دور المحليات فى المرحلة الراهنة مهم وخطير حيث يتحمل المسئولون المحليون جناحى الخدمات العمل التنفيذى والعمل الشعبى نظرا لغياب المجالس الشعبية بكافة مستواياتها من مستوى القرية إلى المجالس النيابية(نواب وشيوخ)، لذلك نجد أن المسئولية المزدوجة تستوجب يقظة ودراسة وفكر مستنير وذلك من خلال النقاط الآتية:
توجيه الجهود التنفيذية إلى خدمة الجماهير فعليا حيث تمتلئ وحدات الحكم المحلى بجيوش من الموظفين تتطلب واجباتهم الوظيفية النزول إلى رغبات الجماهير والاستماع إليهم وإنجاز أعمالهم حيث إن الاحتكاك المباشر بهم أوضح أن الأمر لايزال فى حاجة إلى رقابة شديدة خصوصا فى مجالات الإدارات الهندسية وأقسام البيئة والعقود والمشتريات وأصحاب القرارات القانونية والفتاوى لما يترتب على قرارات هذه الجهات من أخطار ولاينكر أحد أن غياب الرقابة المحلية من أسباب وجود عشرات الآلاف من المبانى بدون ترخيص ووجود ارتفاعات وتجاوزات فى الأبراج غير قانونية، وكذلك لايخفى على الناظرين عشرات الآلاف من الأفدنة من الأراضى الزراعية أصبحت تطل منها أعمدة الخرسانة وكأنها تخرج ألسنتها للجميع إننا أصبحنا فى غياب واضح للرقابة وضعف القرارات الإدارية.
تكوين قواعد وعناصر شبابية مستنيرة واعية للمشاركة فى الرأى والمساهمة فى اتخاذ القرار قبل تنفيذه وتعتبر هذه التشكيلات الشبابية نواه لمجموعات يمكن الاستفادة منهم فى التشكيلات الرسمية للمجالس، بعد ذلك وتعتبر هذه المرحلة التى لايتحكم فيها تيار أو حزب سياسى بعينه فرصة ذهبية لمجالس المدن والقرى والأحياء والمحافظات لتنفيذ العديد من المشروعات، التى تخدم الجماهير دون النظر إلى خدمة اتجاه أو شريحة بعينها.
الاهتمام بالكوادر الوظيفية ودخول التكنولوجيا إلى وحدات الحكم المحلى من خلال مراكز معلومات تقوم بدراسات حقيقية لحجم المشاكل التى يعانى منها المواطنون ووضع دراسات من أجل حل هذه المشكلات، وكذلك تنفيذ مراكز نموذجية حقيقية لخدمة المواطنين بدلا من دهاليز المكاتب والإدارات التى لايتم إنجاز أى أعمال فيها إلا بعد الدخول فى دهاليز وكواليس وتنازلات مختلفة ويصبح فيها الإنجاز الذى يجيد الدفع بالتى هى أحسن.
تنفيذ برامج تدريبية لتوعية الموظفين المحليين بكيفية التعامل مع المواطنين وحسن استقبالهم تذليل العقبات أمامهم حتى نعيد جسور الثقة بين المواطنين وأجهزتهم المحلية بعد أن تبخرت روائح الفساد وأصبحت تزكم الأنوف وضرورة كسر الروتين الحكومى المعروف بتعطيل المصالح وتضيع الوقت والجهد والمال.
لاتزال الجهود الذاتية ضعيفة فى مجال العمل المحلى رغم الخدمات التى تقدمها المحليات للمجتمع، ولن يأتى ذلك إلا بوجود قيادات محلية تتمتع بالسمعة الطيبة والنزاهة وحب الوطن حتى يجد أصحاب المساهمات والجهود الذاتية مكانا أمينا لمساهماتهم من أجل خدمة المجتمع.
عبد الفتاح محمد البقلى يكتب: دور المحليات الغائب
الأحد، 10 نوفمبر 2013 04:34 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد حسين القاضي
مقترحات بناءة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الفتاح البقلى
تحياتى استاذى