بالصور.. فى الذكرى الثانية لرحيل البطل جمعة الشوان.. شقيق "الهوان": أخى كشف الجاسوس إبراهيم شاهين.. واستطاع القبض على ضابط بالموساد بالقاهرة وتسليمه للمخابرات.. ولم يتم تكريم الهوان رسميا حتى الآن

الجمعة، 01 نوفمبر 2013 04:12 م
بالصور.. فى الذكرى الثانية لرحيل البطل جمعة الشوان.. شقيق "الهوان": أخى كشف الجاسوس إبراهيم شاهين.. واستطاع القبض على ضابط بالموساد بالقاهرة وتسليمه للمخابرات.. ولم يتم تكريم الهوان رسميا حتى الآن جانب من لقاء سيد الهوان
حوار – محمد كمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"والله لبكرة يطلع النهار يا خال" هكذا ودع جمعة الشوان مدينة السويس فى 24 أكتوبر 2011 فى لقاء جماهيرى بقصر ثقافة السويس احتفالا بالعيد القومى فى لقاء هو الأول له بعد أكثر من 20 عاما، من خروجه من السويس ضمن إجراءات لتأمينه، وكأن القدر كان يريد للشوان أن يودع السويس بلدته ومعشوقته الجميلة قبل أيام من رحيله فى 1 نوفمبر 2011.

أحمد الهوان أو "جمعة الشوان" كما هو معروف إعلاميا سيظل اسما محفورا بالذهب فى تاريخ المخابرات العامة المصرية، سيظل الهوان صفحة مضيئة فى تاريخ التجسس المصرى الإسرائيلى لما قدم لمصر من أجهزة متطورة وتضليل العدو الصيونى بمعلومات عسكرية غير صحيحة، كانت لها مفعول السحر فى حرب أكتوبر 1973.

وفى ذكرى رحيله الثانية استطاع الـ"اليوم السابع" فتح ملف وكشف أسرار وبطولات جديدة للهوان لم تعلن عنها حتى الآن ولم يعلم بها أحد إلا بعد قراءته السطور التالية، نسردها لكم بعد حوار خاصة مع شقيقه سيد الهوان والذى جسد دوره الفنان محمود الجندى فى المسلسل "دموع فى عيون وقحة"، الذى رصد حياة الشوان وبطولاته مع المخابرات والموساد.

سيد الهوان والذى كان أحد جنود المخابرات والوطنيين المخلصين لهذا الوطن ومساعد شقيقه فى كافة التحركات الذى قام بها يسرد لنا أهم اللحظات الفارقة فى تاريخ أحمد الهوان وبطولات وطنية لم يعرفها أحد حتى الآن، ففى البداية نوضح أن سيد الهوان قام بالبلاغ عنه شقيقه بالمخابرات العامة بالدافع الوطنى عندما دارت شكوك حول قيام شقيقه بالتخابر مع إسرائيل قبل علمه بالحقيقة، وبعد ذلك أصبح سيد متابعا ومساعدا فى كل ما يقوم به البطال الراحل.

فى البداية عندما قمنا بالحديث مع سيد الهوان فى منزله بحى الأربعين أراد أن يشجعنا على الحوار وإلهام حماسنا بعد أن انتظرناه طويلا وبحثنا عن منزله حتى وصلنا له، وبدأ كلامه بسرد مفاجأة وهى فى 15 أغسطس 1972 عندما كان يجلس مع شقيقه فى شقة المخابرات العامة فى منطقة الفلكى، وهى الشقة التى كان يسكن فيها الهوان ومجهزة بأحدث تقنيات المخابراتية لرصد كل ما يحدث داخل الشقة أن شخص قام بطرق الباب ففتحه له فوجد شخصاً يرتدى قبعة ويريد مقابلة جمعة الشوان؛ فأدخلته إلى غرفة استقبال الضيوف فقابله أحمد فأبلغه، أنه مقدم واسمه الحركى ريمون من الموساد الإسرائيلى، وأنه جاء إلى مصر مع وفد سياحى أسبانى ويريد منه الميكروفيلم الذى قام بتصويره عن بعض المناطق العسكرية فى الإسكندرية، لأن أحمد تأخر فى إرساله آنذاك لظروف أمنية بالبلاد فدخل أحمد إلى وكنت موجوداً بالمطبخ أسمع ما يدور فطلب منى قطع الحبال الموجودة فى البلكونة وتجهيزها.

وقام أحمد بأخذ براد الشاى والدخول على ريمون وضربه على رأسه، وقمت أنا وأحمد بربطه وقام أحمد فور ذلك بإبلاغ ضباط المخابرات بما فعلته، فانتظرنا حتى المساء وقام ضباط المخابرات بتأمين إدوار العمارة السكنية والقبض على بواب العمارة وعائلته بداعى الاشتباه فيهم وتأمين العمارة والشارع بالكامل وفى منتصف الليل تم نقل ريمون إلى مبنى المخابرات، فى الوقت نفسه تبحث إسرائيل عن ريمون منذ سنوات لمعرفة أين ذهب؟ ولعل بعد قراءة هذه السطور ستعلم أننا ضبطناه فى مصر ولم يخرج منها حتى الآن وهو أحد بطولات الهوان، التى لم تعرف وهناك منها الكثير، هذا وعندما سافر الهوان إلى روما لتسليم الميكروفيلم سأله ضباط الموساد عن ريمون وهل زاره فأخبره الهوان، أنه لم ير أحداً.




◄أولا فى البداية كيف عرفت أن أحمد الهوان يعمل مع المخابرات العامة؟؟
كنت أتجول مع أحمد فى أحد الأماكن القريبة من المناطق العسكرية عام 1971 ولاحظت قيامه بالتصوير فى المكان فلم يخطر على بالى شيئا، وقلت أمر طبيعى ولكن بعد هذا قام العدو الصهيونى، بضرب المنطقة ذاتها ونظرت إلى دماء زملائنا التى سالت وبدأت الشكوك تدور بداخلى فتوجهت إلى مبنى المخابرت كأى رجل وطنى مصرى؛ وقمت بإبلاغ المعلومات وتم عمل ذلك خلال أمر يدعى وثيقة التعارف، وعقب ذلك وجدت أحمد فى حالة غضب وتم إبلاغى من قبل رجال المخابرات أن أحمد يعمل معهم ولكن كان هناك غضب فى ذات الوقت من جانب رجال المخابرات تجاه أحمد، لأننى استطعت كشفه ومعرفة ذلك وعقب ذلك كنت معه فى معظم خطواته.



◄نريد أولا معرفة من أحمد الهوان؟؟
أحمد الهوان أو جمعة الشوان كما يطلق عليه رجل مصرى مخلص كان يعمل فى السياحة وفى عام 1969 تعرف على عبد السلام المحجوب أو كما كان يطلق عليه الريس زكريا فى رحلة بحرية، وعقب ذلك تعرف عليه رجال من الموساد وحاولوا تجنيده وبدأت القصة الشهيرة التى تم عرضها من خلال مسلسل "دموع فى عيون وقحة"، والذى جسدها الفنان عادل إمام لرصد بعض من حياة أحمد الهوان.



◄من وجهة نظرك هل المسلسل أبرز أو شرح بطولات الهوان؟؟
للأسف المسلسل رصد 7% فقط من بطولات الهوان بسبب ضعف الإمكانيات المادية، آنذاك وعدم رصد كل بطولات الهوان فى السيناريو المعد للمسلسل.



◄وهل يعنى ذلك أن هناك بطولات للهوان لم يكشف عنها حتى الآن؟؟
بالتأكيد وأقوم حاليا بسرد كل ما فعله الهوان فى كتاب ليكون للتاريخ وتوثيق حقيقى لبطل مصرى، قدم الكثير لبلاده خلال 12 عاماً من 1969 حتى عام 1981 أثناء عمله بالمخابرات.



◄نريد معرفة جزء من هذه البطولات والتى لم تكشف عنها؟؟
صمت قليلا.. ثم بدأ فى الحديث ليكشف عن سر وبطولة جديدة للهوان وهو أنه من كشف إبراهيم سعيد شاهين وانشراح على مرسى والذى قام بتجسيد دورهما الفنان سعيد صالح وإسعاد يونس فى مسلسل " السقوط فى بئر سبع " وأن الهوان هو من كشفهما للمخابرات العامة وفضح أنهما يتعاملان مع إسرائيل، وذلك عن طريق موقف طريف حدث معه فى إسرائيل أنه كان يسير مع أحد الضباط بإسرائيل فوجد شخصاً يمر بالطريق، ويرتدى قميصاً أعجب به أحمد جدا ولم ير شخصاً مثله يرتديه وأنه كانت به ألوان تثير الانتباه من شدة جماله وطلب من ضابط الموساد الذى يسير معه، أن يحضر له قميصاً مثل ذلك من المحلات التى تباع فى إسرائيل وعندما عاد إلى مصر وأثناء سيره بسيارته فى منطقة بالقاهرة وهى مدينة نصر حاليا فوجد نفس الشخص يرتدى القميص ويقود سيارة فقام أحمد باصطدامه بالسيارة وأصر أحمد على أن يذهبا إلى قسم الشرطة وتحرير محضر بالواقعة من أجل معرفة اسم هذا الشخص فى المحضر الخاص بالحادث، وهو الأهم عنده وهو ما حدث بالفعل فتحرر المحضر، وتم التحفظ على الهوان فى قسم الشرطة فأعطى عسكرى شرطة 5 جنيهات وطالب من أن يحضر له صورة من بيانات الشخص، الذى صدمه وقام بإعطائه رقم تليفون وطالبه أن يقوم بالاتصال به ويبلغهم بأن رقم 9 محجوز بقسم الشرطة وعقب خروجه مباشرة تم تسليم البيانات للمخابرات العامة وإبلاغهم بالأمر، ومن هنا تم متابعة وكشف إبراهيم شاهين وزوجته انشراح.



◄كيف كان يتعامل ضباط المخابرات مع الهوان أثناء دخوله وخروجه من مطار القاهرة وبحوزته حبر سرى أجهزة شفرات تابعة للموساد؟؟
أولا رجال المخابرات كانوا لا يسهلون أى شىء على الهوان أثناء دخوله وخروجه من المطار ويتركونه يعتمد على نفسه على أن يكون الأمر طبيعياً، خاصة أن رجال الموساد يتابعونه فى إدخال راديو الإرسال الخاص بالشفرة وحتى الجهاز الأخير الذى حصلت عليه مصر وكان غير موجود فى العالم، إلا فى حلف الشمال الأطلنطى وإسرائيل والاتحاد السوفيتى، فكان شيمون بريز هو من يتابع هذا الأمر بنفسه.



◄هل تعرض الهوان لعملية للاغتيال بعد أن علمت إسرائيل أنه كان يعمل لصالح المخابرات المصرية؟؟؟
حدثت مرة واحدة وكانت فى عام 1995 عندما حضر شخص إلى مقر شركته وهى تعمل فى التوكيلات الملاحية فى منطقة بور توفيق بالسويس، ويريد التعامل مع شركته فشعر أحمد بحاسته المخابراتية، أنه وراؤه أمر مريب فأبلغ المخابرات وقام بتحديد موعد مع هذا الشخص، فى أحد الفنادق بالقاهرة وتم عمل كمين له وضبط وعثر معه على مسدس كاتم للصوت واعترف أن الموساد أرسلته لتصفية الهوان وعقب ذلك قام أحمد بإغلاق شركته بقرار سيادى حفاظا على حياته.



◄معنى ذلك أن شركته أغلقت فكيف كان يعيش وما هى موارده المالية؟؟
عقب غلق شركته قمت أنا وإخوتى بإعطائه ميراث والدتنا التى كانت تمتلك مدخرات فى السويس، وقام أحمد بفتح مشروعات تجارية وكانت توفر له المورد والتى تساعده على توفير متطلبات الحياة.



◄وأين الدولة فى رعاية بطل مثل ذلك؟؟
دعنى أسرد لك موقفاً لتعلم أين الدولة من هؤلاء الأبطال فعندما اشتد المرض على أحمد قامت فرخندة حسن ابنة طلعت السادات، بزيارة أحمد فى منزله بالفلكى للتأكد من حالته الصحية والمشاكل التى يمر بها وكانوا مرسلين من جانب الدولة، وعقب ذلك تم اعتماد معاش له 150 جنيهاً فكان الموقف الشهير فأعلن أحمد تبرعه بهذا المبلغ للدولة من أجل تسليح الجيش المصرى.



