وفاء التلاوى تكتب: رداء الفقر

السبت، 05 أكتوبر 2013 08:12 ص
 وفاء التلاوى تكتب: رداء الفقر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الوطن يتعرض لتهديد كبير وخطير يهدد الغالبية العظمى منه، فقد ارتفعت نسبة الفقر وعجز الغالبية من الشعب على تلبية احتياجاتهم الأساسية بصورة دائمة، فهناك من ينامون الآن بدون غطاء ولا عشاء توفيرا للمصروفات والمحافظة على ما تبقى لديهم من مالٍ لباقى الشهر الطويل على أغلب الناس الآن.

وعلينا أن نتعلم من دروس الماضى، وأن تضع الحكومة خطة اقتصادية عاجلة تتقدم بمصر إلى الأمام فى وقت سريع فلدينا كل الخبرات العديدة التى تؤهلنا، لذلك بأمر الله من رجال صالحين أكفاء مؤتمنين ويراعون حق الله وحق الوطن والشعب وهم كثيرون والحمد لله.

وإنى لأرى اليوم أولى خطوات جادة على طريق صلاح مصر تبشر بالخير، ومنها القضاء على الفقر وردائه، وذلك بوضع تسعيرة موحدة للخضروات والفاكهة وقمع لجشع التجار الفاسدين غير الراضين بالمكسب القليل والحلال الذى يرضى الله والرسول للحصول على المكاسب الدنيوية المرتفعة والسريعة واستغلال حاجة الناس للطعام غير عابئين بمدى فقرهم الشديد ومدى آلامهم وعذابهم وجوعهم وحاجتهم للطعام ليطعموا صغارهم وأولادهم، وسوف يحاسبهم الله حسابا عسيرا فالله عادل لا يحب الظلم.

فعلينا جميعا وعلى كل تجار مصر وشعبها أن يساهموا ولو بقليل من مكسبهم فى سبيل أن ترفع مصر رايتها وانتصارها على أكبر عدو لها وهو الفقر والقضاء على الم الجوع والحرمان والمرض، وأن نواجه هذا العدو بكل الطرق الصحيحة وأن نحرص على أداء الزكاة وعدم البخل بها، وأقترح أن تنشئ الحكومة بيتا لزكاة المال كما كان بالماضى، فالمسلمون حريصون على أداء الزكاة عن طيب خاطر فهى مُطهرة لأموالهم وهم يؤدونها بحب لها، وممكن أن تخصم من الضرائب التى عليهم تشجيعا لهم، وبذلك لن يتهربوا من أدائها فالزكاة فريضة على كل مسلم ومسلمة وهو ركن أساسى من أركان الإسلام لا يتم إسلام المرء إلا به، والزكاة علاج أكيد للفقر فهى تحقق التكافؤ الاجتماعى وهكذا نرفع من مستوى الفقراء والمساكين.

فلولا وجود الفقر وما ينتج عنه من الجهل والمرض والتخلف والضياع ما اتجه شبابنا إلى بيع وطنهم أملين أن يحسنوا من وضعهم المادى والاجتماعى، ولكى يحققوا أمالهم وأحلامهم المحطمة، فيلجأوا إلى عدو لهم لعلهم يجدون عنده مأربهم ويحصلون على الغنى السريع لهم هذا من وجهة نظرهم، فإن وطنهم قد أهملهم ولم يعمل على تحقيق ولو جزء بسيط من أمالهم ولم يلتفت لعذابهم ومعاناتهم.

ولقد كان مجتمعنا هو من قصر فى حقهم فلا نلومن إلا أنفسنا، ولكنهم لم يتوقعوا أن تكون النتيجة لعملهم هذا هى دمار وطنهم وخراب أرضهم وأن يصبحوا هم بلا وطن وبلا ارض يعيشون عليها، فقد استغل عدوهم فقرهم الشديد وهو نقطة ضعفهم واحتياجهم للمال وإهمال حكومتهم لهم وعدم اهتمامها بهم ولا بآمالهم وأحلامهم، فضاعوا وتاهوا عن الوطن، فإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية أو عنوان.

وجاء اليوم الذى نعمل فيه جميعا على استردادهم وضمهم لأرض الوطن الغالى علينا جميعا، وأن نوجد لهم فرص للعمل الشريف الذى يحفظ عليهم كرامتهم بما يتناسب مع مؤهلاتهم فلا يعقل أن يعمل طبيب كعامل نظافة بمطعم مثلا والأمثلة كثيرة على ذلك، ولقد عانى شعبنا الكثير والكثير خلال الحكمين الماضيين، وأقصد حكم الرئيس مبارك، وحكم الرئيس محمد مرسى، ونأمل أن يتحسن الحال وتنصلح الأحوال وتدار البلاد على أكمل وجه فى الفترة المقبلة إن شاء الله، وكما يريد ويتمنى الشعب المصرى الصامد الذى عرف العالم اجمع من هو الشعب المصرى وما زال يواصل كفاحه وانتصاراته ليغير الصورة السيئة التى أعطيت للعالم كله عن مصر وعن الإسلام خاصة.

وعلينا جميعا كمصرين أن نعقد العزم على التخلص من رداء الفقر الذى يريد الغرب أن نظل به موصومين، فعلينا التخلص منه بكل الطرق المتاحة لنا والصحيحة وأن يراعى كل منا الآخر ويسارع فى تقديم يد العون والمساعدة للغير، وأن نتقى الله فى كل أعمالنا كى لا نغضب الله علينا قال تعالى (لو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) 96 الأعراف، ولا يعاجل الله القرى بإهلاكها إذا كان فيها دعاة صالحون لهم تأثيرهم فى المجتمع ولهم كلمتهم المسموعة وما نحن فيه الآن من (ضنك العيش) يرجع معظمه إلى كثرة معاصينا والى تكاسلنا وقعودنا عن العمل الصالح والنافع، فالأمم التى يظلم فيها الظالمون ويفسد فيها المفسدون ولا ينهض فيها من يدفع هذا الظلم والفساد أو يكون فيها من يستنكر الفساد، ولكنه لا يبلغ أن يؤثر فى الواقع الفاسد لضعف الدعاة إلى الله أو قلتهم فإن سنة الله تحق عليهم، فالله تعالى لا يهلك القرى إذا كان للمصلحين من أهلها قدرة يصدون بها الظلم والفساد، والظلم هنا معناه هو عصيان الله تعالى بترك أوامره وفعل ما نهى عنه.

وأقول لمن وسع الله عليه رزقه فليوسع على نفسه ومن تلزمه نفقته باعتدال بعيدا عن الإسراف والتقتير أى البخل لقوله تعالى (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) 67 الفرقان، وكما يوسع الإنسان على نفسه فليوسع على غيره من الفقراء والمساكين فى صدقته وزكاته ولا يبخل بها ويحتفظ لأهله ممن تلزمه نفقتهم من زوجة وأولاد وغيرهم ما يكفيهم قبل أن يتصدق فلا يتصدق ويمد يده يطلب الصدقة من الناس أو يترك أهله يشكون الجوع والحاجة (قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول ).

وأقول لكل إنسان أعطاه الله مالا ولا يتصدق منه ولا يزكى فهو بذلك يساعد على انتشار الفقر والفساد والظلم والدمار والخراب ولو انه ساعد من كان فقيرا من أهله أو ساعد كل ممن حوله، فلن نجد أحدا فقيرا أبدا، ولن نجد من يقتلنا أو يسرقنا ليطعم نفسه أو ليطعم أهله الفقراء، وعندها سيسود العدل البلاد وسيعم الخير وينتشر الرخاء فالله عادل لا يحب الظلم وهو مقسم الأرزاق فلا حيلة لنا فى الرزق فهو من عند الله والله يرزق من يشاء ويقدر، وله الحكمة فى ذلك.

أدعو الله أن يبعد شبح الجوع والفقر عن مصر وشعب مصر وجميع البلدان العربية، فالفقراء وصمة عار على جبين الأغنياء..
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه إنه سميع قريب مجيب الدعاء..






مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محمود المالح

الفقر نقمة

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين فؤاد

الإحساس

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين فؤاد

الإحساس

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء التلاوي

الي أ / الفاضل أحمد محمود المالح صاحب التعليق الأول .

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء التلاوي

شكر وتقدير للأستاذ الفاضل / حسين فؤاد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة