انطلاق فعاليات "التواصل مع مقدسات يافا"

انطلقت، اليوم السبت، فعاليات معسكر "التواصل مع مقدسات يافا" على الساحل الفلسطينى، الذى تنظمه الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى (إسرائيل)، التى يرأسها الشيخ رائد صلاح بالتعاون مع مؤسسة الأقصى للوقف والتراث.
وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، فى بيان لها اليوم، إن المئات من أبناء الحركة الإسلامية، وأهالى مدينة يافا، وباقى المدن الفلسطينية، يشاركون فى معسكر "التواصل مع يافا" وبحضور نائب رئيس الحركة الإسلامية، الشيخ كمال الخطيب، حيث يسعى المشاركون لترميم مقبرة "الكزخانة" التاريخية فى المدينة، إضافة إلى عدد من المقدسات الإسلامية الأخرى.
ومقبرة الكزخانة هى مقبرة عثمانية تقع على شاطئ البحر المتوسط فى يافا، وأقيمت قبل الاحتلال الإسرائيلى بعشرات السنين، وتضم قرابة 4 آلاف قبراً لأموات خلال الحكم العثمانى والانتداب البريطانى والاحتلال الإسرائيلى لفلسطين.
وأضافت المؤسسة أن المشاركين فى المعسكر، بدأوا بأعمال ترميم مئات القبور فى مقبرة "الكزخانة"، بالإضافة إلى أعمال تنظيف وقص الأعشاب وتقليم الأشجار فى أنحاء المقبرة التى تصل مساحتها إلى 23 دونم (الدونم=ألف متر مربع)، كما بدأ العمل لمعالجة موقع القبور الجماعية (الفستقيات)، ودهان القبور المرممة باللون الأبيض.
و"الفستقية" تعنى القبر الجماعى للعائلة الواحدة، حيث يدفن أفراد العائلة تباعاً، عند وفاتهم بإزاحة رفات المتوفى سابقاً فى كيس، ووضعها فى أحد جوانب القبر، ومن ثم يوضع المتوفى حديثاً وهكذا.
وأشار البيان إلى أن ترميم "الكزخانة" هو الهدف الأساسى للمعسكر، إلا أنه بدأ العمل أيضاً على ترميم، ودهان، واجهات، وجدران مسجدى حسن بيك، والسكسك التاريخيين، إضافة إلى بناء وحدات للوضوء فيهما.
و قال الشيخ كمال الخطيب، خلال مشاركته فى أعمال المعسكر، إن أكثر من ألف شاب جاءوا من مختلف المناطق الفلسطينية، للمشاركة فى المعسكر، الذى يهدف للحفاظ على "هوية مدينة يافا الإسلامية والعربية"، على حد قوله.
ومضى الخطيب بالقول "أخذنا نلجأ للاحتماء بالأموات من تغوّل المؤسسة الإسرائيلية، عبر الحفاظ على مقبرة تاريخية تثبت هوية يافا ومعالمعها الأثرية الإسلامية"، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف مؤخراً عدد من القبور الجماعية كانت مطمورة تحت التراب فى مقبرة "الكزخانة" ويعمل المشاركون على ترميمها وإعادة بنائها، كما يتم العمل على ترميم مسجدى حسن بيك والسكسك التاريخيين المبنيين منذ العهد العثمانى أى قبل قيام المؤسسة الإسرائيلية.
وفى تصريحات صحفية، قال مسؤول الحركة الإسلامية فى مدينة يافا الشيخ محمد أبو نجم، إن المشاركين فى المعسكر يجددون اليوم العهد مع المقدسات، التى تعتبر "هوية ورمز الوجود فى البلاد"، من خلال القيام بأعمال ترميمها وعلى رأسها مقبرة "الكزخانة" التاريخية.
من جهته اعتبر مسئول الحركة الإسلامية فى المنطقة الشمالية من الداخل الفلسطينى، الشيخ سامى مصرى، المعسكر خطوة فى سبيل الحفاظ على المقدسات الإسلامية فى ظل "طمس الهوية" التى تسعى لها المؤسسة الاسرائيلية، مشيراً إلى أن مشاركة أبناء الحركة الكثيف ومنذ ساعات الصباح الباكر فى أعمال ترميم مقبرة "الكزخانة"، وغيرها من مقدسات يافا يدل على مدى السعى إلى "تثبيت الهوية الإسلامية للمقدسات".
ومن المنتظر أن يقام فى ختام المعسكر، من بعد صلاة الظهر اليوم، مهرجان فى مسجد الجبلية بمدينة يافا، يتحدث خلاله الشيخ كمال الخطيب، وذلك بحسب الجهات المنظمة.