◄يعنى ذلك أنه لم يكرم ولم يتم رعاية مالية فهل تم تكريمه معنويا؟؟
أولا أريد توضيح نحن نريد أموالاً ولكن ننظر على المواقف وكيف تتصرف الدولة مع بطل يعانى من المرض، ولهذا أفجر لك مفاجأة أن أحمد الهوان لم يكرم على المستوى الرسمى فى حياته وحتى بعد وفاته وجميع الأوسمة والميدليات التى حصل عليها كانت معظمها من مؤسسات غير حكومية وعلى المستوى الحكومى والرسمى لم يكرم.



◄كيف ذلك فقد أعلن محافظ السويس السابق أنه أطلق اسم الهوان على شارع بالمحافظة وتسمية ميدان باسمه تخليدا له؟؟
دعنى أكشف لك مفاجأة الهوان صدر قرارا من بكير بكير، محافظ السويس الأسبق منذ ما يقرب من 20 عاماً ثم اللواء سيف جلال، محافظ السويس الأسبق واللواء محمد عبد المنعم هاشم، محافظ السويس السابق بإطلاق اسمه على أحد الميادين ولكن كل ذلك حبر على ورق، ولم يحدث ذلك حتى الآن ووعدت الدولة بعمل متحف للهوان ونحن كأفراد عائلته سنقوم بمده بجميع المستندات والوثائق وأرشفة تاريخه وبطولاته ولكن لم يتم عمل المتحف حتى الآن، كما وعدت الدولة بإطلاق اسم الهوان على أحد المدارس تخليدا لاسمه وهو ما لم يحدث أيضا.



◄بماذا تفسر هذا؟؟
مصر أو المسئولون بشكل خاص للأسف لا تقدر الرموز والأبطال ومن ينظر للتاريخ منذ حرب أكتوبر سنجد جميع رموزنا وأبطالنا تم إهانتهم فنجد أبطالاً وفدائيين بالسويس يعملون سائقين على سيارات أجرة وآخرين يبيعون سجائر فى أكشاك ليستطيعوا القدرة على متطلبات الحياة وهو أمر مهين فهؤلاء قدموا حياتهم فداء لمصر ولكن للأسف لم يتم تكريمهم أو رعايتهم.



◄هل تشعر بالمرارة من ذلك؟؟
صمت قليلا.. للأسف ما يحدث قد يدفعنى لعمل مؤتمر صحفى بإحدى الدول العربية وكشف مفاجآت وأمور تفضح مسئولين وقد يدفعنى أن أطلب من إسرائيل أن تطلق اسم الهوان على شارع فى بئر سبع، بعد أن أهان المصريون والمسئولون بطلاً لهم وهو أمر مخزى ومحزن.



◄فى مرضه من قدم له العون؟؟
قدم ممدوح حمزة 200 ألف جنيه ومحمود سعد 250 ألف جنيه وتحدث عدد من الإعلاميين فى الأمر منهم دينا عبر الرحمن وأحمد المسلمانى وعقب ذلك تدخل اللواء إسماعيل عتمان من قبل القوات المسلحة لرعاية الهوان، هذا وقمت بالاتصال أثناء محنة أحمد بعبد السلام المحجوب على مدار يومين ولم يرد علىّ.



◄علمنا أنك أصريت على دفن أحمد الهوان بالسويس وليس بالقاهرة؟؟
نعم أصريت أن يدفن البطل داخل محافظته وسوف أكشف لك أمراً أن هناك مسئولين فى جهاد سيادية كانوا رافضين ذلك الأمر، وكانوا يريدون دفنه بالقاهرة ولكننى أصريت أن يدفن فى السويس وبالفعل تمت الصلاة عليه بمسجد الغريب بعد أن تمت الصلاة عليه بالقاهرة وعمل مسيرة بنعشه ملفوفا بعلم مصر.


◄هل تابعت صحف وإعلام إسرائيل ماذا كتبوا عندما رحل الهوان؟؟
كتبت صحف إسرائيل يوم وفات الهوان "مات الذى خدعنا ولكنه أمد إسرائيل والموساد بمعلومات صحيحة واستفدنا منها بحرب أكتوبر".










مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة