محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: فى حب مصر

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013 08:19 ص
محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: فى حب مصر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يصبح الوطن هو الذات، والذات هى الوطن، عندئذ يتحول الوطن إلى جنة الدنيا. من خلاله يشعر الإنسان بالأمن النفسى، يعتبر حب الوطن والتمسك به غريزة فطرية فى جميع الكائنات الحية وليس الإنسان فقط، ونرى ذلك عندما تهاجر الطيور فى بعض فصول العام ثم تعود مرة أخرها بحنين واشتياق إلى وطنها، ونفهم من ذلك أن لا يكون حب الوطن جنة حتى نحبه بالعكس، وان كان الوطن صحراء جرداء، فلابد أن يظل حب الوطن فى دمائنا وأرواحنا مهمها كانت المشاكل والأزمات.

إن ما يحدث اليوم ونراه من أحداث يعبر عن فقدان الهوية للوطن، فالأحداث الساخنة التى تقوم بها بعض فئات المجتمع المصرى، تدل على غربة أبناء مصر داخل وطنهم، وهذا إن كان يدل فإنه يدل على فشل السياسة المصرية فى لم الشمل حتى الآن وتحقيق المصالحة بين أفراد الشعب من أجل إعلاء مصلحة مصر، أعتقد أن الأجيال الجديدة المعاصرة تفتقد الهوية الوطنية وتعانى من فقدانها، فربما لاحظت فى الأونة الأخيرة كثيرًا من محدثى النعمة، فهم كانوا يعيشون بعيدون كل البعد عن مشكلات وطنهم، بالرغم من وجودهم داخل الوطن، كما أنهم كانوا يعيشون بشكل غير واضح إلى أن جاءت ثورة 25 يناير وأصبحوا نشطاء ومحللين ومسميات كثيرة، بالرغم من فقدانهم للمعرفة الحقيقية لتاريخ مصر أو ماذا يدور الآن، وفى نفس الوقت اختفت من على الساحة المصرية قامات وقيادات شامخة كانت تقود الوطن، ولكن السؤال الذى سألته لنفسى هل لأن هؤلاء الأشخاص كانوا محرومين من بعض الامتيازات الاجتماعية فى العهد السابق يعطيهم الحق الآن فى أن يكونوا أوصياء على الوطن الآن؟ وهل سيكونوا على قدر هذه المسئولية التى منحوا أنفسهم إياها.

كما لاحظت أن هناك بعض الفصائل فى مصر تريد أن تشبه الوضع فى مصر بالوضع العراقى، وتقود إلى استقطاب طائفى، ولكن أقول لهم هيهات لم ولن يحدث فى مصر فقد حاول الكثير من قبلكم فعل ذلك ولم ينجحوا، ارجعوا إلى عقولكم وعودوا إلى حضن وطنكم الغالى الوطن، يحتاج إليكم إذا كنت لا تحتاجون إليه فإنه يحتاج إليكم بلا استثناء، وأقول لكم هل تعلمون أن حب الوطن يقتضى أن تبادروا إلى تقديم مصلحته على مصالحكم الخاصة، هل تعلمون أن حب الوطن يعنى إجبار النفس على الالتزام بأنظمته حتى وإن سنحت فرص للإفلات منها، والالتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة حتى وإن رافق ذلك تعب ومجهود.

يجب على الحكومة الحالية أن تحرص كل الحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن فى أى مكان منه، لإيجاد جو من التآلف والتآخى والتآزر بين أعضائه الذين يمثلون فى مجموعهم جسدًا واحدًا متماسكًا فى مواجهة الظروف المختلفة، وأن تقوم على تربية أبناء الوطن على تقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومكتسباته التى من حق الجميع أن ينعم بها، وأن يتمتع بحظه منها كاملا غير منقوص، ويأتى هذا الدور ابتداء من الأسرة ثم المدرسة ثم الجامعة والمراكز الاجتماعية والثقافية المختلفة.

وفى النهاية أتمنى أن يصبح القانون ثقافة وسلوك للوطن والعمل وفق خطة منهجية محكمة لرفعة من شأن المواطن والوطن وترسيخ المواطنة فى حب مصر.













مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عـلي قاسم

مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة