رصدت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية الشعبية الجارفة لوزير الدفع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وقالت إنه رغم انتقاد إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما له، إلا أن المصريين يعتبرونه بطلا لإطاحته بنظام الإخوان المسلمين المكروه.
وتحدثت الصحيفة عن انتشار صور الفريق فى كافة أنحاء العاصمة، وقالت إن تأييد السيسى يبدوا قويا بين سكان العاصمة، وبعض من هذا التأييد سببه إعجاب بالرجل، لكنه انعكاس أيضا لقلة البدائل السياسية فى بلد يتطلع على الاستقرار والأمن، حسبما يقول المحللون والنشطاء.
ونقلت الصحيفة عن سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالقاهرة، قوله إن الفريق هو الرجل الذى يعرف كيف يخرجك من الماء الساخن، وهذا ليس حال الجميع، والظروف هى من تخلق الأبطال وليس العكس، وتشمل هذه الظروف الحكومة الإسلامية القمعية التى أعقبت الإطاحة بمبارك عام 2011، والاقتصاد الذى يمضى من سيئ إلى أسوأ.
أما خليل العنانى، الخبير فى شئون الجامعات الإسلامية بمعهد الشرق الأوسط فى واشنطن، فيقول إن الناس مهتمون بالأمن والأمان وليس بالديمقراطية أو الحريات، والكثير يؤمنون بأن الوحيد الذى يستطيع إنقاذ مصر الآن هو السيسى، بغض النظر عن رؤيته أو مشروعه السياسى، مشيرًَا إلى أن المصريين فقدوا إيمانهم بالنخبة المدنية، ويتعرضون لحملة إعلامية ضخمة مؤيدة للسيسى، مؤكدا على وجود فراغ سياسى ضخم فى مصر.
أما كامل صالح، نائب رئيس الحزب الاجتماعى الديمقراطى، فيلقى باللوم فى مسألة غياب البدائل السياسية على مبارك الذى حكم مصر لثلاثة عقود، وقمع المعارضة، واتهم بتزوير الانتخابات. ويقول صالح إنه لم تكن هناك حياة سياسية لعدة سنوات، فأنت لا تصبح قائدا أو سياسيا بين عشية وضحاها، فيجب أن يكون لديك تاريخ طويل من العمل العام، وسنوات حكم مبارك الثلاثين هى المسئولة عن عدم وجود سياسيين.
ويقول البعض إنه من الطبيعى أن يحب البعض السيسى، نظرًا لأن الجيش ظل محورًا قويًا للدولة، ومن هؤلاء خالد داود، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ، الذى يقول إن الناس تميل إلى الخيار الذى عرفوه على مدار 60 عاما، وهو تولى ضابط جيش القيادة، ويعتقدون أنه الأكثر قدرة على حماية البلاد والحفاظ على مصالحها.
وعودة إلى صادق، يقول إن المصريين تسامحوا مع الظلم على مدار عقود، لكن لا يستطيعون أن يقبلوا بغياب الأمن، وهذه قضية ثقافية مهمة جدا لا يستطيع الكثيرون فهمها، فلماذا يصوتون للجيش لأنهم يفتقرون للامان.
وتمضى الصحيفة قائلة إن الرغبة فى تولى السيسى الحكم أمر لا ينطبق على الجميع، وبعض الليبراليين يرون أن انتخابه خطوة سيئة لمصر، ويقول خالد داود إن وجود شخص مثل السيسى رئيسا يعنى أننا فى نفس الوضع الذى كنا فيه منذ عام 1952، حيث ظلت المؤسسة العسكرية لها قول فصل فى جميع الشئون والقضايا المرتبطة بإدارة الدولة، وهذا لن يمثل خطوة للأمام.
غير أن الصحيفة تشير إلى وجود احتمال دائم بتلاشى هذا الإعجاب بالسيسى، مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والتحديات الأمنية.
صحيفة أمريكية: تأييد السيسى يعكس غياب البدائل السياسية فى مصر.. خبراء: الفراغ السياسى فى القاهرة هائل والمصريون فقدوا إيمانهم بالنخبة المدنية ويعتقدون أن وزير الدفاع وحده القادر على إنقاذ البلاد
الأربعاء، 30 أكتوبر 2013 01:12 م