فى افتتاح معرض آدم حنين وعصام درويش..

كبار التشكيليين يشاركون فى تأمل نباتات "حنين" و"درويش"

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013 04:08 م
كبار التشكيليين يشاركون فى تأمل نباتات "حنين" و"درويش" معرض آدم حنين وعصام درويش
كتبت عزة إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد افتتاح معرض الفنان التشكيلى الكبير آدم حنين والفنان الشاب عصام درويش حضورا مكثفا لعدد كبير من المثقفين والتشكيليين، وقد افتتح المعرض الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة ورافقه الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية.

وقال الفنان آدم حنين عن معرضه فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": فى أيام الصبا كنت أتمدد على العشب فيلامس وجهى وجسدى بأكمله سطح الأرض وأشعر بأمان وسلام كطفل فى حضن أمه أشعر بانتماء وطمأنينة، أواجه الأرض باللمس والنظر وأرى عالم لا أستطيع وصفه إلا بالرسم، وأبقى على هذا الوضع تحت أشعة الشمس الدافئة ساعات طويلة أراقب النباتات الدقيقة من جذور تخترق سطح الأرض ووريقات تصعد نحو النور متخذه أشكال متنوعة لا حصر لها وحشرات صغيرة كأنها مجوهرات متلألئة تسعى فى اتجاهات مختلفة تحمل أجزاء من نباتات "أظن أنها ميتة" أو حبوب دقيقة وصفوف واتجاهات وجحور.

وأضاف حنين: الأرض الدافئة كانت تشعرنى بمعنى الطاقة ومعنى الوجود وبأنى فى عالم له قوانينه الخاصة وما أجمل أن أكتشف بعض هذه القوانين، عالم يمتزج فيه الخيال بالواقع ويصعب بل يستحيل الفصل بينهما، أستعيد طفولتى دون أن أدرى وتصبح جزءا لا يتجزأ من هذا العالم، وفى حديقتى الصغيرة كنت أزرع خضروات وأراقبها وأعايشها حتى أستطيع أن أراها وهى تنمو وتتغير وكيف تتجه بشبق نحو النور وبجانبها تنمو طفيليات وحشرات دقيقة تحتمى بها.
واستطرد حنين: أردت فى هذا المعرض أن أسجل هذه الرؤى الثرية والتى لا تستطيع الكلمات التعبير عنها وهى جزء من قاموس المفردات التشكيلى الذى هو وراء أعمالى اللاحقة والسابقة أيضا.

وعن المعرض يقول الفنان صلاح المليجى: تمثل فكرة المعرض فرصة للارتحال فى عالم له سحره الخاص وخصوصيته الاسره وهو عالم النباتات وما أروع أن يرشدنا الفن إلى مفاتنه لنمزج نبت الطبيعة وجمالها الفطرى بأحلام وخيال المبدع ليعيد صياغة ذلك كله فى قوالب فنية تبحث عن الكمال. وقد تفاعل الفنانان آدم حنين وعصام درويش مع عالم النباتات وشكل رصيدا فى وجدانهما وذاكرتهما تبلور فى نتاج فنى رفيع المستوى حمل روح وطابع كل فنان على حدة.

أما الفنان عصام درويش فهو ينتمى لجيل التسعينيات وله إنتاج غزير جدا من تماثيل الميادين وأبرزها تمثال صالح سليم فى النادى الأهلى بالقاهرة وتمثال رأس طه حسين فى حديقة ملتقى المبدعين بالجيزة وتمثال ابن فرناس فى مطار القاهرة الدولى وتمثال لشجرة الزيتون فى أحد ميادين اليونان.

قال إيهاب اللبان مدير قاعة أفق، إن فلسفة المعرض تقوم على الرباط الوثيق بين الإبداع الثقافى والحضارى المصرى وبين الزراعة وكلاهما مع الأسف تعرض للاعتداء بالتجريف والتآكل والتعدى على مساحته والمعرض يمثل حنين لاستعادة تلك المكانة المقدسة للنباتات والأرض فى حياة المصريين، ويأتى المعرض فى هذا التوقيت كمحرض لوعى المبدع المصرى لقيمة الأرض والنبات فى حياتنا من خلال تجربتين أحداهما للفنان الكبير آدم حنين الذى صاغ مفردات قاموسه البصرى من خلال تجربته الكبيرة واستطاع أن يخترق أعماق الشخصية المصرية مؤثرا فى عقل ووجدان المشاهد، وكذلك الفنان عصام درويش الذى يقدم تجربته النحتية ذات التكوينات التشكيلية المستوحاة من النبات والتى تنتمى لمخزونه الحضارى والثقافى الأصيل ويمكننا من خلالها رؤية مصريته وتراث أجداده.

وفى تعليقه على المعرض قال الفنان حلمى التونى لـ"اليوم السابع": المعرض مهم وفيه تجانس غريب بين أعمال الفنانين حنين ودرويش رغم انتمائهما لأجيال مختلفة وأن أحدهما غارق فى التاريخ لكن الاثنين غارقين فى الطبيعة. فالأول مرة أرى عصام درويش يحول حبات القمح إلى ديناصور فيكسبها بعدا دراميا غير مسبوق، ونجد آدم حنين غارقا فى التاريخ المصرى القديم فنجد اهتمامه بالنبتات يذكرنا باللوحات النباتية القديمة الموجودة فى معبد الأقصر التى سجل فيها المصرى القديم موسوعة كاملة للنباتات والطيور فى ذلك العصر ويحتذى حنين هذا النمط بالاقتراب بدرجة ميكروسكوبية من هذا العالم.

وأضاف التونى أن المعرضين معا يشكلان معزوفة مصرية جميلة وأن حنين يذكره بالفن القبطى الجميل ورسوم الفريسكو المرسومة على الجص فى العصور القبطية والإسلامية وأيضا الفرعونية فهو يقدم لنا رحلة فى التاريخ وأخرى فى الطبيعة.

ويعلق الفنان جميل شفيق على المعرض قائلا: آدم كان بخيلا فى المعرض رغم غناه فى أعماله فهو يستيقظ من النوم ليعمل من بدايته إلى نهايته ويفعل ذلك منذ الخمسينيات، وعندما كنا طلاب وجيران كنت أراه لا يكف عن العمل ولديه رصيد من أعماله التى أراها كالحفريات المهمة التى يمكن أن تستوعبها مئات المعارض لكنه لا يعمل من أجل معرض فهو يعمل للفن وفقط وهو دائم الدراسة والتأمل للنبات وما يعرضه ليس إلا جزءا بسيطا من حصاد السنين الوافر الذى قدمه حنين ولا تزال لديه خبايا أخرى.

وأضاف الفنان جميل شفيق أن آدم حنين يرسم مذكراته وينحتها ويقدمها لنا فى أعماله لنقرأها ونعرفه من خلالها وهو مشروع فنى كبير خلق نهضة فى النحت المصرى من خلال سمبوزيوم أسوان الذى هو بالفعل بداية لنهضة النحت فى مصر وأطالب الدولة بالاهتمام به وبالمتحف المفتوح الموجود فى أسوان لأنه حدث ثقافى مهم ويجب أن توثقه الدولة لأنه من أهم مكاسب الثقافة فى العصر الحديث وهذا كله ببركات وجهد آدم حنين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة