نيويورك تايمز: اعتقال العريان ينهى مشوار الإخوان الذى مر بالانتصارات الانتخابية وانتهى بالفشل السياسى.. القيادى متورط فى أحداث الاتحادية وكان دائما وصوليا ومنشغل بالسلطة

الخميس، 31 أكتوبر 2013 11:25 ص
نيويورك تايمز: اعتقال العريان ينهى مشوار الإخوان الذى مر بالانتصارات الانتخابية وانتهى بالفشل السياسى.. القيادى متورط فى أحداث الاتحادية وكان دائما وصوليا ومنشغل بالسلطة القيادى الإخوانى عصام العريان
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه بإلقاء القبض على القيادى الإخوانى عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، فإنه تم استكمال سجن قادة الجماعة بعد مرور أقل من 18 شهرا من وقوفها على حافة توطيد سلطتها على الرئاسة والبرلمان.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن العريان كان أحد القيادات الأكثر صخبا داخل الجماعة "المحظورة"، وبإلقاء القبض عليه تنتهى مسيرة تطور التنظيم التى شهدت سنوات من محاولة الإصلاحات الداخلية والانتصارات الانتخابية وأخيرا الفشل السياسى، وقالت منى الغباشى، المحللة السياسية بمعهد برنارد والمختصة فى شئون الجماعات الإسلامية: "لقد جسد العريان عجرفة الإخوان المسلمين بعد الثورة.. فكان لسان حاله يقول: إننا الحزب الأكبر ونحن فى السلطة الآن".

وفيما تسرد الصحيفة تاريخ صعود العريان داخل جماعة الإخوان المسلمين، وتصفه بأنه أصبح جزءا من مجموعة من الإصلاحيين الشباب الذين دفعوا الجماعة لتبنى السياسات الديمقراطية والتنافس الانتخابى فى البرلمان والنقابات العمالية والتجارية، وفاز أخيرا بعضوية مكتب الإرشاد، فإنها تشير إلى أن عام 2009 تم الإطاحة به ضمن عملية تطهير قضت أيضا بالإطاحة بحليفه عبد المنعم أبو الفتوح، ورغم أن البعض يرجع هذا إلى الاعتدال النسبى للعريان وأبو الفتوح، لكن الغباشى تقول إن هذا يرتبط بشكل أكبر بالاقتتال الداخلى غير الأيديولوجى على السلطة بين فصائل الجماعة، موضحة أن العريان كان دائما وصوليا ومنشغل بالسلطة داخل التنظيم المحظور، وظهور مثل هذه الشخصيات يعتبر علامة على انفتاح الإخوان بعد سنوات من العمل السرى.

وتلفت نيويورك تايمز إلى أنه فى أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك عام 2011، حيث أجبرت الجماعة على مواجهة التحدى المتمثل فى الانفتاح الديمقراطى الجديد، فإن العريان اختار الميل إلى القيادات الأكبر محافظة داخل الجماعة ضد المعتدلين. وفيما تم طرد أبو الفتوح من الجماعة بعد إعلان ترشحه للرئاسة، فإن العريان أصبح نائب رئيس الذراع السياسى، وبمجرد سيطرة الإخوان على السلطة من خلال الرئاسة والبرلمان، بدا العريان صاخب وحاد على نحو متزايد ووصل به الأمر إلى وصف الاحتجاجات التى أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسى من السلطة يوليو الماضى، بأنها هجوما على الإسلام.

لكن الأمر الأكثر مصيرية، والذى سوف يحاكم بسببه، أن العريان قام فى ديسمبر 2012، عندما رفضت الشرطة فض اعتصام المحتجين على الإعلان الدستورى أمام قصر الاتحادية بالقوة، بدعوة الجماعة علنا وغيرهم من الإسلاميين للدفاع عن القصر واستخدام القوة ضد المتظاهرين إذا استدعى الأمر.

ووفقا لتقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش فإن العريان دعا فى تصريحات تليفزيونية، الجماعة إلى الذهاب إلى القصر والقبض على من وصفهم بالبلطجية من المحتجين. وهذه الدعوة أدت إلى ليلة دامية أسفرت عن مقتل 11 شخصا. وكانت هذه هى أكبر أعمال عنف تندلع بين الفصائل السياسية المتناحرة فى مصر، على عكس المواجهات السابقة التى كانت تقع بين الشرطة والجماعات السياسية.

وتخلص الصحيفة بالقول إن هذه الأحداث أدت إلى تحذيرات واسعة من حرب أهلية وشيكة وكانت هى نقطة التحول التى أدت لسقوط نظام مرسى والإخوان المسلمين. وهو ما دفع الجيش لتأكيد أن خطوته لعزل مرسى فى 3 يوليو كانت لحماية البلاد من مزيد من الانزلاق نحو الفوضى والعنف.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة