قال المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم، إن أخطر شىء نادت به الجماعة الإسلامية هو رفعها لشعار " الشرعية أو الدماء"، مشيرًا إلى أنها لم تحقن الدماء وضاعت الشرعية وحرقت البلاد وضاع كل شىء، ولا أدركنا هذه ولا تلك، ونحن كررنا مأساة الجزائر التى حذرت منها، وقلت لا تأخذوا خيار التجربة الجزائرية وخذوا بالتجربة التركية.
وأضاف إبراهيم خلال حوار ببرنامج "آخر النهار"، الذى يقدمه الكاتب الصحفى خالد صلاح، ويذاع على قناة "النهار" : كان على الإسلاميين استلهام التجربة الجزائرية التى راح ضحيتها أكثر من 100 ألف قتيل و150 ألف جريح، وبعد كل هذه الخسائر فى الجزائر لم تعد الشرعية ولا حافظت على الموجود ولا أوجدت المفقود.
واستدل ناجح إبراهيم بموقف "الحسن بن علي" رضى الله عنه، عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبى سفيان حقنًا للدماء، بالرغم من أن الناس كانوا يقولون له رضى الله عنه "يا عار المؤمنين"، فكان يرد عليهم " العار خير من النار ولست بمذل المؤمنين، ولكن جماجم العرب كانت بيدى فكرهت أن أقتلكم على الملك"، وإذا كانت تمسكى بإراقة الدماء فليذهب الكرسى إلى الجحيم وترك كرسى زائل، ونال به وسامًا عظيمًا "، مشيرًا إلى أن فلسفة حقن الدماء كانت موجودة عند النبى صلى الله عليه وسلم فى صلح الحديبية وعند الحسن بن على رضى الله عنه.
واستدل أيضًا بموقف الملك فاروق عندما تنازل عن العرش وترك البلاد طواعية بعد انقلاب عسكرى أو ثورة ضده، وكان من الممكن أن يضحى بالحرس الملكى كله، ولكنه فضل عدم إراقة دماء المصريين وتنازل عن الحكم وقال لمحمد نجيب حكم مصر ليس سهلا.
وانتقد ناجح إبراهيم دعوة الإخوان للتظاهر فى ذكرى نصر أكتوبر، قائًلا: "الإخوان يعلمون جيدًا أن عودة مرسى مستحيلة وبالرغم من ذلك يموت 50 شخصًا ويسجن 500 آخرين، من أجل دعم المفاوض الإخوانى، ولكن بالحكمة والخطاب الجيد ممكن تدعيم المفاوض أكثر من ذلك، ولكن الأزمة عند الحركة الإسلامية بأنها لا توقن الانسحاب وهذه كارثة.