أصبح الحديث الأكثر جللا الآن هو موافقة الائتلاف السورى المعارض المشارك فى المؤتمر الدولى «جنيف 2» والمفترض عقدة فى 23 من الشهر الجارى، ولكن لم تكن هى المفاجأة الوحيدة فى قرار المعارضة، بل الأكثر من ذلك هو الشخصية التى اختارتها المعارضة السورية لتمثيلها فى المؤتمر الدولى، فبعد فترة طويلة من المطالبة والمحاولة لتمثيل رئيس مجلس الوزراء المقال قدرى جميل فى «جنيف 2» باسم المعارضة، رغم رفض العديد من القوى المعارضة السورية لتمثيله باسم المعارضة السورية، نظرًا لوجودة يومًا ما داخل النظام السورى كأهم رجالها، فى النظام السورى، إلا أن أطياف من معارضة الداخل فى سوريا فوضت جميل لتمثيلها فى التحضير لمؤتمر «جنيف 2»، المعنى بإيجاد آلية لحل الأزمة السورية.
وأعلنت قوى المعارضة فى بيان لها، أن تفويض جميل يشمل التمثيل والحديث باسم قوى وأحزاب الائتلاف، منفردة ومجتمعة، فى سياق الاتصالات واللقاءات التى يجريها الائتلاف خارج البلاد، تحضيرًا لمؤتمر جنيف 2، الخاص بإيجاد مخرج سياسى للأزمة الوطنية الشاملة فى سوريا، بما ينسجم مع وثائق الائتلاف على قاعدة وقف العنف ووقف التدخل الخارجى وإطلاق العملية السياسية الكفيلة بحقن دماء السوريين وإحداث التغيير السلمى الديمقراطى المطلوب.
تباين الموقف حول قرار المعارضة السورية، حيث اعتبرت قوى المعارضة من الداخل، والتى تتهمها معارضة الخارج بأنها تعمل تحت سقف نظام بشار الأسد، أن هذا التفويض قطعًا للطريق أمام كل المشككين فى الائتلاف أو شخص جميل، ومواقعهما فى مقدمة صفوف المعارضة الوطنية السورية، إلا أنها اعتبرت جماعات سورية مسلحة المشاركة فى مؤتمر جنيف 2 "خيانة". وحذرت فى بيان من أن "المؤتمر حلقة فى سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب فى سوريا وإجهاضها". ويأتى البيان فى وقت يواصل فيه الموفد الأممى الأخضر الإبراهيمى جولته الإقليمية لحشد الدعم لهذا المؤتمر، وستكون محطته غدًا الاثنين دمشق.
وجاءت موافقة المعارضة السورية على المشاركة فى المؤتمر الدولى مشترطة، حيث جددت شروطك مشاركتها بنقل السلطة إلى حكم انتقالى كامل الصلاحيات، بمعنى ألا يكون للرئيس السورى بشار الأسد أى دور فى مستقبل سوريا، من جانب آخر أعلن مجموعة أصدقاء سوريا بقيامها بتكثيف جهودها لإقناع المعارضة السورية بحضور مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا المزمع عقده فى 23 نوفمبر الجارى، وهذا لوضع حد للتصعيد العسكرى.
تغير موقف المعارضة أمر يستدعى الانتباه، خاصة أن موقفهم تغير بعد اجتماع الهيئة العامة للائتلاف السورى المعارض فى مدينة إسطنبول التركية، الأمر الذى فسرته أستاذ العلوم السياسية نهى بكر ، تغير موقف المعارضة لعده عوامل، قائلة «عدة عوامل وراء تغير موقف المعارضة، بعد التقارب الأمريكى الإيرانى على الساحة له عامل مهم، وصمود الموقف الروسى فى حماية النظام السورى، الذى أثبت قدرته على الاستمرارية والقدرة على الصمود، هذا فضلا عن تغير الموقف الإقليمى الخاص بعد تطور الأحداث فى مصر وتونس، كل هذا بجانب عدم تحرك الولايات المتحدة لاتخاذ خطوة عسكرية ضد سوريا، والتى كانت تنتظرها قوى المعارضة لإسقاط النظام السورى».
وأضافت بكر «أيضًا قراءة المعارضة السورية للوضع الاقتصادى للولايات المتحدة الأمريكية، ومدى إمكانية الولايات المتحدة فى حرب فى ظروفها الاقتصادية الحالية، لذا تغير الموقف الإقليمى والدولى كلها عوامل تدفع المعارضة لتغير موقفها، خاصة لانحصار فرصها لذا كانت خطوة موافقتها على المشاركة فى الحوار مهمة لإيجاد لنفسها دور فى المرحلة المقبلة».
أما عن الموقف التركى من خطوة المعارضة، خاصة أن اجتماع الائتلاف السورى المعارض كان فى تركيا، قالت بكر «من مصلحه النظام التركى الآن أن يبحث لنفسه عن دور إقليمى فى المرحلة المقبلة، لذا فعليه ألا يخسر سوريا أيضًا بعد ما خسر تونس ومصر، لذا فمن مصلحته عدم الاعتراض على مشاركة النظام فى الحوار».
المعارضة السورية تتجه «لجنيف 2» فى 23 نوفمبر الجارى.. المعارضة ترشح قدرى جميل لتمثيلها وتجدد شرطها بنقل السلطة إلى حكم انتقالى كامل الصلاحيات.. و5 أسباب وراء تغير موقف المعارضة
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013 01:29 م