عصام العريان.. اللسان الذى أسقط نظام مرسى.. استعاض عن ضعف وزنه التنظيمى بإثارة الجدل الإعلامى لإرضاء التيار "القطبى".. وأدخل مصر فى أزمة مع الإمارات وطالب بعودة اليهود وهاجم البرادعى واليسار والصحفيين

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013 02:42 م
عصام العريان.. اللسان الذى أسقط نظام مرسى.. استعاض عن ضعف وزنه التنظيمى بإثارة الجدل الإعلامى لإرضاء التيار "القطبى".. وأدخل مصر فى أزمة مع الإمارات وطالب بعودة اليهود وهاجم البرادعى واليسار والصحفيين عصام العريان بعد القبض عليه
كتب محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تمام الساعة الـ9 من يوم الخميس الموافق 27 يونيو 2013، كان عصام العريان قد انتهى من الإدلاء بحوار تليفزيونى لأحد القنوات الفضائية حول المظاهرات المرتقبة فى 30 يونيو والتى تطالب بإنهاء حكم الإخوان، وأثناء خروجه من الأستوديو، فوجئ بمنير فخرى عبد النور القطب الوفدى البارز ووزير الصناعة الحالى وسكرتير جبهة الإنقاذ آنذاك، والذى كان يستعد بدوره للإدلاء بحوار مماثل يعكس وجهة نظر الجبهة حول نفس الحدث.

حرص العريان يومها على مصافحة عبد النور ومعانقته بحميمية شديدة كأن شيئا لن يكن بعد أيام قليلة، ثم قال له بلهجة تملؤها الثقة: "منير.. راجعوا نفسكوا.. انتو بتخسروا كثير".. ملامح الدهشة اعتلت وجه عبد النور وعقدت لسانه لعدة لحظات وبعدها رد قائلا: "إحنا برضه اللى بنخسر" فقال العريان: "أيوة يامنير.. الوفد بيخسر. انتو حزب كبير ومكنش لازم تخشوا فى الحاجات دى" فى إشارة إلى مشاركة حزب الوفد فى الدعوة لمظاهرات 30 يونيو.

"الكبر هو بطر الحق وغمط الناس" هكذا يمكن تلخيص الحالة التى كان يعيش فيها القيادى الإخوانى قبل أقل من 73 ساعة من ثورة مرتقبة ومعلن عنها ضد نظام حكم جماعته، إذ كان يتخيل أن الجميع سيخسر وأنهم فقط الرابحون وكان يظن أن الإخوان بالفعل يمتلكون ناصية الشارع المصرى، وأن الحشود التى ستنزل للمطالبة بإسقاطهم لن تتجاوز بضعة عشرات الألوف، فى حين أن أنصارهم يقدرون بالملايين، وهذا هو الوهم الذى عاش فيه أغلب قيادات الإخوان حتى اللحظة الأخيرة وربما حتى الآن، أما مشكلة العريان على وجه التحديد أنه لم يدرك أنه كان سببا رئيسيا فى الانخفاض الحاد الذى أصاب شعبية جماعته وأدى بالتبعية إلى سقوط رئيسه.

الأزمة الحقيقية التى ظل عصام العريان يعانى منها هى ضعف وزنه التنظيمى داخل الجماعة، سواء قبل الثورة أو بعدها، فلا ينسى أحد أزمة تصعيده إلى عضوية مكتب الإرشاد عام 2009، حيث ظل لسنوات طويلة مرشحا لعضوية المكتب لكن قيادات الجماعة كانوا يرون أنه شخص "خفيف" ربما يستطيع أن يتحدث فى وسائل الإعلام لكن لا يصلح لتولى منصب قيادى فى الجماعة، بالإضافة إلى أنه وقتها كان محسوبا على التيار الإصلاحى وهو ما لم يرق لدى القيادات الذين ينتمى أغلبهم إلى التيار القطبى.

حين حانت اللحظة المناسبة لتصعيده لعضوية مكتب الإرشاد عقب خلو أحد المقاعد بوفاة محمد هلال عضو مكتب الإرشاد قدم عصام العريان نموذجا للانتهازية السياسية، حيث ترك شباب الجماعة وبعض قيادتها والقوى السياسية يخوضون معركة مع صقور التيار القطبى من أجل تصعيده باعتباره نموذجا "إصلاحيا" -كما كنا نظن وقتها- بينما أثر هو الصمت لمهادنة التيار الذى يسيطر على مقاليد الأمور داخل الجماعة حتى وافقوا على تصعيده لعضوية المكتب بينما خرج آخرون خاضوا المعركة بالنيابة عنه من عضوية المكتب، ثم من الجماعة كلها على رأسهم محمد حبيب نائب المرشد السابق دون أن ينبس العريان ببنت شفه.

لم يختلف الأمر كثيرا بعد الثورة، حيث لم تختلف نظرة قيادات الإخوان لعصام العريان فى شىء وفضلوا أن يسندوا له بعض المهام الشرفية مثل نائب رئيس حزب الحرية والعدالة أو رئيس الكتلة البرلمانية للحزب فى مجلس الشورى، وحين قرر أن يرشح نفسه لرئاسة الحزب كانت الفضيحة مدوية، حيث تم الدفع بالكتاتنى فى مواجهته وهزمه هزيمة "مذلة" بـ581 صوتا مقابل 283 صوتا فقط للعريان.

