هل خطر فى بال أحدنا أننا كطبقة متوسطة نعيش فى حفرة طبقية ما بين العمال والمحتاجين من الفقراء والعشوائين وبين الأغنياء أصحاب الأصول الرأسمالية، وعندما أقول حفرة فإنى أشير إلى عجز الطبقة المتوسطة من الموظفين والمثقفين أصحاب الشهادات العليا أن يتأقلموا مع كلا الطبقيتين، حيث المتوسطين لا يستطيعون الخروج من تلك الحفرة، ليرجعوا إلى الخلف مع المحتاجين فى الوطن من أصحاب الحرف والميكروباصات والتكاتك، لأنه بذلك يكون فرض حكم الإعدام عليهم كطبقة متوسطة لديها العديد من الطموحات والأحلام العلمية وتعودوا على نمط الحياة الباذخة من تكييفات وأجهزه كمبيوتر وخدمة إنترنت وأجهزة تلفاز وكهرباء وأطعمه متنوعة، كذلك لا يستطيعون الخروج من تلك الحفرة إلى الأمام ليصبحوا من أصحاب الأصول الرأسمالية والملايين ممن يعيشون فى الفيلات، ويركبون السيارات الفاخرة ويصيفون فى الشليهات المتواجده فى مارينا والغردقه وخلافة.
فتجد المتوسطين من البشر يحاولون بشتى الطرق الوصول لطرف الحفرة من جهه الأمام فتراهم يحاكوا الرأسماليين فى الملابس الفاخرة ذات الماركات العالمية، فتجد الفرد منهم على استعداد أن يدفع مرتبه كله أو أغلبة فداء لماركة عالمية، وتجدهم يبدعون ويتجلون فى الأطعمه وأنواعها كما يروا الوجبات الشهية فى الأجهزه المرئية، ليحققوا بذلك سعادة وهمية من أكل أطعمه رأسمالية، وتنتشر المحاكاه للرأسماليين فى أوج صورها، عندما تجد شابًا من أسرة متوسطة قضى عمره كله براتبه بكل موارده ليسدد أقساط سيارة فاخرة أو شبه فاخرة، ليحقق بذلك سعادة الرأسماليين ويرتاح من معاناة ركوب الموصلات العامة مع العشوائيين والمتطاولين من البشر ذو التعليم المتوسط أو الجهلاء أو مثلا يقضى عمره فى سداد أقساط شقة فى منطقه راقية، ليتخلص من عبء سكنه فى منطقته القديمة الشبه عادية، ليكون بذلك بذل أقصى طموحاته فى التقرب من الرأسماليين، ولكن بعد كل تلك المحاولات والمعاناة فى توفير الأموال أو رد الأقساط يجد نفسة المتوسط مازال فى الحفرة بسبب غلو أسعار كل شىء حوله، ففى الوقت الذى يحاول هو فيه الابتعاد عن طبقة المحتاجين والعمال والصعود للطبقة الأعلى، هناك يد خفية تسحبه للأسفل من العوامل الاقتصادية وأيضًا من العنصرية الطبقية أو سوء معاملة الطبقة الرأسمالية له بيجد نفسه رغم مرور الوقت بل رغم مرور عمره كله مازال فى تلك الحفرة.
فأصبحت العوامل الاقتصادية فى المجتمع المصرى والمتغيرات تحول ذو الطبقه المتوسطة لطبقة مهمشة مهضومة الحقوق، تكاد بل وتقترب من الطبقة المعدمة، وأصبحت التساؤلات تثار هل ماتزال هناك طبقة وسطى فى مصر؟ وكيف يتأقلمون فى ظل المتغيرات؟ بالرغم أنه فى آخر الإحصائيات لمنظمات المجتمع المدنى فى مصر ومنظمة اليونسيف أعلنت أن الطبقه المتوسطة والطبقه الرأسمالية فى مصر من المثقفين أصبحت قليلة جدًا مقارنة بالأميين أو أصحاب الشهادات المتوسطة، كذلك نسبة من يسكن فى شقة لائقة أو فيلا حتى أصبحت نسبتهم أقل ممن يسكنون المساكن الشعبية والعشوائيات أى أن المجتمع فى خطر تحول المتوسطين لطبقة أقل أنه خطر يداهم مصر، وبسبب تلك المشكلة انتشرت البرامج التليفزيونية والمقالات فى الجرائد وعلى صفحات الإنترنت، وانتشرت الصفحات والجروبات على مواقع التواصل الاجتماعى والتويتات التى تدعو بالنهوض بالطبقة المتوسطة عن طريق إصلاح الاقتصاد المصرى، وإيقاف الغلاء والعدالة الاجتماعية حتى لا تصبح مصر بلدًا للفقراء والعشوائيين يديرها ملك وعدة رأسماليين، لذلك انقذوا شباب مصر المثقفين من سقوط فى حفرة الغلاء والاحتياج والآمين.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
القاضى
اذا أردت أن تكون صحفيا محترم فلا تجرح ثلث المجتمع...............................
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmedalmasre
لا ترهقوا أنفسكم فلا حياه فيما من تنادى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
فلنتعلم الفرق بين ثقافه الاستهلاك والادخار وغايه المال فهى مفتاح رغد العيش والحياة الكريم
عدد الردود 0
بواسطة:
السويسى
العاملين فى السياحة