على قدر ما فى الحياة الزوجية من لحظات سعيدة، على قدر ما بها من لحظات ليست كذلك، منها المشاجرات الزوجية، ومن الطبيعى أن يختلف الآباء والأمهات ويتجادلوا من وقت لآخر حول أشياء مهمة أو تافهة، ولكن يجب ألا يتفاقم الأمر أكثر، فحينما يتخاصم الأبوان فيعلو صراخهما، ويبدآن بتبادل الاتهامات والكلمات النابية والجارحة أمام الصغار، وقد يتطور الشجار ليصل إلى اعتداء بدنى على أحد الطرفين، حينها يكون ذلك من أخطر ما يكون على الأطفال، لأنه قد يؤدى إلى اضطراب نوم الطفل، وتقل راحته، وينعكس ذلك سلبًا على أدائه المدرسى وتحصيله العلمى، ويصاب بالكآبة، ويصبح عدوانيًا فى علاقته بمحيطه، خاصة فى المدرسة وداخل الأسرة.
كما ذكرت دراسة نشرت بمجلة «دويتشى أرزيتبلات إنترناشيونال»، أن الأطفال الذكور فى ألمانيا يجدون أنفسهم وسط شجار عائلى مرة واحدة على الأقل فى الأسبوع، مما يجعل طفلا من بين ثلاثة معرضًا لخطر الإصابة بالصداع، أما الإناث فاحتمال إصابتهن قد تصل إلى 25 بالمائة، ويقول الدكتور الأمريكى باتريك ديفس فى دراسة أنجزها حول «تأثير الشجار العائلى على الأطفال» إن حضور الطفل ومشاهدته الشجار بين أبويه ينتج عنه عدم استقرار نفسى ومعاناته من أفكار سلبية، تستمر لديه مدة طويلة.
كيفية تجنب الشجار أمام الأطفال:
أولاً: يجب أن يتجنب الآباء والأمهات الشجار أمام الأطفال حتى لا يفقدوا فيهم الثقة.
كما أنه من الواجب على الآباء تجنب الكذب أمام الصغار فى حالة معاينتهم تفاصيل النزاع حتى لا يقع الطفل فى حيرة أمام موقفين متناقضين، والصحيح فى هذه الحالة هو الاعتراف بالخلاف وتقديم تفسير لما حدث، لمنح الطفل فرصة فهم الخلاف دون اتخاذه أى موقف يؤيد فيه أحدهما دون الآخر، مما يشعره بالمشاركة فى مشاكل البيت.
ثانيًا: يجب التفاهم بين الأب والأم وهوما يخلق الاستقرار والهدوء النفسى والإحساس بالأمن الروحى والدفء لدى الأطفال، لأنه كلما ساد الوئام والتفاهم فى المنزل أنتجنا جيلا واثقًا من نفسه ومبدعًا وناجحًا فى حياته بدون عقد ولا مشاكل نفسية.
ثالثاً: يجب على الأب والأم عندما يلاحظا أنهما مقبلون على شجار أو خلاف ما أن يذهبا إلى غرفتهما لمتابعة تلك الخلافات بعيداً عن الأطفال، وأن يتجنبا أيضًا الصوت العالى.
من الصعب على الأبناء فى حالة من الحالات أن يروا الأب والأم فى موقف اختلاف وعلى خلاف، ولا مفر من أن يصابوا بالإحباط مما يرونه أو يسمعونه، فالأب والأم قدوة لأبنائهما، فلابد لأن يتمسكا بالهدوء قدر استطاعتهم، لأنهم يقومون بدور الأفراد الناضجة المتعقلة بالعائلة أى أنهم قدوة، ويجب أن تكون القدوة دائمًا حسنة.
تامر السعدنى يكتب: خطورة الشجار أمام الأطفال!
الإثنين، 07 أكتوبر 2013 01:20 م