بعد أن اتضح بما لايدع مجالا للشك كيف انتهز كل أعداء مصر من دول الغرب وأمريكا فرصة ثورة الشباب الأولى فى الخامس والعشرين من يناير 2011 التى لم تخرج فى الأساس إلا لطلب العيش والحرية والكرامة لهذا الشعب، فزجوا بالتنظيم المصنوع بأعينهم إلى مسرح الأحداث، فركبوا الموجة وتحول المشهد من مطالبين بالكرامة والحرية والعيش الكريم إلى مطالبين بإسقاط مبارك والدولة معًا.
ولم يتورعوا عن قتل الأبرياء ومهاجمة السجون وإخراج كل الخطرين على الأمن العام، ليتم بذلك مخططهم لإحداث الفوضى وفقد الثقة فى رجال الشرطة بعد أن ألصقوا كل هذا بهم ثم زادوا فابتدعوا هتاف يسقط حكم العسكر تمهيدًا لتسلمهم مقاليد الحكم وكأنهم التعويذة الوحيدة لخروج مصر من أزمتها التى وضعوها فى أتونها وساندتهم ومازالت امريكا والغرب لا من أجل عيون الإسلام، ولكن من أجل تحقيق مخططهم بواسطة الجماعة التى شغلتها الدنيا ومناصبها عن الدعوة الحقيقية إلى الله فباتوا بأعمالهم يحاربون الله دون أن يدروا بل ويعطون للغرب ذريعة ليقول لمواطنيه هذا هو الإسلام الذى لا يمل المسلمون من دعوتكم إليه انظروا ماذا تروا؟ والأدهى من ذلك أن الهتاف بسقوط العسكر وهو بدعة ابتدعوها لحاجة فى نفس يعقوب قد ترسخ كراهية للجيش وقادته فى عقول البعض الباطنة لدرجة جعلت حتى الراشدين منا ينسون أن معظم حكام إسرائيل الدولة هم ممن قادوا الحروب ضد العرب، لأنهم يعتبرون دولتهم فى حالة حرب على الدوام ولا يصلح للقيادة فى مثل ظروفهم إلا العسكر، فالعسكرية تعنى الوطنية والالتزام والتضحية والنظرة الاستراتيجية التى ترنو للأمام، ولا تكتفى بالنظر تحت الأقدام، وبعد أن أوصلونا خلال عام من حكمهم إلى ما وصلنا إليه ورغبة منهم إلا تقوم لنا قائمة إلا على أيديهم وتحت حكمهم وبالطريقة التى يؤمنون بها إيمانًا أعمى لا يستجيب لنقاش ولا يقبل حجة تدحضه فانهم يحاولون بشتى الأساليب والأكاذيب منع السيسى من الترشح لانتخابات الرئاسة، وللأسف فقيادة الجيش تخشى من ترشح قائدها حتى لا يترسخ فى الأذهان فكرة الانقلاب الذى يشيعونه ويروجون له ويحاولون بشتى الطرق تأكيده، بعد أن اتضح كل هذا أقول إن مصر فى المرحلة الحرجة التى تمر بها تحتاج إلى مثل هذا الرجل الذى تتمثل فيه الجرأة والشجاعة والوطنية والتضحية وحب الخير لمصر ثم وعيه بما يحاك للوطن العربى ككل من مؤامرة كبرى تسعى لتقسيمه إلى دويلات صغيرة متنافرة ومتنازعة تحكم بعقول منغلقة تعيده قرونا إلى الوراء بينما يبزغ نجم اسرائيل فتتقدم لتصبح الواحة الخضراء وسط صحراء قاحلة من التخلف والجهل والفقر والعوز والتناحر، فباسم مصر وحب مصر وخير مصر أضم صوتى لكل من يناشد السيسى للترشح لرئاسة مصر وليضرب بكل ترهات المخالفين عرض الحائط وليفعل القاعدة الفقهية التى تقول الضرورات تبيح المحظورات.
والضرورة هنا هى أمن وأمان وتقدم مصر (شريطة عدم العودة لكبت الحريات وتكميم الأفواه وزوار الفجر وسيتم ذلك بإخراج دستور مصرى دائم يحقق طموح كل طوائف الشعب) والمحظورات خوف الترشح حتى لا يقال انقلاب فليقولوا ما يحلو لهم المهم مصر أم الدنيا تصبح قد الدنيا؟
د. سمير البهواشى يكتب: السيسى مطلب رئيسى.. لماذا؟
الأربعاء، 30 أكتوبر 2013 04:11 ص