أقام صالون دار "العين" الثقافى، ندوة لمناقشة كتاب "ميادين الغضب.. قراءات فى روايات مصرية" للناقد الدكتور حسين حمودة، بمقر الدار، فى حضور كل من الدكتورة فاطمة البودى، والناقد مدحت صفوت، وعدد من المثقفين ورواد الدار، كما أدار الندوة الناقد الشاب أحمد ندى.
بدأ الناقد والباحث مدحت صفوت حديثه عن الدور الذى يقوم به "حمودة" قائلا: "إن الدكتور حسين حمودة يمارس دورين قبل الكتابة، الأول دوره الواقعى "مثقف"- كما يقول إدوارد سعيد؛" المثقف دور بحد ذاته"-، والثانى حضوره المستمر فى دعمه الكتاب المبتدأين قارئا كتاباتهم باستخدام آليات جديدة فى النقد.
وأضاف "صفوت" إن ما قام به الناقد /المؤلف" لدور صعب، حيث لا شىء يجمع بين هؤلاء، الذين جمعت قراءات رواياتهم بين دفتى هذا الكتاب، إلا الإبداع، فأغلبهم أجيال مختلفة ومختلفى البيئات، بينما قام الدكتور "حمودة" ببناء علاقة بينهم "بطولة المكان وما حوته النصوص من غضب وحلم بالثورة" حتى تصل هذه العلاقة إلى ذروتها وتتضح معالمها جلية فى الفصل الأخير من الكتاب "ميادين الغضب"، الذى هو عنوان الكتاب، وكأن الكتاب يبدأ من آخره.
وأشار "صفوت" أن الروائى يمكنه أن يجمع بين شخوص متباينين فى الشكل العضوى والتكوين النفسى، وكذلك السجن، وكذلك الميدان كلاهما ساحات تجمع بين شخوص متباينة عديدة، واستطاع كتاب "ميدان الغضب" أن يربط بين هذا التباين مستعينا بعدة إستراتجيات نقدية منها التأويل، موضحا كيف حلم الروائيون وعبر شخوص رواياتهم عن الثورة والغضب.
وأعرب "صفوت" عن سعادته بهذا الكتاب شاكرا الدكتور حسين حمودة على ما قدمه من جهد وبحث سيخدم الثقافة والإبداع والقراء.
وقال الناقد أحمد ندى، إننى عندما قرأت عنوان هذا الكتاب لأول مرة "ميادين الغضب" اعتقدت أنه مثل الكتب الكثيرة التى صدرت منذ اندلاع الثورة وتتحدث عن الثورة، ولكن استوقفنى اسم الدكتور "حمودة"، وعندما قرأت الكتاب، عرفت ما كان يقصده الدكتور بـ"ميادين الغضب.. قراءات فى روايات مصرية"، وكيف استخلصت قراءة الدكتور حسين حمودة لتلك الروايات رابطا مشتركا بينهم، مضيفا، أن "المؤلف" قسم كتابه إلى قسمين، وكلما انتهيت من قراءة فصل فيه تجد الفضول يقودك إلى قراءة الفصل الذى يليه وصولا إلا اكتمال العلاقة والرابط بين كل هذه القراءات المتباينة، من حيث انتماء كتابها لفترات زمنية مختلفة وطرق متباينة فى الكتابة، فى الفصل الأخير "ميادين الغضب".
كما طرح الناقد أحمد ندى تساؤلا، على مؤلف الكتاب؛ "كيف يضم الكتاب قراءة لرواية "عمارة يعقوبيان" للكاتب علاء الأسوانى، التى عليها إشكالية فى قيمتها الأدبية كما تنال هذه الإشكالية قيمة كاتبها الأدبية أيضا- على حد تعبيره- وسط ما يحويه من قراءات لروايات قيمتها الأدبية لا خلاف عليها ولا على ريادة كاتبيها فى الأدب...؟!!".
ومن جانبه قال الناقد الدكتور حسين حمودة، ردا على تسائل "ندى"، إن رواية"عمارة يعقوبيان" تعتبر تيمة متكررة فى تاريخ الكتابة "زقاق المدق، ميرامار، وغيرها..." ، ولكن قيمت هذه الرواية الحقيقية تكمن فى استردادها فطرة روائية مفقودة، حيث تستعيد، ما تخلى قطاع كبير من الرواية المعاصرة عن جانب كبير منه فى غمرة التجريب والبحث الدائبين، الحكاية البسيطة بعناصرها المشوقة الساذجة المتعارفة وملامحها التقليدية، وربما كشفها بعض أسرار نماذج دالة من المبانى والأشخاص والشوارع والناس، تنتمى إلى قلب مدينة القاهرة، مركزها القديم، خلال تحولات متصلة بفترة زمنية مرجعية ملتهبة، وقودها كان-ولا يزال- الناس والحجارة، مما جعلها تصلح لموضوع الكتاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة