الجمهوريون والديمقراطيون فى حوار "الطرشان" حول أزمة الموازنة.. أوباما يعتبرها "معركة" ورئيس مجلس النواب يرد عليه "الأمر ليس لعبة".. والكونجرس ينعقد اليوم بغرفتيه وتوقعات باستمرار الأزمة دون تغيير

السبت، 05 أكتوبر 2013 12:32 م
الجمهوريون والديمقراطيون فى حوار "الطرشان" حول أزمة الموازنة.. أوباما يعتبرها "معركة" ورئيس مجلس النواب يرد عليه "الأمر ليس لعبة".. والكونجرس ينعقد اليوم بغرفتيه وتوقعات باستمرار الأزمة دون تغيير الكونجرس
وكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هجوم وهجوم مضاد ملخص ما يدور تحت قبة الكونجرس بغرفتيه بين الفريقين الجمهورى والديمقراطى الذى ينتمى إليه الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى يبدى موقفا متصلبا حيال مأزق الموازنة رغم مرور 4 أيام على شلل الدولة الفيدرالية الأمريكية للمرة الأولى منذ 17 عاما، معتبرا أن موقف الجمهوريين من الأزمة "تهديدا" لا يقبله.

وشن الجمهوريون، أمس الجمعة، هجوما مضادا، وحمل رئيس مجلس النواب جون باينر خصومه الديمقراطيين مسئولية التعطيل، قائلا "إنها ليست لعبة"، وذلك ردا على ما قاله مسئول فى إدارة الرئيس باراك أوباما، طلب عدم كشف اسمه لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "السلطة التنفيذية الديمقراطية بصدد كسب معركة أزمة الميزانية".

وأضاف باينر "أن الأمريكيين لا يريدون شلل دولتهم الفدرالية، وأنا أيضا.. كل ما نطلبه هو الجلوس وإجراء نقاش وإعادة فتح الدولة الفدرالية وإنصاف الأمريكيين فى +أوباما كير+"، فى إشارة إلى القانون المتعلق بالتأمين الصحى الذى أقره الرئيس أوباما فى 2010، مشددا على "إن الأمر بهذه البساطة.. لكن ذلك يبدأ بنقاش".

ورد أوباما "سأكون سعيدا بالتفاوض مع الجمهوريين والسيد باينر لكن ليس تحت التهديد"، وذلك أثناء نزهة غير معتادة برفقة نائب الرئيس جو بايدن خارج البيت الأبيض لشراء سندويشات من محل مجاور، فى مشهد نادر الحدوث.

واقترح أوباما وحلفاؤه الديمقراطيون، الذين يشكلون الغالبية فى مجلس الشيوخ، التفاوض رسميا حول ميزانية طويلة الأجل، إلا أنهم يشترطون أن يصوت مجلس النواب الذى يسيطر عليه الجمهوريون على قانون مالى لستة أسابيع من أجل إعادة فتح كامل الإدارات الفدرالية، فيما تبنى الجمهوريون استراتيجية إعادة فتح الوكالات الفدرالية بـ"القطارة" بدءا من الحدائق العامة والمتاحف والنصب الوطنية، لكن الديمقراطيين رفضوا هذه الاستراتيجية "المجزأة"، واعتبروها "مخادعة".

وترجمة لحوار الطرشان هذا، وفيما سينعقد مجلس الكونجرس خلال قسم من عطلة نهاية الأسبوع، ألغى أوباما مساء الخميس الماضى جولته الأسيوية التى كان يفترض أن يقوم بها الأسبوع المقبل، بسبب أزمة الميزانية أيضا، الأمر الذى يعد نكسة للرئيس الذى جعل من تعزيز الحضور الأمريكى فى آسيا إحدى أولوياته منذ 2009.

إلى ذلك، يسود إحساس مؤكد فى عواصم العالم بأن الحكومة الأمريكية تبدو مضطربة "فهى تحجم عن مواجهة عسكرية فى سوريا، وتواجه وضعا حرجا فى الداخل بسبب أزمة مع الكونجرس وخطر العجز عن سداد ديونها السيادية، وهو ما قد يلقى بالنظام المالى العالمى فى فوضى عارمة".

وفى حين أن كل تلك العوامل ليست ذات صلة بالسياسة الخارجية الأمريكية، إلا أنها فى مجموعها تمنح بعض الحلفاء شعورا بأن واشنطن ليست قوية العزم ولا ذات قدرات مالية عالية كما اعتادت أن تكون، ما يفتح بابا أمام الصين أو روسيا لملء هذا الفراغ، بحسب ما ذكر وزير خارجية آسيوى لمجموعة من الصحفيين فى نيويورك هذا الأسبوع. وربما تتفاقم تلك المخاوف بإلغاء الرئيس باراك أوباما مشاركته نهاية هذا الأسبوع فى منتدى التعاون الاقتصادى فى آسيا والمحيط الهادئ المنعقد فى بالى، وقمة شرق آسيا فى بروناى.

وانسحب كذلك من لقاءات أخرى للبقاء فى الداخل لمعالجة مشكلة إغلاق الحكومة والمخاوف المرتقبة بعرقلة الكونجرس رفع سقف الاقتراض الأمريكى، فى خطوة قد تؤدى إلى عجز الولايات المتحدة عن سداد ديونها والتزاماتها الأخرى.

وعلى الصعيد الأوروبى، تسبب الاضطراب السياسى فى واشنطن واحتمال انفجار قنابل موقوتة اقتصادية قادمة بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية واحتمال عجزها عن سداد الديون هذا الشهر، فى مخاوف فى سائر أنحاء أوروبا، حيث أعرب ماريو دراجى محافظ البنك المركزى الأوروبى عن قلقه بشأن تعافى اقتصاد القارة من أزمة 2008، قائلا فى مؤتمر صحفى "نعتبر هذا التعافى ضعيفا وهشا وغير متساوي"، فيما نعت صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية النافذة الفوضى السياسية الأمريكية. وقالت "فى هذه اللحظة تقاتل واشنطن من أجل الموازنة، ولا أحد يعلم ما إذا كانت أزمة البلاد ستحل خلال ثلاثة أسابيع، أما الواضح فهو أن أمريكا أصبحت بالفعل مفلسة سياسيا".

وبينما تنتاب أوروبا مخاوف اقتصادية، يراقب الحلفاء الآسيويون ببعض البلبلة ما تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية القيام به بشأن وعدها بإعادة التوازن بين القوة العسكرية والدبلوماسية فى وجه صين تزداد قوة ونفوذا.

ويجد أوباما نفسه فى ملتقى حكومة تسودها الفوضى فى الداخل، وموجة من تحديات السياسة الخارجية، فعليه أن يواجه انتفاضات الشرق الأوسط وثورات الربيع العربى بعد أن تمكن من انتشال الولايات المتحدة الأمريكية من محاولة قاسية طويلة الأمد وفاشلة إلى حد كبير لتأسيس الديمقراطية فى العراق، بينما يقوم بسحب القوات الأمريكية تدريجيا من حرب استمرت لأكثر من عقد كامل فى أفغانستان دون تحقيق انتصار يذكر. ويقود بلدا لم يعد شعبه مهتما بالمشاركة فى أى خطوة عسكرية بالخارج.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة