ذكرى نصر أكتوبر فى 2073.. الرصاصة لن تكون «فى جيبى»

الإثنين، 07 أكتوبر 2013 09:24 ص
ذكرى نصر أكتوبر فى 2073.. الرصاصة لن تكون «فى جيبى» صورة أرشيفية
تحليل يكتبه:وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن اليومى..
نحن الآن يوم السادس من أكتوبر عام 2073..
تخيل معى هذه اللحظة، نحن فى هذا اليوم نحتفل بالذكرى المائة على اندلاع حرب أكتوبر عام 1973، نجلس الآن فى بهو هذه الأسرة المكونة من الجد، أحمد، مواليد عام 2000 ويبلغ من العمر 73 عاما، والابن عمر، يبلغ من العمر 43 عاما، والحفيد، «هيثم» يبلغ من العمر 13 سنة، ويدور هذا الحوار بين الأجيال الثلاثة المختلفة كالتالى:
هيثم (الطفل الأصغر) لوالده عمر: «بابا.. إيه حرب أكتوبر دى اللى خوتونا بأفلامها كل سنة..؟

عمر (الجيل الأوسط): «معرفش يا هيثم.. عملت الهوم وورك بتاعك، ورينا كراسة المتابعة بتاعتك»؟

أحمد (الجد الأكبر): «ما أنا قلت لك يا عمر، لو عاوز تعرف حاجة عن حرب أكتوبر، عندك الأفلام، و«الدى فى دى» و«الكريتليس» – جهاز غريب من نوعه تم اختراعه عام 2050 لعرض الأفلام القديمة – يواصل الجد الأكبر: «كان فيه زمان يا هيثم، فنان كبير، اسمه محمود ياسين، الفنان العظيم دا يا حبيبى، عمل خمسة أفلام عن الحرب، مش فاكر منهم غير «الرصاصة لا تزال فى جيبى» وفاكر إنه اتصاب مرتين، واستشهد مرتين، كان فنان كبير.

هل سيكون هذا هو إرثنا للأجيال القادمة، لذكرى حرب أكتوبر، 6 أفلام فقط، كان آخرها «الطريق إلى إيلات» الذى يسخر عليه مواليد التسعينيات، بقولهم «الفنان الكبير نبيل الحلفاوى، كان بيخرم فى العسلية»، هل هذا هو ما سيتبقى من معركة عظيمة نحتفل بذكراها الأربعين اليوم، بنفس الطريقة، التى كنا نحتفل بها، عام 1980، أو عام 1990، بعرض نفس الأفلام، ربما دخلت الصحف الخاصة، فى الماراثون، وبدأت تخصص صفحات كاملة، عن الحرب، وعن أبطالها، وبدأنا ننشر روايات جديدة، لم يكن متاحا نشرها من قبل، ولكن، يبقى دائما عملنا ناقصا، فمن يعمل الآن على مشروع توثيق حقيقى لهذه المعركة العظيمة؟ من يجمع الروايات من أفواه أبطالها الذين تحدثوا لأول مرة، بعدما كانوا ممنوعين من الكلام، بسبب خلاف سياسى، أو اختيار شخصى بعدم التحدث؟

هناك العديد من المذكرات نحتاج لجمعها، وتوثيقها فى مشروع كبير، عن الحرب، نحتاج لتحديث قوائم أسماء أبطال المعركة، الأحياء منهم الآن، إعداد أفلام تسجيلية جديدة عن هؤلاء الأبطال، جمع مواد وأحاديث من أسر شهداء الحرب، والبحث عن فكرة، لإتاحة هذه المواد فى مادة فيلمية للمخرجين السينمائيين، والمنتجين، وكتبة التاريخ، والمؤرخين، لا نحتاج فقط فيلماً روائياً طويلاً، لا نحتاج متعة لمدة ساعتين داخل دور العرض، بتقنية «الثرى دى جى»، لا نبحث هنا عن فيلم يدر دخلاً ما على المنتجين، بقدر ما نبحث عن تاريخنا، نبحث عن التقاط ما تنشره الصحف عن المعركة، وتوثيق كل هذه الاجتهادات، وأداة جديدة، تحفظ لنا المعركة، بكامل تفاصيلها، بكامل أسرارها، فى جعبة واحدة.

المشكلة الحقيقية التى تواجهنا فى طريقة تعاملنا مع تاريخنا، أننا نعمد دائماً إلى «تثليجه» أى حفظه فى ثلاجات دور الوثائق، والمجمع العلمى، وغيرها من المبانى الشامخة السامقة، التى لا نكتشف ما تحويه، إلا بعد تعرضها لكارثة لقدر الله، وهى دائما حبيسة أدراج البيروقراطية السميكة، المحكمة، التى تضرب الوهن واليأس، فى قلوب أعتى الراغبين فى التعرف على تاريخهم، أو البحث والتنقيب فيه، نحن هنا نتحدث عن معركة، جرت أحداثها منذ 40 عاماً، حدث عظيم جلل، لم يشهده جيلان، مواليد عام الحرب، 1973 أنفسهم، ومواليد العقد الذى يليه، الذى يبلغ من العمر الآن فى المتوسط 35 عاما، هذا الجيل، أنجب أطفالاً بالفعل يبلغون من العمر فى المتوسط عشر سنوات، هذا الجيل، سرعان ما سيبلغ الحلم، بعد عقدين من الزمان، وقد بعدت المسافة الزمنية بينه وبين الحرب، وبات مهموما لمستقبله، أكثر من معركة زمنية دارت رحاها منذ 7 عقود على الأقل، هنا يدق السؤال بقوة: كيف سيحكى جيل عن معركة لم يرها أو يخضها لجيل آخر يأتى بعد 50 عاما؟





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل معروف

الشفافية مطلوبة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة