بون شاسع بين رقص الإخوان ورأس العش، بل لا وجه للمقارنة فى الواقع. فالفارق الرئيسى بينهما هو الفرق بين الوطن واللاوطن، بين الانتماء واللانتماء، بين الوطنية واللاوطنية. فالرجل الذى يزعم أن الوطن وثن لديه رغبة دفينة فى التخلص من الولاء لوطنه، وما يترتب على الولاء من التزامات، يريد أن يعيش فى المطلق بلا التزام، ويبحث لنفسه عن تخريج يظنه شرعيًا بقوله أن وطنه هو عقيدته ودينه بما يتعارض مع حديث النبى صلى الله عليه وسلم إلى مكة وهو يغادرها مهاجرًا. وعندما يفقد الإنسان الإحساس بالوطن بحدوده الجغرافية يفقد الانتماء له، ويستوى عنده مع أى قطعة أرض فى أى بقعة من العالم، ويصبح ولاؤه معلقًا فى الهواء ومرتبطًا بالهوى. ومن هنا جاء التحريض الإخوانى على قواتنا المسلحة فى أعقاب ثورة يناير وهم أصحاب النداء الضاغط: " يسقط يسقط حكم العسكر". وهم أصحاب الحرب الإرهابية على الجيش فى أعقاب ثورة يونيه. وهم من سعوا إلى اختراق الجيش ومحاولة تفتيته إبان فترة حكمهم كى تحل محله ميليشياتهم المسلحة كظهير موالى لحكمهم. وكنا سنتفاجأ بعودة نظام المماليك فى الجندية، والتى انتشلنا منها محمد على ببنائه الجيش المصرى الحديث كمؤسسة لحماية الدولة المصرية. ولأن الضد يظهر الضد فلا بد أن نعرج على أفعال الرجال حين يتعرض الوطن للخطر، وأشباه الرجال الذين يستجلبون القوى الخارجية للأكل فى تكالب من قصعة الوطن، وممارسة الرقص معهم على أشلاء أبنائه. وأعنى بالرجال هنا أبناء شعب مصر، الذين علموا بانهيار الجيش المصرى أمام العدوان الدولى على ناصر برأس الحربة المنغرس فى جسد الأمة المسمى إسرائيل، وعلموا بوصول القوات الإسرائيلية على حدود قناة السويس فى ظل هيمنة جوية كاسحة بعد ضرب الطائرات المصرية فى مرابضها. وقد تيقن الجميع أن ناصر وجيشه ليس أمامهم سوى الاستسلام، وقد لاحت بوادر ذلك فى الأفق بخطاب التنحى. وبعد ثلاثة أسابيع من النكسة تحركت قوة اسرائيلية تتكون من عشر دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية فى عربات نصف مجنزرة، فى اتجاه بورفؤاد، ليكتمل احتلال سيناء حتى الشط الشرقى للقناة، وعند منطقة رأس العش تصدى لهم ثلاثون رجلا من قوات الصاعقة المصرية، فقامت القوات الإسرائيلية بمهاجمتهم بشراسة، فتشبث الرجال بمواقعهم، وتمكنوا من إعطاب ثلاثة دبابات. عاود اليهود الهجوم بشراسة إلا أنهم فشلوا فى اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب، وتكبدوا عددًا من العربات نصف المجنزرة، بخلاف الخسائر البشرية، فانسحبت القوات الإسرائيلية ولم تعاود الهجوم، وظلت بورفؤاد دون احتلال حتى نشوب حرب أكتوبر 1973. ثم نجد من أشباه الرجال من يعير الجيش المصرى بهزيمته سنة 1967، بل والشماتة فيه لوجود خصومة سياسية بينهم وبين عبد الناصر. واليوم ولوجود خصومة سياسية بين قيادة الجيش وتلك الجماعة لانحياز الجيش لخيار الشعب وإرادته نجد فيهم من يفتى بقتال أفراد الجيش وقتلهم. بل والتهليل والتكبير عند وقوف بارجة أمريكية فى مواجهة السواحل المصرية. ودعوة حلف الناتو للتدخل لدعم الشرعية المزعومة، والسعى الدؤوب نحو إفساد احتفالية الشعب بجيشه فى ذكرى انتصاره. ومن هنا تتبدى بوضوح وطنية رقص الإخوان على جثة الوطن، وتتجلى بوضوح وطنية رجالات رأس العش.
جماعة الإخوان المسلمين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد اوكا
السيسى
السيسى هو رجل لا يعرف الهزيمة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mai
السيسى هوه رأسى
مصر مصرمصر