برز اسمه كأحد أبرز مفجرى ثورة 25 يناير التى اندلعت بمصر فى أوائل2011م المطالبة بإسقاط نظام الرئيس محمد حسنى مبارك، وأطلِق عليه البعض لقب «قائد ثورة الشباب» لدوره الكبير فى اندلاعها - ولكنه سمى نفسه فى تصريح صحفى «مناضل كيبورد» - حيث كان مدير صفحة «كلنا خالد سعيد» على فيس بوك، والتى كانت أحد الأسباب الرئيسية لإشعال الثورة - فى تواضع أمام من قدموا أرواحهم فى هذه الثورة، وأولئك الذين يصلون الليل بالنهار فى ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة حتى لا تخبو جذوة الثورة، اعتقلته السلطات المصرية بعد يومين من اندلاع الثورة، واعتقلته فى مبنى مباحث أمن الدولة مكبلا ومغمض العينين لمدة 12 يوما، وتم الإفراج عنه بعد 11 فبراير، وظهر باكيا أمام منى الشاذلى فى العاشرة مساءً ليؤكد حزنه على الشهداء الذين سقطوا فى المظاهرات.
وائل غنيم أحد أبرز الشباب المشارك فى ثورة 25 يناير، وأحد أشد المعارضين لنظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، ومع بداية عصر الرئيس السابق محمد مرسى انخفضت حدة معارضته للنظام الحاكم فى مصر بالرغم من مساوئه.
عقب ثورة 30 يونيو اختفى غنيم من المشهد السياسى، وكانت آخر كلماته عبر تويتر يوم 3 يوليو بتوجيه اللوم الشديد للرئيس محمد مرسى وقال من خلالها، «وعدت فأخلفت، وأقصيت، وفشلت، وفرّقت فرحلت.. ربنا يحفظ مصر وشعبها ويكتب لينا نشوفها زى ما بنحلم بيها!»، وهو ما فهم منه أنه مؤيد لما جرى فى 30 يونيو وما بعدها، لكنه صمت بعدها على تويتر، ولم يدل بأية آراء حول الأمر، وحتى لم يقدم المقالات التى اعتاد كتابتها كل فترة على صفحته بالفيس بوك خلال فترة حكم الدكتور محمد مرسى.
يقول شقيقه حازم لـ«اليوم السابع»، إن وائل بخير ويتواجد حاليا خارج مصر وتحديدا فى «دبى» بدولة الإمارات، ويمارس عمله فى شركة جوجل دون أى مشكلة كما أنه سيعود لمصر الأسبوع المقبل.
فى السابع عشر من يوليو الماضى خرجت شائعة حول وضعه تحت الإقامة الجبرية سرعان ما نفاها الدكتور مصطفى النجار، البرلمانى السابق، قائلا: «وائل غنيم بخير ويمارس عمله فى شركته بشكل طبيعى، وليس تحت الإقامة الجبرية، ولا أى شىء من هذه الشائعات السخيفة».
وفى الحادى عشر من سبتمبر الماضى، أثير أن النائب العام المستشار هشام بركات، قرر فتح التحقيق فى البلاغ الذى تقدم به خالد البرى وهانى عباده المحاميان ضد غنيم وعدد آخر من النشطاء منهم، أحمد ماهر، وإسراء عبدالفتاح، وأسماء محفوظ، وأحمد دومه، والذى يتهمهم فيه بالحصول على تمويل أجنبى من الخارج، حيث كلف نيابة شمال الجيزة بالتحقيق واتخاذ الازم قانونيا وفق التحقيقات الخاصة.
وكان مقدم البلاغ رقم 1890 لسنة 2013 بلاغات النائب العام، أكد أن وسائل الإعلام تداولت تسريبات من وثائق ويكيليكس، تكشف تورط المشكو فى حقهم بتلقى أموالا من جهات أجنبية لتمويل عمليات قذرة داخل مصر لصالح بعض المنظمات التى تعمل مع الموساد الإسرائيلى ومع المخابرات الأمريكية مما يهدد الأمن القومى المصرى، وهو وما يؤكد أن تلك الجماعات تعمل لصالح منظمات إرهابية هدفها الأساسى زعزعة الاستقرار داخل مصر وضرب الأمن القومى.
وطالب بالتحقيق مع البنك المركزى للكشف عن مصادر تلك الأموال إن كان تم تمويلهم من عدمه ونصيب وأرصدة كل منهم فى البنوك المصرية والأجنبية، وكتابة تقرير واف من النائب العام يتخذ من خلاله التحقيقات التى سيقوم بها وما يأتى إليه من معلومات حول إدانتهم، وطالب أيضا فى حالة ثبوت تلك الاتهامات بإحالتهم للمحاكمة الجنائية بتهمة التخابر لصالح دول أجنبية والخيانة العظمى، لكن أحدا لا يعرف مصير هذه البلاغات وغيرها، خاصة وقد صدر نفى من الجهات الرسمية التى أكدت أن التحقيق فى البلاغات أمر روتينى لكنه لا يعنى الإدانة.
وبالحديث عن عودة وائل فى الأسبوع المقبل، يستمر وجوده، ويرى بعض المحللين أنه فضل عدم الدخول فى الحال القائم لوجود التباس سياسى، أو عدم رغبته فى فرض آراء محددة.
أمين صالح يكتب: لماذا اختفى «وائل غنيم» من المشهد السياسى؟
الثلاثاء، 08 أكتوبر 2013 03:04 ص