قال الناقد الدكتور السيد نجم، إن انجاز حرب أكتوبر 1973 لا يقل عن إنجاز صلاح الدين الأيوبى فى فتح بيت المقدس، مؤكداً أن العبور بدأ من يوليو 67 بعد النكسة مباشرة، وهذه الفترة اللا سلم ولا حرب وحتى آخر يوم لم نكن نتصور أننا سنحارب.
جاء ذلك فى الندوة التى نظمتها هيئة الكتاب بعنوان "6 أكتوبر وأثرها فى الأدب والثقافة"، كما أقيم معرض لكتب حرب أكتوبر على هامش الندوة بتخفيضات 40% وتستمر التخفيضات على جميع إصدارات الهيئة حتى 10 أكتوبر.
وقال الدكتور السيد نجم، إن التجربة الحربية هى تجربة الشعوب وتاريخها وعلى قدر ما فى الحرب من قسوة فهى محاور ارتكاز الشعوب من أول اختراع العجلة الحربية وأحمس حتى حرب 1973 وهذه الحرب تحديا هى تجربة محورية فى تاريخ مصر المعاصر وهذه المعركة كانت ذروة انجاز كبير لمصر والعالم العربى.
وعن أثر هذه الحرب، قال نجم بدأ أثرها اعتبارا من النكسة ففى الشعر مثلا مع نكسة 1967 كانت نكسة الشعر العربى ومن كتب بقدر كبير من الألم إلى حد جلد الذات وقرأ نجم لنزار قبانى " متى يعلنون وفاة العرب"، وبها قدر كبير جدا من التشاؤم، الظاهرة التى لاحظتها وفجرها لدى عنوان الندوة أن تجربة ولاد الأرض، مرحلة الصدمة والصمود والتنحى واللا سلم واللا حرب والانتصار والعسكرى الذى استشهد، والشيخ إمام ونجم والأبنودى وسيد حجاب وصلت من خلال كل ذلك لنتيجة أن شاعر العامية تصدر المشهد الشعرى منذ 1967 وشعراء العامية المصرية هم على رأس شعراء مصر الآن وأعتقد أن هذا لم يتأتى إلا بعد تجربة 1967.
وروى نجم عن تجربة شعرية لجندى قبل ساعات من استشهاده وتأتى أهميتها من خلال مقارنتها لجندى إسرائيلى كتب قصيدة بالعبرى أثناء حصار المصريين للنقاط الحصينة لخط بارليف والملاحظ فى الأدب العبرى الذى كتب عن 1973 لم يذكر فيه كلمة الهزيمة ويذكر بدلها التقصير او الزلزال إلا فى هذه القصيدة.
وعن الرواية قال نجم: انعكس حكى العساكر فى الوحدة العسكرية على الرواية بشكل كبير مثل روايات "الحصر"، "عودة الجندى"، "تجربة الموت والاستشهاد"، "نوبة رجوع"، "البطولة" وغيرها.. والناس تتصور ان الكتابة عن 1973 يجب ان تكون عن الجنود وإنما الكتابة عن البلد نفسها من الداخل فى هذه الفترات هى أدب حرب وليس هو ضرب الرصاص فقط. والنقطة التى توقفت عندها أيضا فى الرواية هى ظاهرة لم تظهر إلا بعد 1967 وهى رواية الجاسوسية، ونمط آخر هو فن اليوميات وهو من الفنون النثرية وفن اليوميات لم يعرف فى العربية إلا على يد أسامة بن المنقذ وزير صلاح الدين الايوبى ولكن فى العصر الحديث لم تنشط كثيراً إلا أنه راج بعد 1967 و1973 وتقدمته مذكرات قادة العسكرية المصرية.
وقال الناقد شعبان يوسف لابد، إن نجعل هذا العيد علامة للمصريين فقد ارتفعت فيه مشاعر المصريين إلى عنان السماء بعد عناء سنوات طويلة واستطاعت الإرادة المصرية بجيشها وشعبها أن تحتشد فى هذا اليوم العظيم، ولابد أن نذكر فضل كل من شاركوا فى هذه الحروب حتى حسنى مبارك فالعالم كله يشهد بخطة القوات الجوية.
وأضاف شعبان: لم يشارك القادة فقط وإنما شارك فيها الشعب المصرى كله، وحرب أكتوبر تدرس فى العالم، وعن تجسيد حرب أكتوبر قال شعبان: فى الأدب والثقافة والدراما فربما السينما لم تجسد لهذه الحرب جيدا وبعد حرب أكتوبر مباشرة كتبت كتابات كثيرة جدا منها لفؤاد دوارة مسرحية العبور، وحكايات الغريب لجمال الغيطانى بعدها بسنتين وغيرها وكتابات للسيد نجم ويوسف القعيد وأغنية على الممر، وجميع الكتابات هى تمجيد لحرب أكتوبر والإشادة بها، الجيش المصرى العظيم المكون من أبناء المصريين فالجيش هو الشعب ذاته فهم أبناء الفلاحين والموظفين وأفراد الشعب المصرى، والجيش المصرى اليوم هو رمز المصريين.