار قاعدة وفى اختلافهم رحمهم، هم يسعون فقط لنشر الأكاذيب وتكفير الشيعة فى كل مكان.
قاطعته قائلا: ولكنك تعلم يا سيدى أن هناك بعض التصرفات التى يأخذها حتى بسطاء العالم الإسلامى من أهل السنة على الشيعة، أهمها على الإطلاق ما يحدث فى الأيام التى تواكب ذكرى عاشوراء من مواكب لا تخلو من الدماء وتعذيب النفس، وأنت تعلم بالضرورة أن وكالات الأنباء والكثير من الكارهين لفكرة التقريب يستخدمون تلك الأفعال للتدليل على صحة اتهاماتهم؟
وكأنه كان فى انتظار هذا النوع من الأسئلة ضحك أية الله تسخيرى وقال:( كل هذه الأفعال نحن ننهى عنها، الصورة الدموية التى يتم تصديرها من بعض غلاة الشيعة والبسطاء لذكرى عاشوراء مرفوضة تماما ومكروهة تماما، ولن تجد فى إيران موكبا أو احتفالا واحدا به نقطة دم، وحتى العديد من الاحتفالات التى ستشاهدها فى إيران وترى فيها الكثير من المبالغة يعود سبب ذلك إلى أنها أمورا فلكلورية شعبية، تم التصدى لها بفتوى من الإمام الخمينى الذى حرم هذه التصرفات الدموية وأتبعه فى ذلك مراجع كثر من علماء الشيعة، بل ويوجد قانون يرفض هذه التصرفات الدموية فى إيران ويتيح للشرطة القبض على المخالفين لطبيعة هذه الاحتفالات التى تذكرنا بمصابنا فى سيدنا الحسين وآل البيت.
وأضاف تسخيرى: فى العهد الصفوى كانوا يشجعون على تلك التصرفات الدموية لاستغلالها سياسيا، وفى هذا العهد أيضا كما شهدنا ونشهد فى العراق يشجعون على هذه الروح الدموية والانتقامية فى الاحتفالات بهدف الاستغلال السياسى مثلما هو الوضع بين الرصافة والكرخ فى العراق.. ولكن دينيا وفقهيا أؤكد لك أن كل هذه التصرفات مرفوضة.
واستطرد أية الله تسخيرى فى الرد على عدد من الاتهامات الموجهة للشيعة وقال: أحد العلماء فى مؤتمر بقطر اتهم الشيعة بأنهم يصلون لقبر الأمام على رضى الله عنه، تحديته وقلت له إن أثبت حالة واحدة فى إيران أو غيرها أمام أضرحة أل البيت سأعترف بذلك، تعالى بنفسك وشاهدنا وستجد أننا نعطى ظهورنا للأضرحة والقبور ونصلى.
ثم انتقل أية الله تسخيرى ليوضح مسألة اختلاف الأذان قائلا: أعرف أن أهل السنة يستغلون فكرة اختلاف الأذان وإضافة أشهد أن على ولى الله وأشهد أن عليا حجة الله للنيل من الشيعة وفى هذا أقول كما قلت لك دوما فى الاختلاف رحمة، وإضافة هذا التشهد الخاص بالإمام على رضوان الله عليه كان ردة فعل غاضبة لما فعله الأمويون من لعن سيدنا على وأولاده على المنابر والمساجد لمدة 1000 يوم، وهذه الحركة المتطرفة أدت إلى رد فعل متطرف من قبل بعض الشيعة الذين وضعوا شهادة الإمام على فى الأذان استنادا على بعض الروايات الفقهية التى أجازت ذكر آل البيت إذا ذكر النبى عليه الصلاة والسلام، ولكن يوجد عدد من مراجع الشيعة يرفضون هذه الإضافة منهما الشيخ الصدوق، وحتى إمام مسجد السيدة المعصومة هنا فى إيران لا يردد هذا المقطع فى أوقات الأذان المختلفة وأنا نفسى فى وقت الصلاة لا أضيف هذا المقطع لا فى الأذان ولا فى الإقامة ولكن هذا لايعنى أبدا أنه جريمة يستحق عليها الشيعة التكفير فكما قلت وسأردد فى اختلافهم رحمة.
ورفض أية الله تسخيرى بعض ما يفعله غلاة الشيعة والمتطرفون من نسب صفات إلهية لسيدنا على وقال من يفعل ذلك فهو خارج عن الملة، وفى مسألة سب الصحابة رضوان الله عليهم قال تسخيرى: نحن نرفض هذا قطعا ولدينا عشرات الفتاوى التى تجرم ذلك وتحرمه، لأن سيدنا على حينما سمع بعضا من أصحابه يسبون معاوية وقت الحرب نهاهم عن ذلك، حتى الخوارج رفض التعرض لهم بالسب وقال هم إخواننا بغوا علينا، وفى نهج البلاغة الكثير من المديح الذى قاله الإمام على فى الصحابة، والإمام زين العابدين مدح الصحابة وأدبيات أهل البيت كلها ترفض التعرض بالسوء لصحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولكن هل كل صحابى عادل؟ نحن لا نرى أحدا فى الصحابة معصوم وكلهم معرضون للانتقاد طالما يتم ذلك فى إطار من الاحترام والمحبة، نحن لدينا 10 قنوات تلفزيونية رسمية فى إيران منذ 30 سنة أتحدى أن يأتى أحد بدليل واحد على أنهم تعرضوا للصحابة بالسباب أو تعرض مرجع شيعى إيرانى أو مسئول رسمى بالسب للصحابة.. وفى ختام حديثه قال أية الله تسخيرى مكررا عبارته المفضلة فى اختلافهم رحمة، وابن الفارض يقول أنا شيعى وليلى أموية واختلافنا لا يفسد للود قضية، فالكثير من العلماء المسلمين الشيعة درسوا على يد علماء سنة والعكس صحيح، والكثير من الكتب والمراجع الفقهية السنية شرحها علماء شيعة والعكس صحيح.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hedsham
يا عم رشدى اقرأ تاريخهم قبل الحوار
عدد الردود 0
بواسطة:
فاطمه محمد
ما الهدف من هذا الحوار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء
الطيور على اشكالها
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سعد
بولاق
عدد الردود 0
بواسطة:
شش
hg
اكعد عدل