تناولت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية عن ظاهرة الاختطاف فى مصر التى بدأت بعد ثورة 25 يناير 2011، وقالت إن حوالى 100 مسيحى قد اختطفوا فى الصعيد مقابل الحصول على فدية منذ الثورة، مشيرة إلى أن هناك زيادة كبيرة فى ارتفاع عمليات الاختطاف بعد فض اعتصام الإخوان فى ميدان رابعة العدوية بالقاهرة.
وسردت الصحيفة قصة هانى صبرى التى بدأت مثل قصة عشرات آخرين، حيث كان يقود سيارته فى الظلام للعودة إلى قريته على مشارف المنيا فى أواخر سبتمبر. وفجأة ظهرت سيارة ودراجة بخارية من الظلام وأعاقوا الطريق، وخرج رجال منها سريعا وأشهروا بنادقهم الآلية فى وجهه. يقول سيدهم إنه حاول الهرب لكنه تخلى سريعا عن الفكرة عندما أطلقوا الرصاص على سيارته، فأخرجوه منهما وضربوه ببندقية على رأسه وشوهوا وجهه بسكين قبل أن يقيدوا يديه، ويعصبون عينيه ويقودونه إلى الصحراء. وخلال اليومين التاليين تعرض للضرب والتهديد بالموت ولم يحصل على طعام فقط مياه قذره ليشربها.
وأطلق سراحه بعدما دفعت زوجته 300 ألف جنيه، لكن ليس قبل أن يقوم خاطفوه بإلقائه فى حفرة وتصويب مسدس نحو رأس وأخبروه بأن كل شىء قد انتهى.
وتقول الصحيفة إن ما تعرض له سيدهم أصبح مألوفا فى جنوب مصر، حيث اختطف أكثر من مائة شخص مقابل الفدية فى هذه المنطقة المهمة فى العامين والنصف الأخيرين، وكلهم تقريبا من المسيحيين حسبما يقول النشطاء ومسئولو الكنيسة. وحدث ارتفاع حاد فى عمليات الاختطاف فى الأشهر التى تلت فض اعتصام رابعة فى الرابع عشر من أغسطس الماضى.
من جانبه قال الأنبا مكاريوس، أعلى مسئول بالكنيسة فى المنيا إنه على الرغم من أن الكنيسة تقصر نفسها بشكل تقليدى على الدور الروحى، والطمأنة وتقديم النصح للضحايا، فإن مسئوليها شعروا بالإضطرار إلى اتخاذ موقف عندما حدث زيادة فى عمليات الاختطاف.
وبرغم أن بعض المسلمين يقولون إن الكنيسة لا ينبغى أن تتدخل فى السياسة ولا تتدخل فى مثل هذه الأمور لأنه ليس دورها، فإن الحقيقة هى أن الدولة لم تقم بدورها وأن أعضاء الكنيسة تعرضوا للأذى ويضغطون على الكنيسة لاتخاذ موقف. فلو قامت الدولة بما كان ينبغى أن تقوم به، فلم يكن لأحد أن يتدخل أبدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة