«الإخوان» والسلفيون.. اشتباك لا ينفض..التنظيم يعتبر «الدعوة» ابناً عاقاً.. و«النور» يرى نفسه التلميذ الذى فاق «الجماعة»

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013 12:57 م
«الإخوان» والسلفيون.. اشتباك لا ينفض..التنظيم يعتبر «الدعوة» ابناً عاقاً.. و«النور» يرى نفسه التلميذ الذى فاق «الجماعة» خيرت الشاطر
تحليل يكتبه : كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


الخلاف بين جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية، وبالتحديد السلفية وحزبها السياسى النور، خلافا أزليا أى قديم وعريق، لا ينتهى ولكنه يتجدد بين الحين والآخر، خلاف حى لا يموت مهما تغيرت قيادات الكيانين، لأنه فى الأصل خلاف فكرى، وكل من الكيانين يفكر فى شكل الدولة بشكل مختلف عن الآخر، ولذلك استمر الخلاف بينهما وسيستمر.

فجماعة الإخوان المسلمين تعتبر الدعوة السلفية لا تمتلك مشروعا، وترى أنها كيان دعوى لا يجب أن يخرج من أسوار المساجد، لأنها تهتم بمسائل العقيدة والولاء والبراء وبالأحكام الظاهرية كارتداء «القميص - الجلبية - إطلاق اللحية»، وفى المقابل، السلفيون يرون «الإخوان» جماعة «متسيبة فى الشأن الدينى وتتميع فى أمور العقيدة»، كما يعتبر السلفيون أن الإخوان لهم مخالفات شرعية فى كثير من المسائل فيجب عدم تقليدهم.

ورغم استماعنا كل فترة تصريحا من أحد قيادات الكيانين، يؤكد فيه الأخوة بينهما وعدم وجود أى صراعات، والتى منها على سبيل المثل لا الحصر، تصريح المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، قوله: «السلفيين تيار مصرى وطنى» إلا أن هذا لا يعنى بالضرورة أن الكيانين «عسل على سمنة» فالمعركة بينهما مستمرة على طول الخط، وتصل فى بعض الأوقات إلى السباب والشتائم على مستوى القيادات والاشتباك بالأيدى على مستوى قواعد الطرفين.

اشتباك «الإخوان والسلفيون» ليس حديثا أو جديدا بل هو قديم، فجماعة الإخوان التى من الممكن أن نقول إنها تعتبر ذاتها الأب الروحى لتيار الإسلامى، ويجب ألا يخرج عن طوعهم أحد، تحاول تقويض السلفيين، فالإخوان يعتبروهم - أى الدعوة السلفية - جزءا منهم خرج عن الجماعة الأم، ويجب رجوعهم لها، وإلا يعتبروا خارجين عنهم ويستحقوا النقد اللاذع الذى نراه الآن.

واعتبار الإخوان أن الدعوة السلفية جزء منها وخرج من رحمها يعود إلى أن قيادات السلفية ورموزها أمثال الشيخ سعيد عبدالعظيم وغيره كانوا فى الأصل مع الجماعة الإسلامية، وهى التى تعتبر من إنشاء الإخوان، كما يرجح المراقبون للشأن الإسلامى، وفى المقابل رغم محاولات الإخوان لتقويض السلفيين فإنهم -أى السلفيين- يعتبروا أنفسهم مثل التلميذ الذى كبر وفاق معلمه فى العلم الشرعى، فيجب نقد أخطاء الإخوان الشرعية، وعدم ترويضهم فى كثير من المواقف، ولذلك تجد الطرفين دائما فى شجار وحروب ومناوشات.

خاطئ من يظن أن الخلاف أو الاشتباك بين الإخوان والسلفيين اتسع فقط مع صعود الإخوان للحكم، لأن الاشتباك كان قائما بينهما، ولكنه تجلى بعد عزل الدكتور محمد مرسى من الحكم، فالمعارك بين الطرفين تبدأ فى الأصل من داخل الحرم الجامعى للجامعات، فكل منهما ينافس الآخر على فرض الهيمنة على شباب الجامعة، فضلا على منافسة بعضهما على إمامة المساجد وإلقاء الكلمات عقب الصلوات.

الإخوان والسلفيون يتعامل كلامهما مع الآخر بطريقته، فالجماعة تحاول تقويض السلفيين، فضلا على محاولات تشويههم، والسلفيون يتعاملون مع الإخوان بأنهم ند لهم وظهر ذلك فى تصريح الدكتور ياسر برهامى الذى قال: «الإخوان لو تمكنوا سيقضوا على السلفيين فالوسيلة لحسن العلاقات الوجود القوى» أى الوجود القوى للسلفيين.

المعارك بين الطرفين كما ذكرت آنفا تبدأ فى الحرم الجامعى وداخل المساجد، إلا أنها تجلت وظهرت للعامة بعد دخول السلفيين المعترك السياسى، فعندما جهز حزب النور نفسه لخوض الانتخابات البرلمانية بعد 25 يناير،  قد ذهب وفدا ضم الدكتور عماد عبدالغفور، وكيل مؤسسى الحزب، والذى تركه الآن، وأسس حزبا آخر «الوطن»، إلى جماعة الإخوان المسلمين للتوافق معهم  على الترشيحات، إلا أن «الإخوان» كان ردهم أن يخوض «النور» الانتخابات فى 6 دوائر فقط ويساندهم فى باقى الدوائر على مستوى الجمهورية بهدف أن يتعلم منهم هذه الدورة ثم يخوض الانتخابات بأعداد أكبر إلى أن يجيد اللعبة منهم، واعتبر السلفيون هذا الخيار إهانة لهم فخاضوا الانتخابات وحصلوا على %23 من مقاعد البرلمان، وهذه كانت بمثابة الصدمة للجماعة، وتوالت بعد ذلك الخلافات بينهما سواء داخل اللجان فى البرلمان وقت المرحلة الانتقالية للمجلس العسكرى أو على تغيير الحكومة أو بقائها - حكومة الدكتور كمال الجنزورى- فالنور كان يتمسك ببقائها والحرية والعدالة يطالب بإقالتها.

وتوالت بينهما الأزمات والمعارك تحت قبة البرلمان، حتى وصلا إلى معارضة السلفيين الحكم الإخوان وآثاروا ضجة حول ما عرف باسم أخونة الدولة، ثم اشتعلت الأمور بينهما بعد تشويه الإخوان مبادرة حزب النور، وإقالة الدكتور خالد علم الدين، وتلاها إعلان الدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور، استقالته من الهيئة الاستشارية للدكتور محمد مرسى، وارتفعت حدة الأزمات بينهما ثم تراجعت إلى أن جاء بدعم السلفيين ثورة 30 يونيو، الأمر الذى اعتبره الإخوان نهاية المطاف.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

صبرة القاسمى

تحليل اكثر من رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد حسنين

تحليل ممتاز ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

أنا وابن عمى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة