الفتنة والقوة عنوان قد يكون مستغرب لظرف هام تمر به مصر هذه الأيام، فما قصدته هنا من كلماتي هذه هو كيفية البحث عن الأسلوب الأمثل لإدارة الوطن في وقت الفتن فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن صح عنه) قوله (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) واستوقفنى ما تذكرته من مقولة هامة لمواصفات الحاكم الجيد، حيث يجب أن يكون (قوى فى غير غلظة ولين فى غير ضعف) وإن كنت اتفق مع المقولة إلا أن هذا التوصيف للحاكم قد يناسب الظروف الطبيعية المعتادة فى أى دولة.
ولكن عندما تمر الدولة أو الوطن بظرف استثنائى مثل مراحل الفتن فيجب أن تساس تلك الدولة بطرق أخرى أقرب ( للقوة )، وهنا وجب أن نذكر ونعرج على بعض المواقف التاريخية التى أثرت فى التاريخ ومنها على سبيل المثال موقف أبو بكر الصديق (رضى الله عنه) وهو من هو فقد اشتهر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكل صفات الرحمة والنبل والتعاطف وغيرها من الصفات التى قلما توافرت في شخص واحد، وذكر لنا التاريخ مواقفه بداية من أسرى بدر وميل رسول الله (صلى) لرأى ابو بكر وذلك بخلاف رأى عمر (رضى الله عنه) الصارم فى هذا الأمر بقتلهم وغيرها من المواقف.
ولكن عندما تولى أبو بكر خلافة رسول الله وحدثت الردة والفتنة رأينا أبى بكر الصديق بشخصية مختلفة فيها من القوة والحزم ما أرسى الله به دعائم الدولة الإسلامية، وشاهدنا الموقف العكسى ما بين أبو بكر وعمر بن الخطاب فى قضية منع الزكاة حيث مال عمر رضي الله عنه للحلول الوسط للمرور من الفتنة بعد استفحالها إلا أن موقف أبو بكر الصديق اتسم بالقوة حيث قال (والله لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه) ليثبت أبو بكر رضي الله عنه أن هناك إدارة مختلفة لأوقات الفتن وهناك مثال آخر ذكره التاريخ عن شخصية هامة فى التاريخ الإسلامى دار حولها الكثير والكثير من الجدل ألا وهو (الحجاج بن يوسف الثقفى) فقد جاء هذا الرجل في عهد الخليفة الأموى (عبدالملك بن مروان) وجميعنا يعلم أن هذا التوقيت كان من أهم توقيتات الفتن فكانت الأمة عامة تقارب من حالة التفكك والانقسام بجميع أشكاله من مذهبى إلى عرقى وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع شخصية الحجاج بن يوسف الثقفى، وما صنعه وما وصفه الناس فى حينه، وكذلك علماء وقته من ظلمه إلا أن هذا الرجل بما اتسم به من قوة اسس دولة لعبد الملك بن مروان أثرت الفتوحات الإسلامية وفى عهد الدولة الأموية اتسعت الدولة الإسلامية من الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا وهنا قد يتساءل القارئ العزيز إننى أوردت أمثلة بعيدة من حيث الزمان والظروف.
وهنا أقول للقارئ المحترم من لم يتعلم من ماضيه لن يكون باستطاعته بناء مستقبله ونزولا لرأى القارئ أورد له مثال حديث لم يجف حبر كتابته وأعني ما حدث منذ شهور قليلة في لندن عاصمة بريطانيا من مظاهرات تحولت للحرق والسلب والنهب وما نعرفه عن بريطانيا من تأسيس جيد للديمقراطية والحريات على مستوى العالم، ولكن عندما حدث ما حدث خرج علينا رئيس وزراء بريطانيا بكل حزم حيث قال (عندما يصل الأمر لتعرض بريطانيا للخطر فلا يسألنى أحد عن حقوق الإنسان) إذا هناك توقيتات فى حياة الأمم تحتاج لإدارة خاصة يغلب فيها جانب القوة والحزم كما أنها تحتاج بالتأكيد للقيادة الواعية التي تستطيع اتخاذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب الذى يكون فيه أكبر نسبة صواب بأقل نسبة خسائر فى وقت قياسى فهكذا تدار الأوطان والأمم فى الأزمات وأوقات الفتن.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم مصرى
وهل نحن نستحق حتى يولى الله علينا مثل هذا الحاكم
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح المسعودي
امين
اللهم اميييييييييييييين
عدد الردود 0
بواسطة:
محم سعيد صباح
جمال الابداع العربي