نصر فتحى اللوزى يكتب: مصر أولا.. مصر دائمًا

إن الشعار الذى حملناه فى قلوبنا بعد حرب 1967 مباشرة. .. (مصر أولا .. مصر أخيرًا .. مصر دائمًا) .. ولما تم ترجمة تلك الكلمات إلى عمل صادق. .. عشنا سنوات حرب الاستنزاف ومصر أولا فوق حياتى وحياة زملائى فكبدنا العدو خسائر فادحة. .. ولما حانت ساعة الفجر. .. نعم إنها كانت ساعة الفجر وليست ساعة الصفر. .. ساعة تقديم دماءنا وأرواحنا من أجل خيوط شمس العزة واسترداد الكرامة المصرية والعربية. .. فعبرنا المانع المائى الملغم فى أسفله بالنابالم الفتاك المدمر.

وسبقتنا أحلامنا إلى أرض الفيروز. .. وانطلقت الخطوات نحمل أعمارنا على أيدينا نقدمها للمعشوقة مصر. .. انصهرنا سويًا وانطلقت أصوات القلوب من الحناجر (الله أكبر. .. الله أكبر. .. الله أكبر) فكانت أقوى من كل الأسلحة. .. وارتوت أرض سيناء الحبيبة بدمائى ودماء زملائى عطر الحرية والكرامة. .. وتشرفت أرض سيناء باحتضان أجساد بعض زملائى الذين نحسدهم على ماهم فيه الآن. .. نالوا الشهادة وهم صائمون. .. والجميع كانوا بمصر أولا عاشقون. .. ومصر بالخير أخيرًا يحلمون. .. ومصر دائمًا تاجًا فوق الرؤوس حاملون.

لذا فإننى أقول لأبنائى الذين غرر بهم. .. تعالوا نذهب إلى المصانع ويكون عرقنا هو وقود الآلات والمعدات والحب هو جودة الإنتاج ويعلو اسم مصر فوق علامة الجودة. . تعالوا نذهب إلى المزارع نروى بعرقنا بذور الخير والبركة مع أصوات السواقى لنحصد الاكتفاء الذاتى ونقتل غول الأسعار. . تعالوا نذهب إلى الجامعات منها نبنى عقولنا.. وبالعقول فى مختلف التخصصات والمحبة للوطن نبنى صرحًا عاليًا يعلوا فوق المصالح الشخصية ونحقق به مصر أولا فوق الجميع. .. وأخيرًا من أجل كل رضيع. .. ودائمًا تكون سيدة الوجود بنا أبدًا لن تضيع. .. إنه البناء والتعمير الذى أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر) . .. إن مصر علينا غالية.

إن الاختلاف بيننا يجب أن يكون له أدب. .. وأدب الاختلاف فى أبسط معانيه أن أستمع إليك بأدب. .. وأن أحترم ما أسمعه منك بعيدًا عن التسفيه والتحقير. .. وإن اختلفنا فيجب أن يكون الاختلاف بادئ ذى بدئ من أجل حبنا سويًا لتراب مصر. .. فتظل مصر فى قلوبنا أولا. .. وتظل مصر فوق الآراء أخيرًا. .. وتظل مصر بحبنا لها سويًا دائمًا. .. هى الأرض. .. التى فوقها تربينا. .. وهى العرض التى بها يعلو الشرف فوق رؤوسنا.

تعالوا نترجم حبنا لمصر ترجمة صحيحة بخطوات عمل واضحة لا تحمل إلا معنى واحد هو مصر أولا. .. مصر أخيرًا. .. مصر دائمًا.. اللهم يا رب العباد اصلح حالنا من أجل الاولاد واكثر من الخير على البلاد.. آمين.