لا أجد كلمات تُوفى هولاء الأبطال حقهم فى يوم السادس من أكتوبر ولا أجد عبارات تعبر عن هذا اليوم إلا عبارة الرئيس الراحل " أنور السادات " حينما قال، "ربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه"
الذين خرجوا فى ليل امتد قرابة الست سنوات حاملين فى أيديهم مشاعل الكرامة والعزة غير أبهين بالموت خرجوا لكى يحضروا النهار خرجوا ليس لديهم إلا خياران أما أن يستشهدن أو أن يحققوا النصر حتى يرفعوا رؤوسهم ورؤوس أولادهم وأحفادهم من بعد لقد خرجوا، والكل يعتريه إلياس بأن المعركة قد أصبحت مستحيلة بأننا سوف نعيش أبدا الدهر وقطعة من أرضنا محتلة، ولكن كانوا هم فقط من لديهم الأمل من امتلات نفوسهم بالقوة لتحقيق هذا النصر كانوا هم على ثقة فى قدراتهم على تحقيق هذا النصر، هذا النصر الذى نتباهى به اليوم ونحتفل به كلفنا الكثير من رجال وطنيين مؤمنين بوطنه وبكرامته وبحريته وكانوا فى سبيل هذا على استعدادا لبذل أرواحهم فداء لحرية وكرامة وطنهم.
ولا أحب أن أطيل فى الثناء عليهم فمهما كتبت من كلمات لن توفيهم حقهم فاى كلمات توفى حق رجال كانت أرواحهم بالنسبة لهم ثمنا صغيرا يدفعونه مقابل أن يعيش بنى وطنهم مرفوعى الرأس ولا أجد من سبيل لأن نوفيهم بعض من حقهم إلا بأن تكون كلمة الزعيم الراحل "أنور السادات " الذى اختار له ربه أن يرحل عنا فى يوم نصره وكأن القدر الذى حرمه من الاستشهاد فى الميدان يوم السادس من أكتوبر سنة 1973 كان يخبئ له أن سوف يستشهد فى نفس اليوم الذى عبر فيه رجالنا الطريق بين اليأس والأمل ولكن بعد 8 سنوات، وكأن القدر يقول له إنك يجب أن تستشهد فى يوم نصرك.
ونعود لكلمة الرئيس الراحل السادات الخالدة هذه الكلمة لم تكن كلمات يملاها الفخر والزهو بل كانت دستورا لنا كان يرسم لنا كيف نربى أولادنا على الافتخار بهذا اليوم كيف نزرع فيهم شجرة الوطنية التى يجب أن تسقى بالانتماء لهذا البلد لقد رسم لنا الطريق وأعطانا الخيط الذى نبدأ فيه مع أولادنا، وأنى أتعجب كيف أن أمريكا تقوم بعمل رحلات مدرسية لطلابها إلى البيت الأبيض لكى يشاهدوا عن قرب رؤساءهم السابقين كيف يغرسون فيهم الشعور بالانتماء لهذه الدولة، ونحن ترك لنا الرئيس الراحل الوصفة السحرية التى نزرع بها فى أولادنا الوطنية والانتماء ونهمل هذه الوصفة كيف أن قواتنا المسلحة لا تقوم بعمل رحلات لأولادنا فى المدارس إلى المتحف الحربى لكى يشاهدوا عن قرب صورا لأبطال نسيناهم، كيف أن قواتنا المسلحة لا تقوم بعمل رحلات لأولادنا لمعسكرات الجيش ليروا عن قرب رجالنا وما يعانوه من مصاعب لكى يحموا هذا الوطن إنى أهمس فى آذانهم أن يتلقفوا هولاء البراعم ويربوهم فى مدرسة الوطنية الأولى فى مصر وهى القوات المسلحة أن يحكوا لهم عن الحرب وويلاتها وكيف ذاق رجالنا الويل وهزموا الصعاب فمن منا يعرف معركة رأس العش هذه المعركة التى حافظت على انتصارنا فى هذا اليوم ومعارك كثيرة مشابة يجب أن يتلقف الجيش هولاء البراعم حتى يربيهم على حب بلدهم والانتماء لها والفخر بقواتها المسلحة.
تحيه لأبطالنا فى هذا اليوم تحية صادقة من قلب محبا لهذا البلد.
