قال ديفيد ميللر نائب مدير مركز "ودرو ويلسون الدولى للباحثين"، إن نهج الإدارة الأمريكية تجاه مصر، والذى هو ليس ضد الجيش ولا يقدم أى جهد جاد للإصلاح الديمقراطى، هو منطقى وضرورى على حد سواء.
وأوضح ميللر فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء، أنه لا يوجد تقريبا أى وسيلة فى الوقت الراهن يمكن لواشنطن من خلالها كسب نفوذ كبير للتأثير على مسار السياسية المصرية، فلقد قرر الجنرالات، بدعم من أغلبية الشعب المصرى، أن محمد مرسى وجماعته يشكلون تهديدا كبيرا على مصر ومستقبلها.
ويشير ميللر أن تحرك الجيش نحو عزل مرسى من منصبه لم يكن استيلاء على السلطة أو مناورة مؤقتة وإنما إستراتيجية. ويضيف أن فى تلك الظروف، حيث صراع حياة أو موت روح مصر، فإن المشورة الأمريكية والوعظ لا مكان لهم. فسواء استمرت أو تضاءلت مساعدات واشنطن، لن يكون لها تأثير كبير عندما تكون القوى، التى يعتقد أنها تمثل مستقبل البلاد، على المحك.
ويتابع مسئول المركز الأمريكى البارز، أن مصر وقعت فى أعقاب ثورة يناير 2011 فى أيدى اثنين من القوى الأقل ديمقراطية، الإخوان المسلمين والجيش. هذا فيما لم تستطع قوى الثورة الحقيقية من المعارضة الليبرالية والعلمانية والتى دفعت الاحتجاجات التى أسقطت مبارك، على التنظيم الفعال لتقديم وسيلة ثالثة للديمقراطية، ولا يمكن لأى قدر من الضغط الخارجى تغيير هذا الواقع.ويرى ان غياب الجيش يعنى إحتمال حقيقى بخروج أكبر بلد فى العالم العربى عن السيطرة.
ويشير ميللر إلى أن الولايات المتحدة ما تزال عاملا مهما فى علاقة مصر وإسرائيل وإذا كان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يرغب فى الحصول على فرصة لتحقيق انفراجة فى المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، فلا يمكنه أن ينتظر ليرى تراجع العلاقات المصرية الإسرائيلية أو أن تنأى الولايات المتحدة بنفسها بعيدا عن الشريك الرئيسى فى معاهدة السلام مع إسرائيل.
ويدعو إلى مواصلة الضغط على الحكومة المصرية المؤقتة للمضى فى خارطة الطريق وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ومع ذلك فإنه يرى الحاجة لتفهم أن القيم والمصالح الأمريكية ربما لا تتفق مع الواقع فى مصر وهو ما يحتاج من واشنطن قبول ذلك حتى يكون من الأسهل أن تتصالح مع التناقضات التى تحدد سياساتها الخارجية.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الخطيب
طنطا