كان العريان يحاول أن يستعيض عن ضعف وزنه التنظيمى بإثارة الجدل الإعلامى حوله من ناحية، وربما كان يعتقد أنه بهذه التصريحات التى كانت تفتقر للياقة ولا يمكن أن تصدر عن سياسى عاقل يغازل القيادات عسى أن يمنحوه شيئا، لكن الحقيقة أنه كان يضع الجماعة فى مواجهة غضب واستفزاز الشعب.

افتعل العريان معارك مع كل التيارات فى المجتمع، فهاجم اليسار بدون مناسبة واتهمه بالحصول على تمويل أجنبى والاستقواء بالنفوذ الخارجى وإهمال الدين بل واحتقاره والتعالى على الشعب، واصطنع معركة أخرى مع الدكتور محمد البرادعى وحزب الدستور الذى يرأسه، حيث قال فى أول تعقيب له على تقدم حزب الدستور أوراق تأسيسه إلى لجنة شئون الأحزاب، "مرحبا بحزب الدستور إضافة للأحزاب"، وتابع: "ستظهر أحزاب وتختفى أخرى ويبقى حزب الحرية والعدالة؛ من أجل حياة ديمقراطية حقيقية". وهو تصريح أقل ما يمكن أن يوصف به أنه يفتقر إلى أدب الترحيب بالآخر.

وانتهز فرصة ذكرى الغزو الأمريكى للعراق وافتعل معركة جديدة مع البرادعى، حيث طالب بمحاكمته وطنيا ودوليا باعتباره تستر على فضيحة إمكانية امتلاك العراق ﻷسلحة الدمار، وقال فى تدوينة عبر حسابه الشخصى على شبكة الفيسبوك للتواصل الاجتماعى: "إنها الوكالة الدولية للطاقة النووية ورجالها وعلى رأسهم المدير الذى ظل 12 سنة ممثلا ﻷمريكا وأوروبا وليس مدعوما أو مرشحا من وطنه مصر؛ الدكتور (محمد البرادعى) يجب محاكمة هؤﻻء وطنيا ودوليا".

ولم يكن الإعلام بعيدا عن مرمى معارك العريان، حيث دخل فى اشتباك لفظى عنيف مع عدد من القنوات الفضائية وصلت إلى حد اتهامهم ولو من طرف خفى فى ذمتهم المالية وكذلك لم يتردد أن يطعن الإعلامية جيهان منصور فى ذمتها المالية على الهواء مباشرة، عندما قال لها: "مش عايزة أقولك إنتى بتخدى كم عشان تطلعى تقولى الكلام ده"، وقبلها كان قد اتهم الصحفيين بأنهم يعادون الفكرة الإسلامية بحكم النشأة والتوجهات الفكرية!!!
ثم كانت معركته الأشهر حين طالب بعودة اليهود مرة أخرى إلى مصر، حيث أثار هذا التصريح غضب المجتمع المصرى كله واضطرت رئاسة الجمهورية وقتها، أن تتبرأ منه لكن العريان لم يتوقف عن إثارة الأزمات بتصريحاته المتكررة، فوضع النظام السياسى فى أزمة دبلوماسية مع دولة الإمارات، حين قال فى اجتماع للجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى: "الإماراتيين ما بيعرفوش يقرأوا صح، ومتخيلين إن هناك تاريخا معينا ستتغير فيه مصر، وللأسف الأساتذة المصريون معرفوش يعلموا الإماراتيين صح".

ومضى العريان مخاطبا سفير مصر فى الإمارات قائلا "يا سيادة السفير، قول لهم إيران النووية قادمة، وإن تسونامى قادم من إيران وليس من مصر، والفرس قادمين، وهتصبحوا عبيد عند الفرس".. هكذا لم يكن الرجل يدرك أن لسانه سيسقط نظامه.


موضوعات متعلقة..


◄قوات الأمن تلقى القبض على القيادى الإخوانى عصام العريان

◄ننشر صور القبض على القيادى الإخوانى عصام العريان

◄مصدر: العريان كان مختبئاً بشقة مهندس إخوانى بالقاهرة الجديدة

◄بالصور.. أجهزة الأمن تلقى القبض على عصام العريان داخل شقة بالتجمع الخامس.. تم ضبطه بالجلباب الأبيض فى منزل صديقه ورسم ابتسامة عريضة على وجه اندهاشاً من ضبطه

◄مساعد وزير الداخلية: ضبطنا العريان داخل فيلا بالتجمع وبرفقته صاحبها

◄الداخلية: ضبطنا العريان بالقاهرة الجديدة تنفيذا لقرارات النيابة

◄تأكيدا لانفراد "اليوم السابع".. سقوط "عصام العريان" مختبئاً داخل منزل بالتجمع الخامس.. مصدر أمنى: تم ضبطه بعد عدة حملات وهروبه فى اللحظات الأخيرة.. ولم يتم ضبط أسلحة أو منشورات بحوزته

◄ترحيل عصام العريان لسجن طرة للتحقيق معه صباحاً

◄مصدر أمنى: العريان متهم فى قضايا قتل متظاهرين وتعذيب بـ"رابعة"





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام عرفه

السكوت من ذهب

لسانك حصانك ان صنته صانك

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح

الى بيت العايلة

وقعت ياعريان ومش هتلاقى اللى يغطيك

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد

هل صحيح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة