القاهرة تُعيد توازن القوى وتقضى على عصر "القطب الأوحد".. وطموحات أمريكا التوسعية تنهار أمام عودة العلاقات بين مصر وروسيا..وخبير عسكرى:زيارة "كيرى" محاولة فاشلة لمنع الدب الروسى من تسليح الشرق الأوسط

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013 05:27 ص
القاهرة تُعيد توازن القوى وتقضى على عصر "القطب الأوحد".. وطموحات أمريكا التوسعية تنهار أمام عودة العلاقات بين مصر وروسيا..وخبير عسكرى:زيارة "كيرى" محاولة فاشلة لمنع الدب الروسى من تسليح الشرق الأوسط الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
كتب هانى عثمان ورامى سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ سقوط الاتحاد السوفيتى فى ديسمبر عام 1991 وأصبح العالم فى قبضة قطب أوحد، هو الولايات المتحدة الأمريكية، مما ساهم فى انعدام الفرص أمام الدول الأقل تسليحا فى العالم فى رحلة بحثها عن تنويع مصادر السلاح، لذا فإن إعادة توزيع القوى فى العالم بدأت ملامحه فى الظهور بقوة بعد أن قام المصريون بثورتين فى "يناير" و"يونيو" وتخلص البلاد من النظام القديم الذى كان تابعا كغيره لأمريكا.

بعد ثورة الشعب المصرى فى "يناير" و"يونيو" استعادت مصر امتلاك أرادتها وفرصة اختيار أصدقائها، ومما زاد المصريين قوة فى اتخاذ قراراتهم فى توطيد العلاقات مع قوى عظمى متنوعة خلال الفترة الماضية، الموقف الأمريكى من ثورتى الشعب المصرى ومساندتها لجماعة إرهابية "الإخوان"، والسبب الثانى احتياج روسيا للتواجد بقوة مرة أخرى فى منطقة الشرق الأوسط ولن تجد فرصة أفضل من توطيد العلاقة مع مصر.

هل ستعيد القاهرة توطيد علاقتها مع روسيا وتبادل المصالح, ورسم خريطة جديدة للقوى العسكرية فى المنطقة والعالم بأسره؟ ، خاصة أن المؤشرات تؤكد انهيار نظرية القطب الأوحد بعدما استطاعت روسيا ومعها الصين منع توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا واللجوء للحلول الدبلوماسية، وأيضا تدخلها لصالح إيران فى وجه الأمريكان، لذا فان الإجابة خلال السطور القادمة جاءت من خبراء عسكريين ومؤرخين وسياسيين.

فى البداية أكد اللواء لطفى مصطفى، رئيس أركان القوات الجوية الأسبق، أن روسيا تبحث عن ظهور ودور قوى لها فى منطقة الشرق الأوسط ولن يمنحها ما تبتغيه إلا تطوير وتوطيد علاقتها مع مصر، لافتا إلى أن العلاقات المصرية الروسية يجب أن تقوم على المصالح المتبادلة، خاصة فى ظل احتياج مصر لتنويع مصادر السلاح.

وقال رئيس أركان القوات الجوية الأسبق ووزير الطيران المدنى الأسبق لـ"اليوم السابع"، إن المؤشرات تتجه نحو سقوط نظرية القطب الأوحد المسيطر فى العالم وهو الولايات المتحدة الأمريكية التى ظلت تلعب هذا الدور منذ سقوط الاتحاد السوفيتى، موضحا أن أمريكا أصبحت لا تلعب دور المؤثر الأول فى الأحداث فى السياسة الدولية خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، بعدما كان الظهور المؤثر لروسيا فيما يخص الأزمة السورية وقدرتها على تحويل الأمر إلى التفاوض الدبلوماسى وليس الضرب العسكرى لسوريا كما كانت ترغب أمريكا.

