حينما يكون الحاضر مؤلمًا والمستقبل غامضًا لا يتبقى لنا سوى الماضى لنلجأ إليه، فنستدعى ذكرياتنا القديمة، ونعيش فيها وتأخذ مننا الكثير ونتشاجر مع الزمن حتى نعيش فيها أكبر وقت ممكن حتى لا يعود بنا للحاضر المؤلم، الذى نسعى للهروب منه فى ذكرياتنا الجميلة، وغالبًا ما يكون استدعاء الذكريات هو هروب من واقع سيئ لا نريد ان نعيشه، وهو ما يكون متمثلاً فى الضغوط النفسيه الشديدة التى نعيشها الآن ومنها الضغوط الاقتصادية والاجتماعيه والعاطفية، فنضطر لأن نرجع لتلك الفترة الزمنية القديمة حتى نجد ما يهدأ من الضغوط التى نشعر بها، وهناك من يكون ماضيه مؤلمًا لا يريد أن يتذكره فيخلق لنفسه واقعًا خياليًا يعيش فيه ويفعل بداخله كل ما يتمناه ويحلو له، فهناك من يجد لنفسه حبيبه الذى يتمناه، ومن يعيش داخل قصر ومن يجد حلاً لمشاكله وأمثلة كثيرة أخرى، وتسمى هذه الحالة بأحلام اليقظة التى تعد أحد وأهم مواضيع الهروب من الواقع للخيال، وأحيانًا كثيرة تكون هذه الحالة هى السبب فى أن يستطيع الفرد تكملة حياته، وأن يأخذ قسطًا من الراحة بداخلها، وهو ما يفعله الآن أغلب الناس لما يشعرون به من معاناة فى كل شىء، فالبلد لم تصبح بلدًا والناس لم تعد ناسًا.
ولكن السؤال المهم هو إلى متى سنظل حبساء لأحلامنا إلى متى سنظل نعيش فى خيالنا، وما هو الحل لإخراج الناس من تلك الحالة؟
والإجابه تتمثل في حلين لا ثالت لهما، ولا بد أن يسيرا فى خط متوازٍ، الحل الأول يقع فى يد من يديروا البلاد فعليهم أن يوفروا للإنسان كل ماهو واجب على أى حكومة من مآكل ومشرب ومسكن وملبس وعمل حتى يستطيع الإنسان الإبداع فى عمله، وأن يعيش حياة طبيعية وهو أبسط حقوق الإنسان على الدولة.
الحل الثانى ويتمثل فينا نحن البشر يجب أن نغير من أنفسنا وأن نرجع لنتمسك بالقيم والأخلاق والمثل مرة أخرى، فالأخلاق اندثرت فى تلك الفترة، ولم يعد هناك من يساعد أحد ولم يكن لدينا أى حلم فى التعامل مع بعضنا البعض حتى فى تربية أولادنا، لم نعد نقوم بها كما تربينا وأصبحنا مهملين فى تربيتهم، وتركناهم عبيدًا للتكنولوجيا المختلفة تبنى فيهم وتعلمهم دون أى رقابة وحساب منا عليهم، يجب علينا أن نعيد حسابتنا ونتسرجع القيم والأخلاق التى تربينا عليها، فالله سبحانه وتعالى يقول فى كتابة العزيز "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ".
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م. علي جابر
مقال جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
غاده عطا
الغد
عدد الردود 0
بواسطة:
اية
يسلمو
يسلمو ايديك