بالتزامن مع وصول الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين الـ26 بموجب التفاهمات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية الليلة الماضية، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الداخلية جدعون ساعار عن قرار بالبدء فورًا بسلسلة من مخططات البناء لليهود فى القدس المحتلة، والتى تعتبر من أكبر المشاريع الاستيطانية فى المدينة المقدسة.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن المشروع الجديد عبارة عن إعادة إنتاج خطط قديمة يجرى العمل فيها ببطء منذ سنوات، بهدف زيادة عدد المستوطنين اليهود فى القدس، ومنع توسع الأحياء الفلسطينية فى المدينة، معتبرة أن القرار يهدف إلى محاولة تهدئة الاحتجاجات فى وسط اليمين اليهودى المتشدد ضد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
ويتضمن المخطط الأول، ضمن المخططات الاستيطانية، إقامة "الحديقة الوطنية" على منحدرات جبل المشارف، حيث سيقام فى إطار هذا المخطط "حديقة وطنية" من الجانب الشرقى لجبل المشارف، بين حى "العيساوية" و"الطور"، وعلى حساب أراضى فلسطينية معدة لتوسعهما.
وقالت مصادر فى مكتب وزير الداخلية الإسرائيلى، إن المخطط يشتمل تعليمات بإعداد مناطق للاستجمام واللهو ومسارات للمشى وأخرى للدراجات الهوائية، وأخرى ذات صلة بالزراعة والحفاظ على الطبيعة.
وأشارت "هاآرتس" إلى أن مصادر من سلطة الطبيعة والحدائق أقرت فى الأسابيع الأخيرة بأن الهدف الحقيقى لإقامة هذه "الحديقة" هو منع استمرار التوسع والبناء فى العيساوية والطور.
وكان وزير البيئة عامير بيرتس، والمسئول عن "سلطة الطبيعة والحدائق"، أعلن قبل ثلاثة أسابيع عن تجميد المخطط حتى إشعار آخر من أجل فحص الأبعاد الدولية للمخطط.
كما قرر نتنياهو وساعار إيداع مخطط لإقامة مركز سياحى وأثرى مقابل مدخل قرية سلوان، فى الموقع الذى يزعم أنه "مدينة داود".
وكانت "اللجنة المركزية للتخطيط والبناء" فى القدس المحتلة قد صادقت قبل عام ونصف على إقامة مركز للزوار، وقد بادرت للمخطط جمعية "إلعاد" الاستيطانية التى تعمل على توسيع الاستيطان اليهودى فى شرقى القدس المحتلة، بما فى ذلك داخل التجمعات السكنية الفلسطينية.
وقرر نتنياهو وساعار جعل مخطط البناء فى الحى الاستيطانى "رمات شلومو" -شمال القدس قرب شعفاط وبيت حنينا- سارية المفعول، حيث يتضمن المخطط إقامة نحو 1500 وحدة سكنية، كما يتضمن القرار البدء بإصدار تراخيص بناء وتوسيع أراض للمقاولين خلال بضعة شهور.
وتقرر أيضًا، إيداع ثلاثة مخططات أخرى للبناء فى الحى الاستيطانى "رمات شلومو"، بحيث تتيح المخططات بناء غرف أخرى تصل مساحة كل منها إلى 50 مترًا مربعًا على الوحدات السكنية القائمة، بحيث يمكن من خلال ذلك زيادة عدد المستوطنين.
جدير بالذكر أن هذا المخطط كان قد أعلن عنه فى مارس لعام 2010، خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن لإسرائيل، وأدى الإعلان عنه فى حينه إلى أزمة حادة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبالنتيجة فقد اضطرت إسرائيل فى حينه إلى تجميد المخطط، وبعد المسعى الفلسطينى فى الأمم المتحدة فى نوفمبر من عام 2012 أعيد العمل بالمخطط بشكل بطىء.
بالتزامن مع إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين..
تل أبيب تخطط لبناء أكبر مشروع استيطانى بالقدس المحتلة
الأربعاء، 30 أكتوبر 2013 11:27 ص