"أيها السالك.. مسلك القصيدة".. قصيدة لعمر أبو الهيجاء

الجمعة، 01 نوفمبر 2013 04:16 ص
"أيها السالك.. مسلك القصيدة".. قصيدة لعمر أبو الهيجاء عمر أبو الهيجاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إلى حسن البورينى"
أيُّها السالكُ/
كم شربتَ مرَّ الجراحاتِ
لما تنأى عنكَ القصيدةُ،
من أى وخزةٍ تبدأُ حوارَ الساقياتِ؟
وروحُكَ لم تزلْ يسكنُها الرحيلُ،
وأى عتابٍ تأخرَ فى فاتحةِ القولِ،
فى خيبةِ الحلمِ الراكدِ،
فى الدربِ المسفوحِ بالوجعِ،
حلمٌ يتمطى خلفَ جثةِ الخوفِ
ونهرُكَ ظمآنُ.

أيُّها السالكُ/
إلى مسلكِ القصيدةِ،
ها أنتَ تغرقُ كناسكِ حرفٍ،
تجلّى فى سفنِ البوحِ،
وتجلّى على بعدِ فكرةٍ،
أسلمتَ لها القوافى،
رحتَ تُمعنُ فى الِسِفرِ المؤجل،
لامرأةٍ زادُها العشقُ.

أيُّها السالكُ/
الموثقُ على جناحِ سنبلةٍ فى العراءِ،
يا شقيقَ القصيدةِ وثلجَها
كم حملَتكَ شواهدُ أرصفةٍ
لحارتِكَ العتيقةِ
كى تُطوّفَ بنا أقصى المدنِ،
وتُقيمَ مئذنةً للطيّرِ
وتُصلى
فى محرابِ
القُرى،
تقرأُ ما تفتحَ من الدوالى،
ميدان الأعراسْ،
أيَّا شقيقَ القصيدةِ،
ماذا بعدُ..؟
يا نبى الليلِ
والحزنِ
يا البدرُ الضاحكُ
حينَ يفضَحُه شفيرُ البكاءِ،
ما زلتَ تتلو عتَابكَ
مطمئناً على حنينِ الترابِ،
وتسعى مترنحاً فى الأملِ.

أيُّها السالكُ/
لم تغرق مراكبُ الحلمِ،
أشرعةُ القصيدةِ عاليةٌ،
يا الشاعرُ المأخوذُ بالبحرِ،
لملمْ ما تبقى
من نشيجِ الروحِ
لك قُداسُ الضوءِ يهطلُ بين يديكَ،
لك مغيثاتُ النورِ،
والحبرُ النابتُ بين الأصابعِ الفصيحةِ،
لك جبلٌ من الأصدقاءِ
جهاتُ الوردِ
عتابُ ساقيةٍ
تركتَها
قربَ
كعبةِ
الأربعين،
وأشعلتَ وحشةَ النارِ
أشعلتها..
بالتراتيل.

أيُّها السالكُ/
خُذْ ما حملَه الرعدُ من رقصٍ للغيمِ
وأسرجِ الكلامَ بالبرقِ
على بوابةِ الرجوعِ،
أيّا شقيقَ القصيدةِ
ذوبتنا الخطايا
ذوبتنا..ذوبتنا
من قهر هذى
البلادُ.

هذه القصيدة ألقيت فى حفل توقيع ديوان "عتاب الساقيات"، للشاعر حسن البورينى فى فرع رابطة الكتاب فى أربد 30 أكتوبر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة