بعد انقطاع سنوات.. القاهرة وموسكو تعيدان عهد الستينيات.. وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان يزوران مصر اليوم.. والعالم ينتظر زيارة تبادلية بين الرئيسين

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013 12:22 م
بعد انقطاع سنوات.. القاهرة وموسكو تعيدان عهد الستينيات.. وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان يزوران مصر اليوم.. والعالم ينتظر زيارة تبادلية بين الرئيسين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
كتبت نور ذو الفقار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ ما يقرب من خمسة وخمسين عاما، ترأس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفدا دبلوماسيا مصريا خلال زيارة إلى موسكو، وصفت بالإيجابية، حيث كانت الشراكة المصرية الروسية فى ذروتها، وتميزت فترة "عبد الناصر" بقوة العلاقات، حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر فى إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالى فى أسوان، ومصنع الحديد والصلب فى حلوان، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى، ومد الخطوط الكهربائية أسوان –إسكندرية، وتم إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتى وزودت القوات المسلحة المصرية بأسلحة سوفيتية.

وفى شهر مايو عام 1958، بدأ الرئيس المصرى "جمال عبد الناصر" زيارته لموسكو، والتى استغرقت نحو 18 يوما، وهى الزيارة التى أعادت تقويم السياسة الخارجية المصرية نحو المخيم السوفيتى.

لم تستمر حالة التقارب طويلا وبدأت انهيار العلاقة المصرية الروسية فى عام 1972، حين طرد الرئيس "أنور السادات" 20 ألف أسرة روسية ومستشارا عسكريا من البلاد، وانتهت العلاقة رسميا بين البلدين بزيارة رسمية عام 1974 للرئيس الأمريكى الأسبق "ريتشارد نيكسون" مرورا بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية محت معها آثار الصداقة بين مصر وروسيا، وحتى سبتمبر 1981، استمرت حالة الانقطاع التام بين البلدين.

فى حين بدأت العلاقة تعود تدريجيا فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وتتطور العلاقات السياسية على مستوى رئيسى للدولتين والمستويين الحكومى والبرلمانى، وجاءت الزيارة الرسمية الأولى للرئيس مبارك إلى روسيا الاتحادية فى سبتمبر 1997، وقع خلالها البيان المصرى الروسى المشترك وسبع اتفاقيات تعاون، وقام مبارك بزيارتين إلى روسيا وأعدت خلالهما البرامج طويلة الأمد للتعاون فى كافة المجالات والبيان حول مبادئ علاقات الصداقة والتعاون.

لم تكن روسيا من الدول المرحبة بوصول تنظيم جماعة الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر، وبات الموقف الروسى الرافض لجماعة الإخوان واضحا بعد أن استقبل عمدة مدينة سوتشى الرئيس المعزول، وليس «بوتن» نفسه أو وزير الخارجية كما يقتضى البروتوكول، الزيارة التى فشل مرسى خلالها فى إقناع الحكومة الروسية برفع جماعة الإخوان من قائمة المنظمات الإرهابية.

ويعتقد الجميع فى روسيا جماعة الإخوان جاءت إلى الحكم بصورة أساسية لتنفيذ المصالح الامريكية، لأن واشنطن ساعدتها للوصول للحكم وكان الجانب الروسى على علم تام أن حاجة مصر الملحة للقروض كان دافعا رئيسيا لزيارة الرئيس المعزول آنذاك وتقديم عروض مصرية كثيرة لموسكو بعد تعثر مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولى.

بعد 37 عاما ستتخذ روسيا موطئ قدم إستراتيجى فى مصر، ويرجح أن السبب الأكثر وضوحا لعودة صداقة الستينات، هو الحملة الأمريكية الصاخبة ضد النظام المصرى الحالى، والتعليق الجزئى للمساعدات الأمريكية ردا على الإطاحة بالرئيس السابق “محمد مرسي” فى 3 يوليو، ما دفع القيادة العسكرية المصرية لتعزيز العلاقات مع حليفتها القديمة روسيا.

النضال الروسى الطويل ضد المتطرفين والتكفيريين، واحدة من المميزات الجذابة للحكومة المصرية الحالية، والتى كانت من أهم أسباب نفور النظام الروسى من حكم الإخوان فى مصر، فالرئيس المعزول مرسى كان متمسكا برحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك لمساعدة جماعة الإخوان فى سوريا التى تسعى للوصول إلى الحكم مثلما حدث فى مصر، فيما جاء موقف الرئيس الروسى "فلادمير بوتين " واضح وداعم للرئيس السورى “بشار الأسد" والتمسك ببقائه حتى النهاية بسدة الحكم.

زيارة الوفد الروسى رفيع المستوى لوزيرى الدفاع والخارجية الروسيين إلى مصر تحمل رسالة سياسية قوية تعكس الاهتمام بتطوير العلاقات مع مصر من جديد، مع وجود استعداد مصرى واضح لتطوير العلاقات مع موسكو لتحقيق مصالح مشتركة بين البلدين فى جميع المجالات دون استثناء سواء عسكرية أو سياسية أو تجارية أو سياحية.

وفى أعقاب وضع حجر الأساس بين البلدين استقبلت موسكو خلال الأسبوعين الماضيين وفدين دبلوماسيين مصريين، أكدا، كلاهما، أن هذه الزيارات لا تحمل مطالب محددة، وإنما تستهدف إعادة إحياء وتفعيل العلاقات الروسية المصرية.


وينتظر العالم زيارة تبادلية بين رئيسى الدولتين المستشار عدلى منصور والرئيس فلاديمير بوتين للتأكيد على عودة العلاقات إلى سابق عهدها وهو ما قد يحدث فى القريب العاجل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة