بعد ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس السابق محمد مرسى، وجدت وزارة الخارجية نفسها فى مواجهة ضربات خارجية متتالية تقودها دول كانت مؤيدة وحليفة للمعزول، فضلًا على إعلام أجنبى يتبنى وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وبعد اختيار نبيل فهمى وزيرًا للخارجية بدأت الوزارة فى إستراتيجية جديدة للتعامل مع العالم لتصحيح الثورة التى عمل قيادات الإخوان على تشويهها خارجيًا.
الإستراتيجية اعتمدت على شقين، الأول من صميم عمل الوزارة، وهو تكثيف الاتصالات الدبلوماسية من خلال الوزير وقيادات الوزارة والسفارات المصرية بالخارج مع دول العالم لمحاولة إفهامهم حقيقة التغيير الذى حدث فى مصر، لكن الشق الثانى خارج إطار عمل الوزارة، وتمثل فى التعامل مع الإعلام الأجنبى الذى أعلن منذ إعلان عزل مرسى فى الثالث من يوليو انحيازه التام للمحظورة، ورغم أن التعامل مع الإعلام الأجنبى يدخل ضمن اختصاص الهيئة العامة للاستعلامات، فإن الخارجية قررت القيام بهذا الدور لعدة أسباب، لعل أهمها على الإطلاق أن الهيئة مازالت تبحث عن نفسها.
السفير بدر عبدالعاطى كان هو كلمة السر داخل وزارة الخارجية فى فك طلاسم الإعلام الخارجى، من خلال فتح مكتبه لكل المراسلين الأجانب المعتمدين بالقاهرة للرد على كل استفساراتهم وأسئلتهم، بل إنه لا يتوانى عن الاتصال بالكثير منهم عارضًا عليهم شرح كل ما يحتاجونه حول الأحداث التى تمر بها مصر، فكلما دخلت مكتب «عبدالعاطى» أجد أمامى خلية نحل تتحرك فى كل الاتجاهات.. رنين هاتفه لا يتوقف.. وطاقم السكرتارية لا يلاحق على كم الاتصالات من إعلاميين مصريين وأجانب.. كلما شاهدت برنامج توك شو وجدت المتحدث الرسمى للخارجية حاضرًا للرد، لدرجة تشعرك أنك أمام أكثر من «بدر».
يساعد المتحدث بالطبع مجموعة من شباب الدبلوماسيين المجتهدين ممن سيكون لهم شأن عظيم فى المستقبل، أذكر منهم أحمد معاطى، وهدى الإنجباوى، وآخرين لم التق بهم، فالجديد دائمًا تجده حاضرًا لديهم، والمتابعة والرصد لكل ما يكتب ويقال فى الإعلام الأجنبى تجدها دقيقة وحاضرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة