اليوم، تمر ذكرى ميلاد الفنان عبد الهادى الوشاحى، وتتزامن الذكرى مع مرور أربعين عاما على رحيل طه حسين، ورغم الرحيل تبقى قيمة ما تركه الفنان والأديب ومحاولتهما هدم الجدار القاسى الذى يقف فى وجه النهار الذى حلم به كل مبدعى هذا البلد وهم يخوضون المواجهة مع ظلام العقول التى لا تعرف قيمة الفن والتفكير المتطلع لمستقبل ينهض بالإنسان والوطن ويطرح صيغة لمجتمع أكثر عدالة.
رشحت جبهة الدفاع عن الإبداع تمثال الفنان عبد الهادى الوشاحى، الخاص بطه حسين، ليوضع فى أحد الميادين الكبرى ردا على تحطيم تمثاله النصفى فى المنيا، وهذا ما يجب أن يتم بسرعة، فالاحتفالات بالوشاحى والعميد ستنتهى مع انتهاء نوفمبر، لكن الذى يجب ألا ينتهى هو ما طرحه الاثنان من أفكار متشابهة كل فى مجاله، وما حلما به لمصر والمصريين.
من يشاهد تمثال الوشاحى لطه حسين، سيرى أن الفنان نفذ لروح الأديب ورأى بعمق ما كان داخله من عطف وإيمان بحق كل فقير فى هذا البلد فى المعرفة والعلم، وستجتاحه شحنة من الشعور بالكبرياء والشجاعة بثتها روح الوشاحى فى الحجر الذى يكاد ينطق بعظمة هذا العقل وما يحمله هذا الرأس الذى حاول الجهلاء قطعه، لأن فرائصهم ترتعد من عقل نافذ البصيرة يرى بوضوح بؤسهم الإنسانى وعقولهم المشوهة ويحنو فى نفس الوقت عليهم ويمد لهم يده ليروا النور ويخرجوا من الظلمات.
كان الوشاحى يقول إنه "لابد من المواجهة بين قوى الظلام والنور" وكان طه حسين يقول، "الجهل حريق لا ينفع معه التقطير"، وهذا التمثال الذى يحمل روح طه حسين وعظمة ما نادى به ويحمل بصمة الوشاحى وحفر أظافره وأزميله فى أفكار طه حسين هو أفضل احتفاء بهما معا وأقوى معول يمكنه هدم الجدار الذى يقف فى وجه النهار الطليق خلف أسوار التخلف والجهل وأعداء الحضارة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة