نفى عضو المكتب السياسى لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق الاتهامات الموجهة للحركة بعرقلة النضال السياسى للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات و"الانتهازية"، فيما يتعلق بمطالبتها حاليا بمحاكمة المتورطين فى اغتياله، وكشف ملابسات الجريمة عقب صدور تقرير طبى سويسرى يؤكد مقتله بالسم.
وقال أبو مرزوق- فى تصريح على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" اليوم الأحد- "رفضنا تفاوض عرفات مع الكيان الصهيونى، ورفضنا اعترافه بهذا الكيان، ورفضنا خطه السياسى وتوقيعه على اتفاقيات أوسلو، كما وقفنا بقوة خلف برنامج المقاومة وواجهنا الكيان بكل قوة، لا لإفشال ما وقع عليه عرفات، ولكن تطبيقا لبرنامج المقاومة وتحقيقا لرغبات شعبنا؛ حيث رفضت كل الفصائل والقوى الفلسطينية خيار التسوية السياسية، وسواء انحازت هذه الفصائل إلى خيار المقاومة بفعالية أم لا، إلا أن أوسلو كان رفضه إجماعا وطنيا.
وأضاف "وقفنا مع أبو عمار حينما قاوم العدو الصهيونى ورفض التنازل عن القدس وسمح للعمل المقاوم فى الضفة والقطاع بالعمل خلال الانتفاضة الثانية، ووقفنا معه فى مواجهة الأمريكان والصهاينة، فى الوقت الذى وقفت بعض التيارات فى حركة فتح ضده، وتآمر البعض الآخر عليه، ثم بكوا عليه بعض طى صفحة المؤامرة".
وتابع: "قلنا منذ البداية إن أبو عمار تم اغتياله ومات بفعل فاعل ولا بد من التحقيق، ورفض البعض من أصحاب الأصوات المرتفعة والأقلام المتلوثة كلامنا آنذاك، واليوم وقد ثبت أن أبو عمار مات مسموما ورأت الحركة أنه من حق الرجل وتاريخه ومكانته ورمزيته أن تكون هناك جدية فى تناول موضوع اغتياله، فإذا بالاتهامات تكال على الحركة وتتهمها بالانتهازية وأننا ثرنا على الرجل وقتلنا الأمل فيه.أين حصل ذلك؟ ومتى؟".
وقال أبو مرزوق: "نحن لم نرفع سلاحا فى وجه الرجل، بل طالبنا بالتحقيق فى ظروف مقتله، وحينما كان عداؤه مع الصهاينة كنا معه فى نفس المركب"، نافيا منع حماس الاحتفال بذكرى رحيل عرفات فى غزة. وقال: "فى العام الماضى أفسدت خلافات فتح الداخلية الاحتفال، وفى العام الذى سبقه أفسدت الاحتفال كثرة الدماء فيه، فكان البديل هو احتفال جامع يشارك فيه الكل الوطنى وفى إطار لائق بالمناسبة".
وكانت حركة "فتح" قد اتهمت حماس باستخدام واستغلال اسم الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وفى الوقت ذاته منعها إحياء ذكرى استشهاده فى قطاع غزة، معتبرة أن ذلك "صورة أخرى من جرائم الاغتيال المعنوى والسياسى الذى مارسته حماس ضد عرفات.
وقالت فتح فى بيان "لقد أبرزت حماس تناقضا واضحا بين خطابها الإعلامى وموقفها الحقيقى من قضية استشهاد قائد حركة التحرر الوطنى الفلسطينية، وأهم رموز حركات التحرر فى العالم الرئيس أبو عمار عندما قررت منع إحياء الذكرى التاسعة لاستشهاده، وهذا ما يعنى لنا محاولة اغتيال سياسى لمكانة الرئيس الشهيد أبو عمار فى ذاكرة ووعى الشعب الفلسطينى، كما كانت تفعل فى حياته عندما كانت توجه أعمالها العسكرية لعرقلة نضاله السياسى، ومنعه من تحقيق أى تقدم على طريق البرنامج السياسى لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقضية فلسطين، وما استخدام حماس لملف عملية اغتيال إسرائيل المادى للرئيس الشهيد أبو عمار، وتهجمها إعلاميا على اللجنة المركزية للحركة (فتح) ورئيسها وقائدها العام (الرئيس محمود عباس)، إلا مزايدة رخيصة مكشوفة الأبعاد والأهداف".
وتوفى الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات فى 11 نوفمبر 2004، بعد إصابته بمرض غامض فى 12 أكتوبر 2004 أثناء حصار مقره فى رام الله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، على خلفية أحداث انتفاضة الأقصى، مما استدعى نقله فى 29 أكتوبر إلى مستشفى بيرسى العسكرى فى باريس حيث وافته المنية هناك عن 75 عاما.
وكشف تقرير صادر عن المركز الجامعى للطب الشرعى فى مدينة لوزان السويسرية الأربعاء الماضى عن وجود مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادى من مادة البولونيوم المشع فى رفات عرفات، مما يرفع نسبة الاشتباه إلى 83% حول وفاته مسموما بهذه المادة.
حماس تنفى عرقلتها النضال السياسى للرئيس الفلسطينى الراحل عرفات
الأحد، 10 نوفمبر 2013 11:16 ص