قال شخص ذات مرة للمخرج المصرى شريف القطشة، إنه يمكن معرفة الكثير عن شخصية شعب من سلوك سائقيه وفى فيلم وثائقى يستغرق عرضه 77 دقيقة أطلق عليه المخرج "القيادة فى القاهرة" وعرض أول مرة فى مهرجان أبوظبى السينمائى هذا الأسبوع يتتبع القطشة بعض قائدى السيارات فى القاهرة من كل فئات المجتمع ويرى فى سلوكهم توازياً مع التحديات التى تواجه المجتمع المصرى على نطاق أوسع.
وقال القطشة: "بدأت أفكر فى بلدى وقلت هذه هى، هذه هى الطريقة التى يمكننى بها أن أبين شخصية شعب "القيادة.. هى واحدة من أكثر الأشياء مساواة بين الناس فى مصر، فسواء أكنت تقود عربة يجرها حمار أم سيارة فارهة يسعى الجميع للانتقال من نقطة إلى نقطة".
وفى العاصمة المصرية المزدحمة التى يقيم فيها 20 مليون نسمة القواعد الوحيدة للقيادة التى تستحق الإتباع هى تلك التى وضعها سائقون عانوا عشرات السنين من التأخير فترات طويلة فى الشوارع.
فالجلوس خلف عجلة القيادة لخوض غمار الزحام فى الشوارع يعنى الانتقال من حارة مرورية إلى أخرى لمجرد احتلال حيز خال وهو ما يسميه المصريون غرزة".
كما تشمل تلك القواعد التعود على لغة مصابيح الإضاءة والأبواق التى قد تترجم إلى أى شىء من طلب مؤدب إلى إهانة لاذعة.
وقال القطشة "إنها تصبح يومك كله وتخطط حياتك وفقاً لذلك، بل إنك لا تذهب إلى أماكن فى بعض الأحيان لأنه ليس بإمكانك التعامل مع حركة المرور".