لست ممن يطلق عليهم الفلول، فلم أكن من المستفيدين من العصر السابق ولم أكن من الثوار، فلم أشارك فى ثورتى يناير ويونيه، فكنت ومازلت اجلس وسط مقاعد المتفرجين أشاهد وألاحظ وأدون فلم ألاحظ إلا العجب من الشعب المصرى.
فرحنا وسعدنا بقيام ثورة يناير والتى قامت على الفساد المالى والأخلاقى، فساد مالى متغلغل فى جذور الشعب من رشوة الى مرتبات وهمية لبعض الأشخاص، من غنى فاحش الى فقر مضجع. وطبقة وسطى بالكاد تكفى احتياجاتها اليومية. فساد أخلاقى فى جميع طبقات المجتمع من رجل أعمال غير وطنى ولا يساهم فى بناء الاقتصاد والدولة فبدلا من المساهمه فى الصناعة استسهل الاستيراد من الصين، وقام بتحويل شباب المجتمع بدلا من صانع ماهر إلى مندوب مبيعات يمر على المقاهى والمصالح الحكومية طوال اليوم، فساد أخلاقى تقابله كل يوم فى الشارع. . فى وسائل المواصلات... فى المقاهى.... فى كل مكان، فلا صغير يحترم الكبير ولا كبير يحن ويعلم الصغير. هذا ما كان قبل قيامتنا بثورة يناير فماذا بعدها.
مثلى مثل باقى المتفرجين كان أملنا الوحيد من الثورة هو القضاء على الفساد خلال عام ونصف من حكم المجلس العسكرى، ألا أن كل الملاحظ زيادة الفساد، بالإضافة إلى الجديد وهو المطالب الفئوية التى نالت من اقتصاد ومسيرة الدولة. نادوا بالمطالب الفئوية كل فئات القطاع العام والحكومة، نادوا بالمطالب الفئوية سواء كان يقوم بواجبه أم لا سواء كان يخلص العمل أو لا. فكلنا على علم اليقين عدد ساعات العمل الفعلية لموظفى الحكومة هذا إذا كان للبعض ساعات فعلية، أما البعض الآخر فمرتبه كان مقابل توقيعه بالحضور والانصراف. لم نحزن ولم نعلق على هذا الوضع كثيرًا فكان المبرر أننا فى انتظار الرئيس الفعلى للبلاد لنبدأ جنى ثمار الثورة.
وتمت الانتخابات الرئاسية وفاز الإخوان بالرئاسة وأغلبية مقاعد مجلسى الشعب والشورى، وبالرغم من أننا لا ننتمى للإخوان ولا نؤيد سياساتهم إلا أننا كنا ندعو بالتوفيق للرئيس مرسى وجماعته لعل وعسى أن تنهض مصر ويعود الرخاء على جميع الأبناء، سواء كانوا من الاخوان او المعارضة. ألا اننا فوجئنا بأداء مخيب لكل الآمال فى كل الاتجاهات. لا فساد تم القضاء عليه ولا مشروع نهضة تم التوافق عليه. كان يكفيه العمل على القضاء على الفساد فى السنة الاولى او كان يكفيه البدء فى مشروعات تنمية تنقذ مصر من الأزمة الاقتصادية. ألا انه اجاد طريق واحد فقط وهو طريق أنا وأنتم جماعتى وجماعتكم شعبى وشعبكم فقسم ولأول مرة الشعب المصرى إلى قسمين يتناحران إلى اليوم.
لا أعرف. .. هل الشعب فقد عقلة. ..هل الشعب فقد انتماؤه للوطن الواحد. .. هل الشعب ضل طريقه. .... تتسابق دول العالم للتقدم تتسابق للرفاهية تتسابق لأكبر قدر من إسعاد البشرية. فى نفس الوقت الذى نتسابق فيه هل أنت إخوانى أم لا هل أنت تيار إسلامى أم لا هل أنت مؤمن أم لا هل أنت معى أم ضدى.
مازلت فى مقاعد المتفرجين أشاهد انتحار شعب. انتحار شعب يدمر حاضره ومستقبله بيده حتى لو كان بتشجيع من عوامل خارجى، إلا أنه فى النهاية يقوم بالتدمير بيديه. يجب علينا النظر للإمام يجب علينا تخطى الخلافات يجب علينا تعلم لغة الحوار ثم التوافق، يجب أن نتنازل على الأنا.
علم مصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد المناوي
تحية
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام الدين يحيى
تحليل دقيق للموقف
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابراهيم
لا تلومن الا نفسك
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر
ستبقى مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
تحية واجبة
عدد الردود 0
بواسطة:
فؤاد
كيف تفكرون وغلي ما تتخابثون
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
التعليق رقم 4
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
التعليق رقم 6