بنك الفجيرة الوطنى يخطط لافتتاح مكاتب خدمات تمويل تجارى فى أفريقيا

قال بنك الفجيرة الوطنى إنه قد يفتح مكاتب فى أفريقيا لتقديم خدمات التمويل التجارى، فى إطار تعزيز الأنشطة الخارجية، يأخذ البنك بعيدا عن جذوره فى إمارة الفجيرة التى تعد من أقل المناطق تنمية فى الإمارات العربية المتحدة، ونظرا لموقع البنك فى الإمارة الصغيرة فإنه لا يملك نفس قاعدة الثروة التى يملكها منافسون من أبوظبى ودبى، لكنه يستفيد الآن من تحول اقتصادى داخل الإمارات، فبينما تنمو الإمارات الجنوبية الغنية، وتتدفق الأموال عبر الحدود إلى الشمال.

وفى تلك الأثناء تزدهر الفجيرة - التى لا يزيد عدد سكانها على نحو 190 ألف نسمة لكنها ميناء على خليج عمان - كقناة تجارية بين سائر الإمارات وبقية أنحاء العالم، وهو ما يرغب بنك الفجيرة الوطنى فى الاستفادة منه.

وقال فينس كوك الرئيس التنفيذى للبنك "شهدنا على مدى هذا العام نموا بنسبة 30 بالمئة على أساس سنوى فى صافى الربح، ونتوقع استمرار ذلك لأنه لا يأتى من بند استثنائى".

وقال كوك فى مقابلة فى إطار "قمة رويترز للاستثمار فى الشرق الأوسط" إن نمو أرباح البنك - المملوك بنسبة 40 بالمئة للأسرة الحاكمة فى الفجيرة وبنسبة عشرة بالمئة لمؤسسة دبى للاستثمارات الحكومية - يعتمد على إيرادات التمويل التجارى والتسهيلات الائتمانية وخدمات استشارات الدين.

وقفز صافى ربح البنك فى الأشهر التسعة الأولى من العام بنسبة 31 بالمئة عن الفترة المقابلة من العام الماضى إلى 286.4 مليون درهم (78 مليون دولار)، وزادت القروض والسلف إلى 13.9 مليار درهم فى نهاية سبتمبر أمن 12.2 مليار درهم فى نهاية 2012.

واكتسبت الفجيرة مزيدا من الأهمية الاستراتيجية للإمارات العام الماضى، حين افتتحت الإمارة خطا لأنابيب النفط تصل طاقته إلى 1.8 مليون برميل يوميا يلتف حول مضيق هرمز والتهديدات الإيرانية بغلقه إذا تفاقمت التوترات السياسية.

وقال مسئولون إن الخط سينقل معظم صادرات أبوظبى من النفط، وبدأ تنفيذ سلسلة من المشروعات لتوسعة منشآت تخزين النفط وربما لبناء مصفاة ثانية فى الفجيرة.

فضلا عن ذلك تنمو التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات بوتيرة متسارعة، لاسيما مع آسيا وأفريقيا، فقد زادت تجارة دبى غير النفطية فى النصف الأول من 2013 بنسبة 16 بالمئة عن الفترة المقابلة من العام الماضى، ويمكن أن تستفيد الفجيرة من توفير الخدمات لبعض تلك الأنشطة. وقال كوك "تمثل التجارة نسبة مرتفعة نسبيا من إجمالى أنشطة البنك ونعتقد أن مزيدا من النمو سيأتى من التجارة".

وأضاف "تعزيز مصالح الفجيرة لاسيما فى الأنشطة البحرية والنفط والغاز، فضلا عن المعادن النفيسة والذهب على وجه الخصوص، سيدعم بعض العناصر فى أنشطة التمويل التجارى بالبنك".

وقال كوك إن البنك افتتح فى الفترة الماضية شركة فى هونج كونج لتنفيذ الصفقات التجارية، وتسهيل خطابات الاعتماد للشرق الأقصى وسيتطلع لفتح مكاتب مماثلة فى إفريقيا. وتابع "نريد زيادة تغطيتنا فى أفريقيا.. فى إطار ما يطلقون عليه القناة التجارية بين الجنوب والجنوب". ويخطط البنك أيضا لتعزيز شبكته الحالية التى تتألف من 14 فرعا فى الإمارات بفروع جديدة فى العام المقبل.

ويتوقع البنك تعزيز خدمات الاستشارات التمويلية وأنشطة أسواق رأس المال المدين، نظرًا للاحتياجات التمويلية الكبيرة للمشروعات فى الفجيرة، لاسيما توسعة الميناء ومنشآت التزويد بالوقود ومشروع لبناء مطار وتطوير الأراضى الساحلية القاحلة. ويدرس البنك إطلاق برنامج لأسواق رأس المال فى العام المقبل لتنويع مصادر تمويله.

وقال كوك "كنا نعتمد على تمويل مصرفى رئيسى مجمع من أجل احتياجاتنا التمويلية فى المدى المتوسط وسيبلغ أجل استحقاقه فى العام المقبل".

وتابع "من الآن فصاعدا سنقسم ذلك التمويل على الأرجح إلى صفقات أصغر، وربما إلى مزيد من الصفقات الثنائية مع البنوك الشريكة، ومن ثم قد نطلق برنامجا لأسواق رأس المال فى العام المقبل، سيمكننا إصدار أدوات مالية على أساس منظم".

وتوقع كوك انكماش القروض المتعثرة إلى نحو 5% بنهاية العام من 5.7% فى الوقت الحالى، ثم انخفاضها تدريجيا إلى المستويات "الطبيعية" عند اثنين إلى ثلاثة%.