نقلاً عن اليومى..
«عفاريت عبدالجابر» هذا هو الاسم الذى تم إطلاقه على الكتيبة 35 فهد الجيش الثانى الميدانى التى استطاعت أن تكبد العدو خسائر كبيرة فى الأفراد والمعدات فقد استطاع أفراد هذه الكتيبة تدمير 140 دبابة إسرائيلية فى حرب أكتوبر عام 1973، وكانت من بين هذه الكتيبة البطل العظيم صائد الدبابات الجندى محمد عبدالعاطى الذى تمكن من تدمير 23 دبابة للعدو مستخدماً صواريخ «الساجر، والآر بى جى».
يقول لواء عبدالجابر أنه تلقى استدعاء عاجلا من قائد التشكيل الذى كلفه بأغرب مهمة فى حياته العسكرية، فقد طلب منه قائد التشكيل اعتبار هذه المهمة من المهمات القتالية الصعبة وهى نقل مجموعة من الأسرى الإسرائيليين من مناطق القتال بالضفة الشرقية إلى مناطق القيادة بالضفة الغربية.
ويستذكر عبدالجابر الكلمات التى قالها له قائد التشكيل عن عملية نقل الأسرى خلف خطوطنا «احذر أن يصاب أى أسير بسوء حتى تمام التسليم، وعليك أن تعاملهم كأنهم جنودك ولا تدع أحدا يقترب منهم، الأسرى الإسرائيليين أمانة فى رقبتك يا عبدالجابر»، يكمل عبدالجابر اطمئننت على الجنود والوحدات التابعة لى للوقوف على حالتها بعد المعركة الشرسة التى انسحب منها العدو، لكن لاحظ قائد التشكيل تباطئى فى تنفيذ المأمورية بسبب برودة منتصف الليل فى مثل هذه المناطق الصحراوية الشاسعة.
يضيف عبدالجابر تحركت المأمورية فى كل هذه الأجواء بالإضافة إلى زجاج السيارة الذى كان مهشما بسبب شظايا المعركة ولم يكن متوفرا غير فوط الوجه للحد من شدة البرد، أما السائق فواصل أداء مهامه رغم كل المناخ السيئ والظروف الصعبة والتى واجهتهم أثناء نقل الأسرى الإسرائيليين، ويكمل ما هى إلا خطوات وسمعت طرقاً شديداً من كابينة السيارة الخلفية التى تحمل الأسرى، وما كان من الحرس المصريين إلا أن أخبرونى أن الجنود الإسرائيليين الأسرى يرتعدون من شدة البرد، حيث كان أغلبهم من أطقم الدبابات وملابسهم احترقت بالكامل فكان منهم من يرتدى ملابسه الداخلية فقط دون أى شىء آخر، يشير عبدالجابر قبل أن أصدر أوامرى بالنسبة للجنود الأسرى فوجئت بالجندى حمدى سائق السيارة يرفع مقعده ويخرج عددا من البطاطين الخاصة به وباقى زملائه ويلقيها بمساعدة باقى زملائه على الأسرى الإسرائيليين الذين لم يصدقوا ما قام به الجنود المصريون تجاههم وتفضيلهم على أنفسهم فقاموا بشكر الجنود المصريين بالعديد من اللغات، فمنهم من قالها بالعربية والعبرية ومنهم من قالها بالإنجليزية كحل وسط.
يستكمل عبدالجابر ثم جاءت النقطة الثانية بمفاجأة تفوق الأولى، فالموقع قتالى ومجهز من حول الطريق والعبور ممنوع تماماً وأفراد الحراسة من خلف سواترهم مستعدون للاشتباك، حيث كان حكمدار النقطة أشد صرامة من سابقه والذى قرر عدم مرور السيارة وإلقاء القبض على كل من بالمأمورية، ويضيف تذكرت وقتها كلمات قائدى بأن أعتبر الأسرى وكأنهم جنودى وطلبت من حكمدار النقطة التعامل معى، ويسوق القدر مرة أخرى شخصا يعرف العقيد عبدالجابر وهو رشاد المسؤول الأول عن الموقع وبعد اتصال ميدانى رجع فرد الشرطة العسكرية التابع للنقطة الأولى وصعد بدلاً منه فرد آخر من النقطة الثانية لتسهيل مهمة العبور.
فور وصول المأمورية كان فى انتظارنا الضابط فرغل وجنوده الذين أعدوا وجبة ساخنة للأسرى ولم يصدق الأسرى الإسرائيليون ما حدث معهم من نبل وكرم المقاتل المصرى.
ويذكر عبدالجابر أن أحد الجنود الإسرائيليين اقترب منه والدموع تغالب فى عينه قائلا «لو عدت لإسرائيل سوف أحكى لهم عن شجاعة الفرسان المصريين وعن المعاملة الجيدة التى لاقيناها على أيديكم» ويكمل الأسير «لن أنسى أنكم فضلتمونا على أنفسكم فى البرد القارس ومنحتمونا الغطاء الذى معكم وكذلك الأهوال التى لقيتموها فى طريقكم لتوصيلنا كى لا يصيبنا أى أذى ولا كوب الشاى الساخن فى هذا الجو المرعب والوجبة الجيدة التى كنا فى أشد الحاجة لها، سأقول لهم فى إسرائيل أنهم خدعونا ولم نكن فى نزهة لقناة السويس كما أوهمونا، أنتم المصريون لقنتمونا درسا قاسيا ليت القيادات الإسرائيلية تتعلم منه وتتوقف عن التضحية بالجنود فى سبيل الأمجاد الزائفة للجنرالات».
«عفاريت عبدالجابر».. قصة الكتيبة 35 فهد التى دمرت 140 دبابة إسرائيلية .. المصريون عاملوا الأسرى الإسرائيليين معاملة حسنة ومنحوهم بطاطين بسبب الجو البارد
السبت، 05 أكتوبر 2013 08:57 ص
اللواء عبد الجابر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
منوفية وافتخر
هو ده جيش مصر
ربنا يحمي جيش بلادي العظيم
عدد الردود 0
بواسطة:
abo alarabi
لن تعيش مصر تحت الاختلال الاخوانى