خرجت منك يا وطنى وتركت فيك الأحباب من أخٍ وعمٍ وخال....
وقد عدت إليك يا وطنى أبحث عنهم فى كل مكان...
فمنهم من هرم ومن كبر ومن مات...
فخالى فقد نخر الزمان عظامه، فقد أتى من زمن فاروق وجمال والخواجات...
فقد بصره لم يكن يرى بالكاد...
طويل القامة أسمر اللون,, كثيف الشعر,, الشيب يملؤه,, وقد كان قوى البيان...
قطعت المسافات والطرق لكى ألتقى به,, أجلس إليه,, أنظر إلى زمنٍ ولى وقد فات...
يحيى لى حكايات قرنٍ مضى من مصر فى زمن الاستعمار والعبودية إلى مصر أيام عبد الناصر والسادات...
نظرت إلى سريره من وراء الشباك، فلم أجده، فأسرعت وطرقت الأبواب وفتحتها بابا بابا...
أبحث عن جسده لم أجده ورأيت امرأة طاعنة فى السن تلتقط الأنفاس...
قالت لى اذهب إلى القبور تجده، فقد أكلت الأرض جسده وصعدت روحه إلى السماء...
خرجت منك يا وطنى وتركت فيك الأحباب,, وقد عدت إليك يا وطنى أبحث عنهم فى كل مكان...
مررت على القبور أقرأ السلام على روح الأجداد، سريع الخطى أستبق الزمان...
لكى أرى طفولتى هناك عنده بين أولاد الأخوال، مررت على البيوت ألقى السلام أنظر من بعيد لعله يكون جالساً هناك...
أسلم عليه... وأجلس معه وأنظر إليه... أنتظر سماع حكايته عن حرب النكسة عندما كان شابا يحمل السلاح...
وصلت إلى مكانة ووقفت شاردا أمام الدكان أبحث عنه هنا وهناك، ربما يكون جالسا بين الجيران...
انطلقت مسرعا نحو مسكنه دخلت إلى غرفته أناديه أين أنت يا أكبر الأخوال...
قيل لى فقد ذهب إلى ربه بغير رجعة فادعو له أن يدخله فسيح الجنات...
مقابر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
yasser
مغترب
أكثر من رائع تحياتي لك
عدد الردود 0
بواسطة:
سوزان
هذه هى الدنيا دائرة نقطة بداية تدور حتى تصل الى نفس النقطة من الجهة الاخرى ....
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عادل
مغترب ندمان
ارفع لك اقبعة تحياتي لمن اثر بي كلامة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود معوض
شكرا لكم