وأضاف لطفى مصطفى: "يجب على مصر التى تلعب دور هام فى تغيير الأحداث ليس فى المنطقة فقط، بل فى العالم باعتبارها قوة إقليمية، خاصة بعد ثورتين فى "يناير" و"يونيو"، وأن تعيد اتزانها سريعا وتحفظ علاقتها بالقوة العظمى فى العالم فى مقدمتها روسيا والصين التى يتوقع لها البعض أن تكون القوى العظمى فى العالم خلال أعوام قليلة بالإضافة إلى أمريكا، وألا تكون العلاقات الدولية لمصر تقوم على التبعية أو الحليف بل على المصالح المتبادلة.

بينما رأى المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث فى جامعة حلوان، أن تطوير العلاقات المصرية الروسية يؤدى إلى طريق القضاء على نظرية القطب الأوحد فى العالم ويعيد التوازن بين القوة الدولية، لافتا إلى أن السياسات الدولية تقوم على المصالح المتبادلة والمشتركة بين الأطراف وليس التبعية.

وقال عاصم الدسوقى لـ"اليوم السابع"، إن فترة الحرب الباردة التى جاءت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى عام 91 الذى شهد تفكك الاتحاد السوفيتى وانهيارة كانت الدول التى لا تمتلك القوة تستفيد من تناقل القوة بين الدول العظمى، ضاربا المثل باستفادة مصر فى عهد جمال عبد الناصر الرئيس الأسبق للبلاد فى حصوله على السلاح من السوفيت بعدما رفضت الولايات المتحده مده به.

أأضاف الدسوقى، أن ميزة تطوير العلاقات المصرية الروسية، أن العرض قادم من الجانب الروسى الذى يبحث خلال الفترة الحالية على تواجد إستراتيجى قوى فى منطقة الشرق الأوسط، لذا فإن زيارة وزير الخارجية الأمريكى لمصر قبل محاكمة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى لم تكن محاولة للتدخل فى المحاكمة بل كانت لإثناء مصر عن تطوير العلاقات مع روسيا.

وأوضح الدسوقى أن ظهور روسيا ليس مفاجئا فى الفترة الحالية لأننا يجب أن نعترف أن الروس ومعهم الصينيين هم من يحمون سوريا وإيران من توجيه أى ضربة عسكرية لهما من جانب أمريكا أو من يحالفها من الدول، لذا يمكننا القول أن نظرية القطب الأوحد بدأت فى السقوط الفعلى وعلى مصر الاستفادة من العلاقات مع القوى العظمى.

وبدوره أكد الدكتور نعمان جمعة الأستاذ بكلية الحقوق والرئيس الأسبق لحزب الوفد , أن التقارب الروسى الصينى تجاه مصر نابع من حماقة الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها تجاه العالم مشيرا إلى أن المعسكر الشرقى يشعر بالخطر الأمريكى بعدما ذهبت إلى أفغانستان وهددت أمنه.

وأوضح جمعة فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع " أن العسكرى الشرقى يحافظ على توازن قوى العالم من خلال مساندته إلى إيران وسوريا مشيرا إلى أنه يحاول أن يجعل مصر تحقق هذا التوازن ضد الولايات المتحدة، مضيفا أن روسيا هى التى ساندت مصر فى حرب الاستنزاف بالسلاح كما كان لها دورا فى حرب 73 التى تفوقت فيها مصر عسكريا على إسرائيل مشيرا إلى أن المعسكر الشرقى يهتم بمصر لتحقق التوازن الذى يحميه من الغرب.

وفى السياق ذاته قال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية , إن ثورة 30 يونيو أحدثت تغيرات على مستوى التوازنات الإقليمية مشيرا إلى التقارب الروسى الصينى تجاه مصر , بعد توتر العلاقات مع الولايات المتحدة
وأوضح ربيع فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع " أن بعد ما جرى فى سوريا حاولت روسيا وطء البحر المتوسط بديلا عن اللاذيقية , مشيرا إلى حجم الندم الذى يستشعره أوباما بعد توتر العلاقات، لافتا إلى زيارة جون كيرى القصيرة للقاهرة والتى جاءت قبل موعد زيارة وزير الخارجية الروسى , مشيرا فى الوقت ذاته أن مصر ستشهد يوم الأربعاء زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين، الأمر الذى لم يحدث منذ سقوط الاتحاد السوفيتى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة