المصرى ومودى ومحمود

ثلاثتهم لم يكن يتوقع أن يحدث معهم ما حدث، ثلاثتهم شارك فى 30 يونيو وطالب بإسقاط نظام حكم الاخوان، ثلاثتهم شارك فى حملة رفض دستور 2012 ورفض الإعلان الدستورى الذى حصن مرسى به قراراته، ثلاثتهم هتفوا مرات عديدة يسقط يسقط حكم المرشد، وارحل يا مرسى، ثلاثة نماذج لشباب غضبوا من مرسى وشاركوا فى الثورة ضده، وشاركوا فى كل التظاهرات ضده لأنه حنث بوعوده التى قطعها على نفسه، وفى عهده استمر الفساد والاستبداد واستمرت الداخلية فى القمع والتعذيب، وفى عهده كان الاهتمام بالأهل والعشيرة أكبر من الاهتمام بمصالح الوطن.. أحمد المصرى شاب كان يبلغ من العمر 27 عاما، وخريج كلية تجارة، ويعمل فى شركة لحوم كمندوب مبيعات، ولديه طفلان أحدهما رضيع، رزق به منذ شهور، وشارك فى 30 يونيو وهتف بسقوط مرسى، وأيد خارطة الطريق، وفى أحد أيام الجمع نزل للمهندسين لتصوير الأحداث فى ذلك اليوم والتغطية الإخبارية، وعند حدوث الاشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول وقوات الشرطة وبدأت الشرطة فى إطلاق النار قام بالدخول فى أحد الشوارع الجانبية للاحتماء من النيران، وجلس مع أحد أصدقائه على أحد المقاهى، ولكن بعد دقائق وجدوا إحدى مدرعات الشرطة تدخل الشارع الجانبى لمطاردة متظاهرى الإخوان فتقوم بإطلاق النار العشوائى على كل من فى الشارع، فأصابته رصاصة دخلت من ظهره وخرجت من بطنه، وصعدت روحه إلى بارئها بعدها بأيام.

محمد عبدالرحيم محمد «مودى»، 24 سنة، ويعمل فى إحدى شركات الألوميتال فى مدينة نصر، لا إخوان ولا بيحبهم، وإذا قمت بزيارة منزل أسرته فى المرج فستجده كان يكتب على كل حوائط منزله يسقط حكم المرشد، وليرحل الإخوان، شارك فى 30 يونيو وكل التظاهرات التى طالبت بسقوط حكم الإخوان قبل 30 يونيو، ولكن لأنه يعمل فى ورشة ألوميتال فى مدينة نصر لكى يساعد أسرته تم القبض عليه أثناء القبض العشوائى الذى حدث أثناء وبعد فض اعتصام رابعة.. محمود عبدالحفيظ مصور شبكة المصدر الإخبارية تم القبض عليه أثناء تصويره الاشتباكات التى نشبت أثناء وقفة «ألتراس وايت نايتس» أمام نادى الزمالك، وتم التعدى عليه بدنيا ولفظيا، هو وكل أعضاء الألتراس المقبوض عليهم، وكلما أخبرهم أنه مصور زاد الضرب والسباب والتهديد، أنت هاتخوفنا أنك مصور يعنى.. لم يتغير شىء، الظلم كما هو وربما ازداد، الاعتقال والقتل ليس حسب الهوية فقط بل أصبح عشوائيا، لم تتغير الداخلية ولم يتغير النظام.