قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن ميزان القوة فى الشرق الأوسط عاد ليميل مرة أخرى لصالح إيران، مشيرة إلى أن طهران على وشك أن تُرفع عنها العقوبات التى تخنق اقتصادها، وذلك بالرغم من أن شيئا محددا لم يحدث فى مقابل ذلك، لافتة إلى أن ذلك يعد تغييرا جزئيا فى الأجواء، لكنه إلى درجة مهمة تغيير فى الحظوظ الجيوسياسية.
وأوضحت الصحيفة أن تردد الولايات المتحدة وحلفائها، وردها على الهجوم الكيماوى فى سوريا على المناطق التى تسيطر عليها المعارضة فى شمال دمشق كان فرصة لإعادة التقارب مع إيران، وهو ما يعد صفقة أكبر بكثير لأوباما من سوريا، وتحد من فزع الرئيس الأمريكى من مزيد من التدخل العسكرى فى الشرق الأوسط الكبير بعد أفغانستان والعراق.
وأشارت إلى أن المبادرة الأمريكية الروسية لمراجعة وتدمير الترسانة الكيماوية لنظام بشار الأسد ربما تم ترقيعها، مشيرة إلى أن نتيجة لذلك، فإن الانفراج الأمريكى مع إيران يحوم بترقب فوق سوريا والمنطقة.
وقالت الصحيفة، إن مواقف الجمهورية الإسلامية بدأت تتغير، بعدما بدأت طهران فى رقصة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، ويعود ذلك إلى سحر الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى، الانسيابى المهذب فى مقابل سلفه الزئبقى محمود أحمدى نجاد، على حد وصفها.
وتتابع الصحيفة قائلة، "إن مهمة روحانى هى كسر الحصار الأمريكى الذى يشل إيران بالتفاوض على تسوية للبرنامج النووى الإيرانى، والذى سيسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، بينما تقدم دليلا يمكن التحقق منه بأنها لا تسعى للحصول على قنبلة نووية، لكنه - أى روحانى- لا يستطيع أن يظهر مكاسب ملموسة قريبا،لأن مصالح الحكام الدينيين لإيران ستطغى عليه".
ولفتت أن إيران تبدو واثقة، فرغم أن العقوبات أثرت على تصدير النفط لديها، إلا أن الحكومة تخطط لما تقوله أنها شروط جذب تعاقدية جديدة لشركات النفط الأمريكية والاوروبية للاستثمارات بـ 100 مليار دولار خلال السنوات الثلاثة المقبلة، وهى الأموال التى تحتاجها إيران بشدة.
فضلا عن ذلك، فإن ميزان القوة فى الشرق الأوسط يعود لصالح إيران مرة أخرى، بعد تردد الغرب فى تسليح المعارضة السورية، وانهيار حكومة الإخوان المسلمين فى مصر، إلى جانب وجود حكومة شيعية فى العراق المجاور.
فاينانشيال تايمز: ميزان القوة فى الشرق الأوسط يميل لصالح إيران
الجمعة، 01 نوفمبر 2013 01:09 م