باحثون يناقشون "ثقافة الكراهية.. الخطر القادم" بمعرض الشارقة للكتاب

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013 12:06 م
باحثون يناقشون "ثقافة الكراهية.. الخطر القادم" بمعرض الشارقة للكتاب خالد ققة وماجد بو شليبى وعائشة العاجل ود.ناديا أبو هناد
رسالة الشارقة - بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


أجمع مشاركون فى ندوة "ثقافة الكراهية.. الخطر القادم" التى استضافها "نادى الكتاب" ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب، مساء أول من أمس الاثنين، أن الكراهية إذا أصبحت سلوكاً متأصلاً فى المجتمعات، تتحول إلى مشكلة يجب التصدى لها من خلال عددٍ من الوسائل منها التسامح، والحب، وثقافة الحوار، وتقبّل الآخر.

وشارك فى الندوة كل من الكاتب والباحث والمسرحى الإماراتى ماجد بوشليبى، والكاتبة والمستشارة النفسية الإماراتية د.ناديا بوهناد، والكاتب والصحفى الجزائرى خالد بن ققة، وأدارتها الكاتبة الإماراتية عائشة العاجل.

وقال ماجد بوشليبى، أن ثقافة الكراهية شأن مجتمعى، وليست توجهاً فرضه الإعلام، لأن الإعلام يعكس السائد فى المجتمع، كما أن الكراهية لم تكن يوماً جزءاً من الثقافة، بل على العكس من ذلك، للثقافة دور كبير فى تخفيف الكراهية وبناء جسور الحوار بين الشعوب، ورأى أن الكره مبرر دائماً عند صاحبه، بغض النظر عن صدق دوافعه فى ذلك، معتبراً أن وجود ثقافة الكراهية فى مجتمع من المجتمعات لا يعنى غياب الحب، ولكنها قد تؤدى إلى اللامبالاة أو عدم الاهتمام.

وطالب بوشليبى بتبنى ثقافة جديدة لمواجهة الكراهية، تنادى بالاعتراف بوجود الآخر، وبقبول التعدد، واحترام حرية الرأى والإبداع، وعدم الاعتداء على المقدسات والممتلكات الدينية والتراثية والحضارية، فالتراث الإنسانى هو تراث مشترك يملكه العالم بأسره وليس شعباً أو بلداً بعينه. مشيراً إلى أن حرق الكتب والمكتبات ودور سينما الذى حصل فى فترات تاريخية مختلفة فى بعض دول العالم هو جزء من غياب ثقافة الحوار، التى يعتبر وجودها سلاحاً أساسياً لمواجهة الكراهية.

وتناولت الدكتورة ناديا بوهناد الكراهية من الناحية النفسية، معتبرة أنها عبارة عن مجموعة من المشاعر والأفكار السلبية التى تستمر مع الإنسان تجاه شخص أو بلد أو جماعة أو قضية، ولكنها قد تكون مؤقتة، تختفى مع زوال الحدث الذى تسبب بها، وهى هنا أمر بسيط يمكن تجاوزه بسهولة، أو ربما تكون دائمة، وهنا مكمن الخطر الذى يجب مواجهته والتصدى له بكل الوسائل الممكنة.

وقالت إنه علينا أن نفرّق بين فكرة "أنا أكره فلاناً بالمطلق" أو "أنا أكره فيه سلوكاً معيناً"، فالكراهية المطلقة مسألة معقدة، أما كراهية سلوك معيّن فهى مؤشر إيجابى لتعديل السلوك، وتصحيح مسار الشخص الآخر، وخاطبت بوهناد الحضور قائلة: "عليك أن تمتلك الجرأة للتسامح مع الآخرين، فعندها أنت تسامح نفسك، ويصبح ذلك الشخص الذى كرهته يوماً خارج بؤرة اهتمامك، فيختفى التوتر والإجهاد من حياتك، وتصبح محباً لذاتك، فخوراً بنفسك.

واعتبر خالد بن ققة، أن الكراهية ظاهرة صحية، لأنها تحقق التوازن فى الحياة بين الحب والبغض، ولكن بشرط أن تظل إحساساً غير مرتبط بفعل، لأنها تدفع الشخص المكروه إلى تغيير سلوكه الذى تسبب فى إحداث حالة الكراهية، مضيفاً: "عليك أن تعلن عن كراهيتك لى كى أصلح نفسى، هذا أمر يجب ألا يزعجنى ما دام أمراً وجدانياً لا تترتب عليه أفعال مؤذية".

وأكد أن الكراهية تصبح ظاهرة مرضية عندما تتحول إلى حالة مجتمعية عامة، فعندها لا يمكن التحكم بها أو توقع الحدود التى قد تصل إليها، مطالباً بأن "نقلل من شعورنا بالكراهية تجاه الآخرين، بغض النظر عن جنسياتهم وألوانهم وأديانهم وانتماءاتهم، كى نتعايش معاً، فالاختلاف على أمور معينة لا يعنى بالضرورة سيادة ثقافة الكراهية، وإنما يجب أن يظل التسامح والحب وسيلتنا للتعامل مع المحيطين بنا".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة