هدوء حذر فى العاصمة السودانية بعد جمعة "الأحرار".. بوادر انشقاق بالحزب الحاكم بعد مذكرة "الإصلاحيين".. ووقفة للسودانيين أمام "الدول العربية" الخميس.. ووزير الخارجية القطرى يلتقى سراً بـ"البشير"

الإثنين، 07 أكتوبر 2013 02:02 ص
هدوء حذر فى العاصمة السودانية بعد جمعة "الأحرار".. بوادر انشقاق بالحزب الحاكم بعد مذكرة "الإصلاحيين".. ووقفة للسودانيين أمام "الدول العربية" الخميس.. ووزير الخارجية القطرى يلتقى سراً بـ"البشير" صورة ارشيفية
كتبت زينب عبد المجيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تواجه السلطات السودانية أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد نتيجة خفض الحكومة دعمها للوقود, الأمر الذى دفع آلاف السودانيين إلى التظاهر احتجاجاً على قرار رفع الدعم عن الوقود، وضد سياسات حكومة الرئيس عمر البشير التى يعتبرها البعض أنها "سياسات فاشلة".

وأسفرت عملية قمع السلطات السودانية للتظاهرات الشعبية هناك, إلى استشهاد العشرات واعتقال مئات المتظاهرين, حيث تعتبر هذه المظاهرات، التى أخذت منحى عنيفاً وقتل خلالها العشرات، الأوسع نطاقاً منذ تولى نظام "الإنقاذ" السلطة فى انقلاب عسكرى فى السودان عام 1989.

وقالت منظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان, إن نحو 150 شخصاً قتلوا من قبل قوات الأمن الأسبوع الماضى, وتقول الحكومة إن 34 شخصاً قتلوا ونفت إطلاق النار على أى من المحتجين الذين وصفتهم بـ"المخربين" وفقاً لما أعلنه وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد فى مؤتمر صحفى الاثنين الماضى، لكن منظمة العفو الدولية التى تتخذ من لندن مقراً لها قالت إن قوات الأمن قتلت أكثر من 200 متظاهر خلال حركة الاحتجاج التى شهدت اتساعاً غير مسبوق منذ وصول الرئيس عمر البشير إلى الحكم, وأصيب عدد كبير منهم بالرصاص فى الرأس والصدر، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين فى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة عن اعتقال 700 شخص من الكوادر النشطة خلال الأيام الماضية.

وقال البشير فى أول تصريح له منذ اندلاع التظاهرات فى 23 من سبتمبر الماضى, إن "الإجراءات الاقتصادية الأخيرة التى دفعت آلافاً من السودانيين إلى التظاهر احتجاجاً على قرار رفع الدعم عن الوقود جاءت لتفادى انهيار الاقتصاد بعد زيادة التضخم واختلال سعر الصرف، حيث تأثر الاقتصاد سلباً عقب انفصال الجنوب وخروج البترول من الموازنة".

وفى سياق متصل, شرعت قيادة حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان فى خطوات عملية لمحاسبة الموقعين على "مذكرة الإصلاحيين" من داخل الحزب، الذين أعلنوا فيها رفضهم لاستخدام العنف ضد المتظاهرين, حيث أفادت مصادر بأن الرئيس السودانى، عمر البشير، أمر بتشكيل لجنة برئاسة رئيس البرلمان للتحقيق مع أعضاء الحزب الحاكم الذين انتقدوا الإجراءات الاقتصادية الأخيرة لحكومته والعنف الذى ووجهت به الاحتجاجات.

واعتبر ناشطون أن الهدوء فى الاحتجاجات الآن يهدف إلى إعادة ترتيب صفوف المحتجين والناشطين، عقب حملات القتل والترويع والاعتقالات الواسعة التى واجهت المظاهرات السلمية.

وكانت المظاهرات المعارضة للرئيس السودانى عمر البشير قد تجددت الجمعة الماضى، فى عدة أحياء من العاصمة الخرطوم، حيث أعلن العديد من النشطاء السودانيين أنها "جمعة الحرية", واستخدمت الشرطة فيها الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين، الذين خرجوا من مسجد عبد الرحمن المهدى، فى منطقة أمدرمان، ولم تقتصر هذه الاحتجاجات على الخرطوم فقط، حيث خرجت مسيرات فى مدن بورتسودان شرقى البلاد طالبت برحيل البشير.

كما شهد حى شمبات بمدينة الخرطوم بحرى، خروج تظاهرة شارك فيها المئات, وشهدت مدينة ود مدنى وسط السودان هى الأخرى تظاهرات مماثلة، طالبت بإسقاط النظام, ومن جانب آخر تظاهر العشرات من سكان منطقة بُرى شرقى الخرطوم عقب صلاة الجمعة، ورددوا شعارات مطالبة بإسقاط الرئيس البشير، وسط انتشار أمنى كثيف, وتحدث ناشطون عن اعتقالات طاولت عدداً من المحتجين فى المظاهرات.

كذلك نظم عدد من السودانيين وقفة احجاجية بالقاهرة وتجمع العشرات أمام السفارة السودانية بالدقى مرددين هتافات تطالب برحيل البشير، ودعوا إلى وقفة احتجاجية ظهر الخميس المقبل أمام جامعة الدول العربية ترفع نفس المطلب.

وقال عبده حماد محلل سياسى ومنسق بالمسار الثالث بالقاهرة, فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "هدفنا الرئيسى من هذه الوقفات هو مساندة ودعم الثورة الشعبية فى الداخل لأن هناك تعتيماً إعلامياً لما يدور هناك, لأن النظام والسلطات الأمنية أغلقت كل القنوات الحرة الموجودة فى الداخل ومنعت بعض الصحف السودانية من الصدور، وهناك كثير من الإعلاميين الوطنيين أعلنوا تضامنهم مع الثورة الشعبية ورفضوا أن يمارسوا مهنة الصحافة فى الصحف التى انصاع رؤساء تحريرها إلى ما يطلبه النظام من ترهيب وترغيب وهؤلاء الإعلاميين لديهم شبكة الصحفيين وهم الآن يحاولوا أن يكونوا لصيقين بمجريات الأحداث ويعكسوا ما يدور فى الداخل للإعلام الإقليمى والدولى الحر".

ويرى حماد أن الجبهة الثورية تتحدث الآن بشكل أكثر من المسئولية والتقدير وتدعو جماهيرها للنزول إلى الشارع والانضمام إلى ركب الثورة, ونفى أن تستخدم الجبهة الثورية السلاح, مؤكداً أنهم لم يشيروا إلى ذلك مطلقاً.

وأضاف حماد أن هناك مشاورات جارية مع كل الأحزاب والحركات والقوى السياسية فى الداخل والخارج, ويتوقع أن تشهد الأيام القادمة "ميلاداً جديداً لقسم ممثل للشعب السودانى", ولا يتوقع أن يكون هناك عنف بعد سقوط النظام سواء من الجبهة الثورية أو القوى المدنية, ويؤكد أن الجميع الآن يدرس مرحلة ما بعد سقوط البشير.

وكشف حماد عن بوادر أزمة فى التنظيم الداخلى لحزب البشير فيما يتعلق بمذكرة الإصلاحيين التى وقع عليها 31 من قيادات حزب المؤتمر الوطنى ربما تقود إلى عنف بينهم، مؤكداً أنه قريباً جداً سيشهد السودان ميلاداً لفصيل جديد يتولى قيادة المرحلة القادمة بمسئولية كاملة تماماً.

وأشار إلى وجود حراك جماهيرى حقيقى شعبى فى القاهرة وسيعلن خلال الأيام القادمة فى مؤتمر صحفى عن تشكيل تكتل سياسى سودانى معارض بجمهورية مصر العربية واختتم كلامه قائلاً: "إن المسار الثالث هو حراك شعبى جماهيرى ولد فى كل دول المهجر, وفى الداخل قسم شبابى يوعى الشعب بدوره للثورة وخروج الشباب لتغيير النظام ويرى حماد أن تجارب الربيع العربى لن تتكرر فى السودان".

وعن الهدوء الحذر الذى تشهده العاصمة السودانية الخرطوم قال الناشط السياسى أحمد عصام من حركة "ابينا" فى القاهرة، إن تاريخ الثورات السودانية السابقة كله لا يقول إن التغيير فى السودان يحدث دفعة واحدة، وإنما تحدث العملية نتاجاً لتراكم طويل، وإن الانتفاضة مستمرة وما تشهده المدن والأحياء من هدوء ما هو إلا هدوء يسبق العاصفة.

وإن الهدوء الحالى هو هدوء لترتيب الأوضاع، عقب حملة الترهيب والترويع الكبيرة التى نفذتها السلطات الأمنية ضد المواطنين، وأضاف أن العدد الكبير من القتلى والاعتقالات الواسعة التى شهدتها البلاد، أصابت السخط الشعبى بشلل جزئى، لكن الجماهير ستعاود نشاطها فور إعادة ترتيب صفوفها، وقال على الرغم من «اليوم الهادئ» الذى عاشته الخرطوم أمس، فإن المدينة تكاد تتحول إلى "مظاهرة كبيرة" دون أى خوف نتيجة لسخط المواطنون من النظام الحاكم وغضبهم من الأوضاع المعيشية القاسية.

وأوضح عصام أن الدم الذى أهدر فى شوارع البلاد لن يروح هدراً، وأن أسر الضحايا والمعتقلين والناشطين لن يسكتوا عنه حتى إسقاط نظام الحكم.

وأشار إلى أن الاستعدادات الأمنية ظلت متواصلة منذ أكثر من عشرة أيام، وما زالت قوات كبيرة من الشرطة والأمن تتجول فى أنحاء العاصمة، وتحرس المناطق الاستراتيجية.

وكان وزير الداخلية إبراهيم حامد، قد أعلن فى مؤتمر صحفى مع وزير الإعلام ووالى الخرطوم الأسبوع الماضى، أن الشرطة لم تستخدم الذخيرة الحية ضد المحتجين الذين هاجموا أكثر من 40 محطة وقود و13 حافلة وعدة مبان حكومية، وأضاف أن هناك دلائل تشير إلى اتصالات بين الجبهة الثورية وبعض العناصر فى الداخل، كذلك كشف حامد عن تورط متمردين من مناطق أخرى بالسودان فى أعمال العنف الأخيرة التى استهدفت أقسام الشرطة، مؤكدًا إطلاق سراح بعض المتهمين لعدم كفاية الأدلة، ومن جهته اتهم وزير الإعلام قناة "العربية" بأنها تبنت خطة إعلامية عدائية تثير الفتنة فى البلاد.

وفى سياق متصل صرح حزب المؤتمر الوطنى بولاية الخرطوم، إن هناك تقارير تشير إلى تورط عناصر من الجبهة الثورية فى عمليات التخريب والعنف المفرط، التى صاحبت الاحتجاجات على رفع الدعم الحكومى عن المحروقات، الأسبوع الماضى فى ولاية الخرطوم.

وأنهى وزير الخارجية القطرى، خالد محمد العطية زيارة غير معلنة وخاطفة إلى العاصمة السودانية الخرطوم السبت، وسط تكتم إعلامى كبير، ولم تتجاوز هذه الزيارة الساعتين التقى خلالها بالرئيس عمر حسن البشير، وحسب وكالة السودان للأنباء "سونا " فإن الرئيس بحث مع ضيفه القطرى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تطوير العلاقة التى وصفتها الوكالة الرسمية بـ"الوطيدة".

وسبق أن قدمت قطر العام الماضى مبلغ مليارى دولار أمريكى وديعةً لبنك السودان المركزى، وذكرت تقارير صحفية، موافقة دولة قطر على تقديم مليار دولار (كوديعة ثانية) لبنك السودان المركزى لدعم خطوات الإصلاح الاقتصادى وسد عجز ميزان المدفوعات.

وكانت وزارة الخارجية السودانية, قد نفت صحة التقارير والتعليقات الواردة فى الصحف ومواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية، التى تحدثت عن وجود صلة للمملكة العربية السعودية بالاحتجاجات الأخيرة فى السودان، ورفض دول الخليج استقبال وزير الخارجية السودانى على كرتى.

وأعلنت فى بيان لها، رفضها لأى محاولة للإساءة لعلاقات السودان بكل دول الخليج مهما كانت دوافعها وإساءتها، وأكدت حرصها على تطوير هذه العلاقات.. وقالت وزارة الخارجية إن علاقات السودان والخليج تسندها روابط الأخوة والعقيدة والثقافة والرؤى المشتركة والصلات الشعبية العميقة، وقد عبر عن ذلك الدعم المستمر من دول الخليج للسودان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة