مساء أمس حين عدت من عملى وجدت نفسى متعبة، فقد كان يوم شاق للغاية فجلست لارتشاف القهوة وهممت لقراءة الجريدة صرت أقلب فى الصفحات ولم أجد عنوانًا يشجعنى على قراءة موضوعية.
فكدت أغلقها حين وجدت عنوانًا أثار فضولى على قراءته، فكان موضوع المقال عن فتاة قام أهلها بقتلها والتمثيل بجثتها، لأنها تم اغتصابها. حين قرأت هذا الموضوع وشاهدت صوره أغرقت عينى بالدموع، وبالرغم من التعب والإرهاق الذى كان يتملكنى وجدت يدى تمسك بقلمى وتكتب فى هذا الموضوع وهو المرأة.
إن المرأة ليست هى نصف المجتمع بل هى الجزء الأكبر فيه وهى أساسه، فان صلحت المرأة صلح المجتمع بأسره، لأنها الجذر العميق الذى تتفرع منه فروع شجرة المجتمع، وإن فشلنا فى تعليمها وتهيئتها كركن أساسى للمجتمع فقد فشلت الأجيال لأنها المسئولة عن تربيتهم وهى الساعد الأيمن للرجل والميزان المتزن للعلاقة الزوجية، وحين بحثى عن السبب وراء الظلم الذى تعانى منه المرأة فى المجتمع الشرقى، فقد وجدت أن السبب وراء ذلك العادات والتقاليد البالية والتى تم تحريفها وتأويلها، وللأسف يصير ورائها المجتمع مرغمًا معصوب العينين.
ويتم تنفيذ الظلم والقهر فى المرأة بأبشع الصور، فإن خلف الأبواب المغلقة يتم ارتكاب الجرائم بأبشع صورها، حيث يتم الضرب والإهانة والتهكم والتجريح والقتل.
ولا شك أن الإسلام أعطى للمرأة حقوقها كاملة، وقد كان هذا واضحًا فى سورة النساء، فلقد ارتقى بحقوقها وارتقى بها، ولكن المشكلة تأتى من غلبة العادات والتقاليد على عقول المجتمعات العربية والفهم الخاطئ للتشريع الإلهى.
حيث نجد الآن أن المرأة هى ضحية المجتمع، وإنها تحاسب بكل قسوة فإذا نظرنا للمشاكل التى تواجها حين خروجها من المنزل حتى عودتها للبيت على أبسط الأمثلة، نجد أنه يتم التحرش بها ومضايقتها بأقذر الألفاظ، وأحيانًا يتم اغتصابها أيضًا من قبل هؤلاء الحيوانات البشرية بوجوه رجال، ومن ناحية أخرى نجد نظرة المجتمع لتلك المرأة المغتصبة أو المتحرش بها، إنها المخطئة وإنها هى السبب ونجدهم يبررون وحشيتهم بقولهم ارتداءها للملابس الضيقة، وإنها هى التى أثارت غريزتهم بذلك، فإن خلال بحثى فى هذا الموضوع وجدت أن معظم الفتيات التى يتم اغتصابهن هن فتيات محترمات، وإن الرجل والمجتمع الذى يساعده بعاداته البالية هو السبب وراء ذلك. حين نجد أن فى هذا المجتمع إذا تم اغتصاب فتاة نجد أهلها إن لم يقتلوها نجدهم يتكتمون الخبر خوفًا من الفضيحة والعار، ولا يدافعوا عن حق ابنتهم الضائع، بل يتهموها بأنها السبب فى ضياع مستقبل إخواتها.. إلخ.
وخلال بحثى فى مشكلات المرأة وجدت وراء الأبواب المغلقة فتاة تعانى من مشكلة (العنوسة) وهى مشكلة أيضًا سأتناولها فيما بعد وجدت أنها على خلق ودين ولا ينقصها أى شىء، ولكن المشكلة كانت تتمثل أيضًا فى العادات والتقاليد، حيث إن والدتها تركتهم صغار وهربت ومن وقتها لم يروها فواجهت البنت المشكلة، حيث كما يقولون إن البنت مثل أمها فقد ظلمت الفتاة فى الحياة، فهل هذا بسبب والدتها أم بسبب هذه التقاليد الوهمية!!
من ناحية أخرى، نجد أن المجتمع يطلق على الفتاة التى تتجاوز سن الثلاثين بأنها عانس فما معنى (عانس): هى كلمة ابتدعتها العادات والتقاليد الوهمية والمجتمع العربى المتخلف، حيث إن بسبب هذه الكلمة نجد أن معظم الفتيات يعانين من أمراض نفسية وعصبية وأحيانًا يودى بهن الأمر إلى الانتحار وأحيانا يزج بهن فى علاقات زوجية هن بغير راضين عنها، وحين تمتد يد المرأة بطلب الشكوى يكون الرد هو الصبر والتحمل والسكوت.
وخلال بحثى فى مشاكل المرأة فى المجتمع الشرقى وجدت أن الرجل هو الشوكة التى تقف فى حلق المرأة مع مساندة العادات والتقاليد لهم ووجدت سيدات يتم إهانتهن وما عليها سوى التحمل حتى المركب تمشى مثلما يقولون ولأنها إذا طلبت الطلاق فإنها أمام مشكلة أكبر هى الطلاق، ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة فن ليس أمامها سوى الصبر على معاملة الرجل القاسية، حتى إن تم ضربها وإهانتها والزواج بغيرها وخيانتها إلخ.
عجز قلمى عن الاستمرار فى الكتابة، فقد غلب علىّ التعب والإرهاق وإن مشاكل المرأة لا تنتهى.
فهل ستتغير تلك العادات والتقاليد !! هل سيساهم هذا المقال فى نشر التوعية فى نفوس الشباب، وإنه سيتم النظر للمرأة فيما بعد بأنها بشر وليس حجرًا، أتمنى ذلك ولكن هيهات!!
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mm
مافيش فايدة
عدد الردود 0
بواسطة:
سليمان
الاصلاح يأتي من المراة ذاتها
عدد الردود 0
بواسطة:
dr eslam
عقلية تستحق الاحترام
عدد الردود 0
بواسطة:
dr eslam
احييكى يا استاذة
عدد الردود 0
بواسطة:
المهندس احمد الصوار
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
المنقذ
هيهااااااااااااااااااااااات
عدد الردود 0
بواسطة:
ليلى
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا
لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم
عدد الردود 0
بواسطة:
المايسترو
جامد
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
fantastic
very very deep look
Excellent
عدد الردود 0
بواسطة:
متابع
مقالات مبدعة ياباشمهندسة بعد غياب