خلاف " أمريكى ـ إسرائيلى" حول التفاوض مع إيران

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن خلاف شديد بين تل أبيب وواشنطن بشأن التعامل مع الملف النووى الإيرانى، لافتة إلى أن الخلاف بدأ على خلفية خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو فى الأمم المتحدة، والذى حذر فيه من إيران، فى أعقاب الاتصال الهاتفى الذى جمع الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونظيره الإيرانى حسن روحانى.

وأشارت الصحيفة إلى أنه فى حين طلب نتانياهو تشديد العقوبات على إيران لدفعها إلى التخلى عن برنامجها النووى فإن ممثلة الولايات المتحدة فى المفاوضات "وندى شيرمان"، قد طلبت عدم تشديد العقوبات بل التخفيف عن الإيرانيين، وقالت "شيرمان" فى مجلس الشيوخ، إن الإدارة الأمريكية تنوى تخفيف العقوبات مقابل الاقتراحات الإيرانية، تمهيداً للبدء بالمفاوضات بشأن البرنامج النووى التى من المتوقع أن تبدأ منتصف الشهر الجارى فى جنيف.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب لرئيس الحكومة الإسرائيلية قوله، إن "الإدارة الأمريكية لم تبلور موقفها بعد، وأن هناك خلافات فى داخل الإدارة بهذا الشأن".

يذكر أن نتانياهو، وبعد لقائه مع الرئيس الأمريكى، التقى عدداً من أعضاء الكونجرس، وطلب منهم العمل على تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران، وكان رئيس لجنة الخارجية فى مجلس الشيوخ، روبرت منندز، الذى التقى نتانياهو الثلاثاء، قد توجه إلى شيرمان وأبلغها أنه ينوى تقديم اقتراح لتشديد العقوبات، ولكنها طلبت منه الانتظار.

ونقل عن شيرمان قولها، إنه يجب عدم وقف العقوبات الأساسية الكبرى حتى لا تنهار منظومة العقوبات، وأن ما تريده الولايات المتحدة حاليا هو التجميد، لأن البرنامج النووى الإيرانى يتقدم كل يوم، وأن الوصول إلى تسوية شاملة يستغرق وقتا.

وردا على سؤال بشأن استعداد الولايات المتحدة للسماح لإيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض البحث والطاقة، قالت، خلافا لادعاءات الرئيس الإيرانى حسن روحانى، إن تخصيب اليورانيوم ليس حقا مكتسبا لإيران.

فى المقابل، قال الخبير فى الشئون النووية "ديفيد أولبرايت" فى لجنة الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ، إن "روحانى يكذب عندما يقول إن إيران لا تسعى لإنتاج قنبلة نووية"، مضيفاً "أنه يجب أن تبقى الولايات المتحدة متشككة، وأن تفحص بسرعة جاهزية إيران للتعاون". وبحسبه فإن البرنامج النووى الإيرانى فى تقدم مستمر، ولا يوجد ما يشير إلى توقف فى التقدم منذ أن احتل روحانى منصبه.

وأضاف أولبرايت، أن هناك شكوكا فى أن إيران تبنى منشأة نووية سرية أخرى، وأنها تخزن كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، كما أنها ضاعفت من عدد دوائر الطرد المركزية فى نتنز وبوردو.

وتابع أن إيران تستطيع تخزين ما يكفى من المواد لإنتاج قنبلة خلال شهر ونصف، ولكنها لن تفعل ذلك اليوم لأنه يمكن اكتشاف ذلك من قبل مفتشين.

وأضاف أنه حتى منتصف العام 2014 سيكون لإيران عدد كبير من دوائر الطرد المركزية لإنتاج مواد كافية للقنبلة النووية قبل أن يعثر عليها المفتشون، وعليه فإن المفاوضات يجب أن تمنع إيران من الوصول إلى هذه القدرات، وإطالة الفترة الزمنية التى تحتاجها إيران لإنتاج القنبلة.