تولت الإعلامية صفاء حجازى منذ أسابيع قليلة رئاسة قطاع الأخبار خلفا للإعلامى إبراهيم الصياد، الذى خلف الرئيس الأسبق عبد اللطيف المناوى، لتكون أول سيدة تتولى رئاسة القطاع منذ انطلاق بث التليفزيون المصرى عام 1960، لتحمل على عاتقها مسئولية تطوير القطاع ومعالجة الإخفاقات التى لازمته طوال السنوات الماضية، لتصبح حجازى أمام اختبار صعب، خاصة فى ظل المشاكل المالية التى تواجه مبنى ماسبيرو، وخلال حوارها مع "اليوم السابع" أكدت حجازى حرصها على معالجة السلبيات التى تواجه المبنى والنهوض بهذا القطاع العريق ليكون الأدق والأصدق فى نقل الحدث والأكثر جذبا للجمهور بالمنافسة مع الفضائيات الخاصة المختلفة عبر الساحة الإعلامية.
- كيف استقبلت خبر تعيينك كرئيس لقطاع الأخبار، خاصة أن المرشحين لهذا المنصب كانوا كثيرين؟
تلقيت هذا الخبر بسعادة شديدة لأن قطاع الأخبار هو الأقرب إلى قلبى وعملت به على مدار سنوات طويلة، كقارئة نشرة إخبارية، ثم قدمت بالتليفزيون برنامج "بيت العرب"، والذى استضفت من خلاله مجموعة كبيرة من خبراء السياسة بمصر والعالم العربى وناقشت من خلاله العديد من القضايا العربية وليست المصرية فحسب، ثم توليت إدارة الأخبار المركزية بالقطاع على مدى 5 أشهر، بذلت فيها كل ما أملك من إمكانيات حتى أستطيع تطوير هذا القطاع وتعود مصداقيته من جديد للمشاهد المصرى بعد أن فقد الثقة فيه، ولذلك أسعى أن أكون على قدر المسئولية التى أسندتها لى وزيرة الإعلام دكتورة درية شرف الدين، خاصة أن قطاع الأخبار يعمل لفترة طويلة على مدار اليوم تصل إلى 18 ساعة يوميا، فهو القطاع الأكثر تحركا وتنقلا فى الشارع المصرى.
- وما طبيعة الخطة التى بدأت بها عملك بالقطاع، لاسيما ونحن نمر بفترة متلاحقة الأحداث وثرية بالأخبار والقضايا الساخنة؟
أضع دائما فى خطتى وحساباتى تطوير الشاشة الإخبارية وسرعة نقل الحدث بأقصى سرعة وبأفضل جودة، فمثلا فى احتفالات نصر أكتوبر منذ يومين سخرنا جميع كاميرات القطاع لرصد الاحتفالات بالمحافظات المختلفة، وخاصة القاهرة والسويس والإسماعيلية وشمال وجنوب سيناء وتغطية أحداث المنصة ومشاهد وضع أكاليل الزهور على قبر الجندى المجهول، وعلى قبر الرئيس الراحل السادات وغيرها من الأحداث الخاصة بنصر أكتوبر المجيد، فقمنا بعمل أكثر من إذاعة خارجية، وللمرة الثانية فى تاريخ قطاع الأخبار يتم تغطية احتفالات وأحداث أكتوبر بالتصوير الجوى عبر الطائرات الحربية، بعد أن تم الاتفاق مع الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لتغطية هذا الحدث العريق، كما تم تخصيص جميع فقرات برنامج التوك شو الرئيسى بالتليفزيون "صباح الخير يا مصر"، لاستضافة جميع رجال الدولة للحديث عما تمر به البلاد الآن.
- وهل هناك تغييرات فى نظام التغطية الإخبارية أو البرامج التابعة للقطاع؟
هناك بالفعل تغييرات كثيرة فى عدة برامج أهمها "صباح الخير يا مصر"، وهو من أكبر البرامج العريقة فى تاريخ التليفزيون المصرى، والتى استمر بثها على مدار سنوات طويلة، حيث بدأ هذا البرنامج عام 1994، وما زال حتى الآن قادرا على العطاء، ولكن سيتم تغيير شكل ومضمون البرنامج، حيث سيتم التصوير فى لوكيشنات تصوير حقيقية بواقع يومين فى الأسبوع على الأقل، فسيتم بث البرنامج مثلا من منطقة القصر العينى وجامعة القاهرة وحلقة أخرى تبث من منطقة الأهرامات، وحلقة من خان الخليلى حتى يتم استغلال الأماكن التاريخية القيمة الموجودة لدينا فى صورة معبرة عن عظمة وحضارة مصر من خلال البرنامج، ولكن ليس معنى أننا سنبث أحد الأيام من منطقة الأهرامات مثلا أن تقتصر الحلقة على الحديث عن الآثار، ولكن سيتم الحديث عن الأجندة اليومية وأحداث البلاد وما بها من تغيرات مستمرة ومشاكل مطروحة، حيث سنستغل طبيعة مصرنا الخلابة وفى نفس الوقت نقدم ما نريد توصيله للجمهور، وفى النهاية لابد أن يكون برنامج التوك شو الصباحى، مختلفا عن باقى البرامج الصباحية على الفضائيات المختلفة فنحن لدينا موارد مالية وبشرية لماذا لا نستغلها حتى نسترد مزيدا من الأرضيات التى فقدناها ونستعيد حميمية التليفزيون المصرى مرة أخرى.
-كيف ستواجهين أزمة السيولة المالية التى تقف عائقا أمام أى تطوير فى ماسبيرو؟
الحقيقة أننى أعتمد فى إدارتى للقطاع على خبرتى الطويلة به، وخبرتى فى المهنة ومعرفتى بالزملاء من حولى، فأعرف جيدا إمكانيات كل منهم لأننى تعاملت معهم على مدار سنوات طويلة، وتطويرى للمكان سيكون فنيا وهندسيا بمعنى أننا سنغير فى الشكل والمضمون بنفس الميزانية المتاحة لدينا، كما أننى سعيت لإنشاء وحدة تحكم بكاميرات القطاع فبدأت بتوظيف مركزى للكاميرات، بمعنى أنه سيتم القضاء على ظاهرة خروج عدة كاميرات من قنوات مختلفة فى حدث واحد، فسيكون هناك شخص مسئول، عن حركة الكاميرات وتقييم الحدث الذى يتم تغطيته، حتى لا نرسل مثلا 3 كاميرات بـ3 مراسلين من قنوات مختلفة فى مكان واحد، فيتم إرسال كاميرا واحدة، وليس هناك مانع أن يخرج عليها 3 مراسلين تابعون لقنوات مختلفة حتى لا نتهم بإهدار المال العام، ونحن فى النهاية قطاع واحد.
- وكيف تعاملت مع سياسة وزيرة الإعلام الحالية، وهل هناك خطوط رئيسية أخبرتك بها الوزيرة لتنفيذ خطة معينة؟
هناك تناغم وتوافق كبير بينى وبين الدكتورة درية شرف الدين، فنسعى معا للتغلب على جميع المشاكل الموجودة بالقطاع، خاصة أنه من أكثر الكيانات الحساسة بالتليفزيون وكان دائما مثار جدل على مدار الحكومات السابقة، ولا يشغلنى أنا والوزيرة سوى تطويره وهذا ما حدث خلال الشهور القليلة الماضية فظهرت بوادر حدوث طفرة للقطاع، هذا بالإضافة إلى تواجد خطة برامجية جديدة نعمل عليها بالفعل سيتم تنفيذها مطلع العام الجديد.
-وما أبرز المشاكل التى واجهتك منذ توليك رئاسة القطاع حتى الآن، وما هى خططك لحلها؟
المشاكل التى وجدتها متمثلة فى بعض التنظيمات الخاصة بعمل الكاميرات وقضينا على هذه الظاهرة بالفعل بعد أن أنشأنا وحدة تحكم ومراقبة للكاميرات، أما المشكلة الأخرى سرعة التنقل من مكان لآخر فى ظل الازدحام المرورى الشديد، فأقل حدث فى الشارع المصرى مطالبين كقطاع أخبار بتغطيته والوصول إليه فى أقصى سرعة وهذا ما نواجه صعوبة فيه حاليا، لذلك نسعى للبحث عن وسائل تقنية جديدة واتصال أسرع سواء عبر شبكات الإنترنت أو وسائل اتصال أخرى سريعة ندرسها الآن.