من يمتلك الحقيقة دون غيره؟
هل الحقيقة واحدة أم مجزأة؟
هل الحقيقة موضوعية بحد ذاتها أم أنها مؤدلجة؟
هل الحقيقة خارج ذواتنا أم أنها معنا نستطيع الوصول إليها؟
البحث عن الحقيقة لا يزال الشغل الشاغل للإنسان منذ لحظة وجوده على هذه الأرض، ولعل هذا ما يميزه عن سائر المخلوقات، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون حقيقة فقط، الحيوانات تستطيع أن تعيش بلا حقيقة، فهو خلق ليسأل ويفهم كل ما يجرى حوله بفضل عقله الذى بلغ أرقى درجات التطور على هذه الأرض، تجسد هذه البحث فى تحرى الحقيقة حتى يحكم بالعدل أو على الأقل ما يراه عدلا.
الكثير منا يبحث عن الحقيقة ليس فضول وإنما لإرضاء ضميره، وليس فينا من يمتلك الحقيقة الكاملة، ويفترض أن لا يكون بيننا من يدعى امتلاكها، لأنها ذات أوجه كثيرة كل وجه منها صحيح لا يمكن إنكاره، يعتقد البعض أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، وأنهم هم وحدهم من يمتلكونها ولهم الحق فى إلغاء الآخر، وتهميشه على اعتبار أنه مخطئ وحتى لو كان اعتقادهم صحيح، فكل ما يعتقدوه هو وجه واحد من الحقيقة، فلا يجوز اتخاذ وجه واحد منها وعده الحقيقة كاملة وصدقها مرتبط بالزمن، فحقائق الماضى لم تعد حقائق فى الزمن الحاضر، لتطور البحث العلمى ومن ثم تطور العقل الجمعى.
وما هو حقيقة لمجتمع ما قد لا يكون كذلك عند مجتمع آخر، لأنها مرتبطة بالاعتقاد المتباين وتصوراته من مجتمع إلى آخر.
ان الحقيقة هى المعرفة الموضوعية التى تتطابق وتتوافق مع قوانين الواقع الموضوعى، وإذا كانت هذه الحقيقة هدف للمجتمع، واستمر البحث قد نصل إلى حقائق جديدة أكثر اقناعًا فى المستقبل، وهكذا كلما اكتشف تفسيرًا جديدًا لحقيقة ما أصبحت أكثر صدقًا وإقناعًا من ذى قبل ومع ذلك لا يمكن لنا أن نعدها حقيقة كاملة، لأنها قائمة على تواصل البحث والتنقيب حتى نصل إلى الحقيقة الكاملة، فأحداث كثيرة فى الماضى عدت حقائق واكتسبت صدقها الزمنى لأنها كانت هدفًا تسعى البشرية إليه حتى تحقق، نحن لا نملك مقياس نقيس به الحقيقة إلا الممارسة أو التجربة العملية فكل ما يوافق منها الواقع الموضوعى لا بد له من أن ينتمى إلى عالم الحقائق.
ولا يمكن أن تفهم الحقيقة على أنها حقيقة ناجزة نهائية وإلى الأبد، بل إن معرفة الحقيقية تكون شكلا خاصة ونتيجة لتفكير وبحث قد يكون فردى أو جماعات بصورة خاصة للمرحلة المعاصرة، ولكن حتى هذا لا يكفى فهذه النتائج لا يمكن تعريفها بأنها حقائق مطلقة حتى لو كانت مقنعة، لابد من مراعاة المستقبل، وحتمًا سيكون هناك أفكار وأبحاث ونظريات أكثر دقة، يمكن اعتبارها حقائق أيضًا، من أجل ذلك لابد من مراعاة التطور اللاحق للعلم، ولاسيما تلك المراحل التى يتكشف فيها تناقض وعدم كفاية النظرية السابقة، إنها عملية تاريخية بمعنى الهدف الذى يتحقق بصورة دائمة وتدريجية وينبثق من جديد على مستويات جديدة حتى نصل إلى المعرفة الأكمل والأشمل والأكثر دقة وتنوعًا والمبرهن عليها من العالم، فعندها يستخدم مفهوم الحقيقة المطلقة أو الكاملة.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجرد رأى
الحقيقه الكامله فى كتاب الله وسنه رسوله وقدراتنا الادراكيه هى الفيصل فى مستوى المعرفه