أدان المرشد السياحى وكاتب المصريات المعروف بسام الشماع، ما تكرر مؤخرا من وقائع بيع للآثار المصرية القديمة فى صالات المزادات المختلفة، لافتا إلى أنه على الرغم من الجهود التى تبذلها وزارة الدولة لشئون الآثار لوقف بيع القطع الأثرية إلا أن تلك القضية المهمة تحتاج إلى تكثيف الجهود وتضافرها لضمان الحفاظ على آثارنا المصرية ووقف نزيف سرقتها وتهريبها.
وقال الشماع –اليوم السبت – إنه خلال لقائه مع الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، مؤخرا طالب بضرورة انسحاب مصر من اتفاقية اليونسكو التى اعتمدها المؤتمر العام خلال دورته ال16 فى باريس بتاريخ 14 نوفمبر 1970 وهى اتفاقية بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطريقة غير مشروعة والتى انضمت اليها مصر عام 1973 بقرار جمهورى من الرئيس الراحل أنور السادات.
وأضاف أنه "نظرا لان مثل تلك الاتفاقيات مكبلة بالسياسة الخارجية للدول فيجب على مصر بقيمتها الدولية الهامة تعديل تلك الاتفاقية بإضافة مادة تضمن الحفاظ على الاثار المصرية واسترجاعها، واصفا تلك الاتفاقية بالمجحفة لوجود مادة ظالمة بها هى المادة رقم 4 والتى تعتمد عليه فى أغلب الأحيان كل صالة وتجار الاثار فى العالم.
وأوضح الشماع أن تلك المادة تنص فيما معناه على أن الدول الأطراف فى هذه الاتفاقية تعترف بأن الممتلكات الثقافية المهداه أو المشترى بطريقة قانونية بموافقة السلطات المختصة فى البلد الأصلى لهذه الممتلكات جزء من التراث الثقافى لكل دولة، لافتا إلى أن تلك الدول تعتبر جميع القطع الاثرية المصرية الموجودة بها جزء من تراثها وذلك لانها حصلت عليها قبل التوقيع على الإتفاقية أى قبل عام 1970.
وأشار إلى أنه سلم وزير الآثار ملفا كاملا موثقا بالصور عن صالات المزادات المختلفة ومواقع الانترنت والمحال التى تبيع الآثار المصرية القديمة بكل أنماطها والتى تعلن فى بعض الأحيان عن خدمة توصيل الأثر " دليفرى " ومنها على سبيل المثال صالة " إنشنت ريسورس " لصاحبها جبريل فاندرفورت فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية والذى يبيع فيه آثار من مختلف الحقب التاريخية المصرية وغيرها والأثمان مذكورة تحت صورة الاثر بل انه يذكر وبوضوح رقم هاتفه وعنوانه ومقطع لفيديو يؤكد أن كل الاثار الموجودة لديه دخلت الولايات المتحدة بطريقة قانونية إلى جانب أنه يعطى شهادة ضمان مدى الحياة مع الأثر المباع.
وقال الشماع إنه "من بين تلك المحال التى تبيع الآثار المصرية محل " بيدون " فى القدس المحتلة والذى يبيع أكثر من 37 قطعة آثار مصرية قديمة تحت مظلة هيئة الأثار الاسرائيلية، مطالبا بضرورة تحرك سفرائنا فى الخارج عن طريق اتصالهم بصالة المزادات وتحرك شرطة الانترنت بالتعاون مع الانتربول لفك غموض هذه المواقع المريبة التى تبيع اثارنا بدون اى حق او شرط.
وشدد على ضرورة ملاحقة صالات المزادات والمتاحف العالمية قضائيا عبر المحكمة الدولية لاستعادة اثارنا المنهوبة بل والمعروضة فى متاحف العالم، ووقف عمل أية بعثة تنقيب أجنبية فى مصر فى حالة اذ ما رفضت بلد تلك البعثة عودة آثار نطلبها منهم، مشيرا إلى أنها تعد وسيلة ظغط مشروعة ولدينا فى المقابل علماء ومنقبين مصريين على اعلى مستوى.
وأشار الشماع إلى إمكانية تسويق فكرة الحقوق المصرية للممتلكات التاريخية عالميا عن طريق إطلاق حملة دعائية عالمية كبيرة نطالب فيها العالم بالوقوف بجانبنا فى طلبنا فى استعادة آثارنا، وإنتاج عدد من الأفلام التسجيلية بلغات العالم المختلفة لتفهيم العالم كيف خرجت هذه الآثار بطرق ملتوية وفضح مافيا الاثار التى تتاجر بحضارتنا.
ودعا الحكومة المصرية إلى دعم حملته " الخمسة الكبار " التى اطلقها على الفيس بوك والتى تم فيها تجميع أكثر من 20 ألف اسم من الشعب المصرى لاسترداد 5 قطع هى "رأس نفرت إيتي" والموجودة حاليا بمتحف برلين بألمانيا، وتمثال المهندس الذى بنى الهرم الأكبر "حم ايونو" والذى يعرض بمتحف هيسهايم بألمانيا، وأقدم رداء كتانى فى العالم صنعه المصريون القدماء ويعرض بمتحف بيترى بلندن، وأقدم خريطة فى العالم رسمت فى مصر لمنطقة المحاجر بوادى الحمامات وتعرض بمتحف تورين بايطاليا، وعملة لكليوباترا السابعة، وتعرض بالمتحف البريطانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة