طه الطحان يكتب: نجاح منقطع النظير

الإثنين، 07 أكتوبر 2013 09:08 ص
طه الطحان يكتب: نجاح منقطع النظير صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن هناك شيئين أساسيين يجب أن يفطن لهما قادة الحركات السياسية الجديدة وأصحاب الدعوة وأولها الحرص على استمرار عملية التبليغ والإقناع، وثانيها النظر بحكمة فى الموقف الذى يتخذ من الخصم.
إن أى دعوة من الدعوات إذا لم تستطع تأمين عملية استمرار التبليغ والإقناع تجمد، ثم تنحصر ثم تموت، وأى دعوة من الدعوات لا تتخذ الموقف المناسب من الخصم ,تضرب ضربة ساحقة ثم تزول ,ولنضرب على هذا مثالا :
إن أبناء الشعب الهندى عندما أرادوا تحرير بلادهم من الإنجليز، اختاروا لنفسهم طريق اللاعنف فى العمل. ومعناه عندهم أن لا يجابه الإنسان القوة الظالمة بالعنف بل يتحمل ظلمها بصبر حتى تتغير هى عواطفها، وترتدع عن غيها، وفائدة هذا الطريق أنه يكسب صاحبه عطف الناس وعطف الرأى العام خاصة عندما يكون على حق، وقد نجح الهنود فى تحرير بلادهم ولم يكلفهم هذا الطريق ضحايا كثيرة. ولو أنهم سلكوا غير هذا الطريق لما استطاعوا وقتذاك أن يصمدوا أمام قوة بريطانيا فيكونون قد خسروا كثيرا وفشلوا أخيرا.
وأنت عندما تدرس هذين الجانبين فى العمل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نجح فيهما نجاحا منقطع النظير، فرغم وقوف الجزيرة العربية كلها ضده، ورغم العداء الذى لاقاه، ورغم كل شىء فإن عملية التبليغ لم تنقطع لحظة من اللحظات، ولعل أهم نقطة تلمحها أثناء عرض الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته ع القبائل، هى إصراره على قضية حماية الدعوة، واستمرارها وتأديتها، ولقد تجاوز الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما من المجابهة للمشركين، دون انقطاع عن العمل، مما يدل على مقدار نجاحه فى هذا الموضوع.

وأما بالنسبة للأمر الثانى فأنت تلاحظ حكمة مواقفه تجاه العدو فهو فى مكة: يصبر ويأمر أتباعه بالصبر، ولو فعل غير هذا لخسر أتباعه قتلا. ولشغل بذلك فى قضايا الثأر. ولما أمكنه أن يتابع عملة التبليغ، وكسب بهذه الخطة كثيرا من القلوب. فإذا ما انتقل إلى المدينة رأيت تجدد مواقفه على حسب الظروف الجديدة من معاهدة، إلى سلام، إلى حرب، إلى ضربة هنا ووثبة هناك، ولكن هذا كله لم يؤثر بتاتا على عملية تبليغ الحق وإقناع الناس بها، على كل مستوى وبكل وسيلة ملائمة. وهذا يجعلنا نقف على باب رسول الله متأدبيين لنتعلم الدعوة والاستيعاب فهل يفهم الكل ذلك؟







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة